قرر المكتب السياسي لحزب المؤتمر من اجل الجمهورية لحظات قبل منتصف ليلة امس تعيين الطاهر هميلة امينا عاما للحزب كرد فعل على ما كان قد قام به عبد الرؤوف العيادي الثلاثاء بعد إعلان المرزوقي استقالته من الحزب.. وبصدور هذا القرار سيتم اعتماد التركيبة القديمة لاعضائه في الحكومة التي كان قد عرضها المؤتمر على الائتلاف وكان اول رد فعل صرح هميلة ليلة امس بعد تعيينه في منصب الامين العام ان الحزب قد عاد الى اصله ومبادئه بعد موجة من الانفلات, هذا التعيين جاء الى حين انعقاد مؤتمر الحزب الذي حدده المتب ليوم 8 جانفي القادم ..وهو ما اعتبره العيادي انقلابا على ما قد كان قرره مع الكتلة والذي اعتبره الشق الاخر بدوره انقلابا ..وكانت " الصباح نيوز " أول من أشار الى أن انقلابا حصل داخل المؤتمر ونقلت وجهتي النظر المختلفتين ..وفيما يلي ما كانت قدأوردته : بمجرد رفع جلسة أداء اليمين من طرف رئيس الجمهورية اجتمع أعضاء كتلة حزب المؤتمر الممثلة في التأسيسي رفقة عدد من أعضاء المكتب السياسي في غياب أعضاء آخرين قال بعضهم انه لم يتم إعلامهم بالاجتماع وقرروا تعيين عبدالرؤوف العيادي امينا عاما جديدا للحزب ..تعيين فاجأ الشق الذي كان يرغب في تعيين عماد الدايمي على خلفية أن هذا الاخير له مسافة من الجميع وعلاقته طيبة مع الجميع كما فاجأهم لان عملية تعيين الامين العام الجديد تستوجب وفق النظام الداخلي للحزب ان تتم داخل المكتب السياسي وبعد استدعاء أعضائه لا أن تتم في اجتماع للكتلة التي لا ينتمي عدد من أعضائها الى الحزب... ويبدو أن هذا التحرك جاء كرد فعل على اجتماع سابق للمكتب السياسي التأم نهاية الأسبوع للنظر في قائمة المكلفين بمناصب حكومية طالب خلاله كل من عبد الرؤوف العيادي وفتحي الجربي بتشريك الكتلة النيابية في القرار في حين رفض آخرون ذلك مما استوجب الحسم بالتصويت - حسب بعض الحضور الذين نقلوا ما جرى لل "الصباح نيوز " – وكانت الغلبة فيه لأنصار النظر في ملف التعيينات داخل المكتب السياسي الذين صوت9 منهم بنعم مقابل 5 ضد .. فاشتد الوضع تأزما الشيء الذي دفع فيه المرزوقي لتأجيل الحسم الى مطلع الاسبوع إذ قال أنه سيغادر الى سوسة للراحة ويعود بالقرار الذي كان مؤيدا للحسم بما أقرته الانتخابات وهو ما لم يعجب على ما يبدو البعض الذين رأوا ان المنصف المرزوقي استعمل الحزب للوصول الى الرئاسة وأنه رهن جماعة فرنسا الذين سمي ثلاثة منهما في الحكومة ( وزيرتان وكاتب دولة وهم سهام بادي واقبال مصدع والهادي بن عباس ) عضو من المكتب السياسي وصف الامور بالخطيرة وقال لل ّالصباح نيوز " ان النهضة اتصلت بهم للاستفسار عن مآل الاتفاق الحاصل بينهم خشية ان تصوت كتلة المؤتمر ضد الحكومة في المجلس وفي ما قد يعدون له من مشاريع قوانين وقال أنها رأت وكأن المؤتمر ضمن منصب الرئاسة لينقلب على الاتفاق هذا التساؤل نقلناه لعبد الرؤوف العيادي الذي فند الادعاءات وأكد على "استمرار التحالف وتدعيمه" وقال أن الكتلة قررت تعيينه امينا عاما الى حين عقد المؤتمر وأن لا شيء في تعيينه مخالف للنظام الداخلي فهو نائب الامين العام وهناك محضر جلسة في الغرض وأنه في حالة حصول شغور يتولى هو مهمة الامانة العامة ..وحول عدم توجيه دعوة لكل اعضاء المكتب السياسي لحضور الاجتماع قال انه تم توجيه الدعوة للجميع لكن البعض لم يحضر أما الكتلة فيرى بضرورة تشريكها في القرار رغم ان عدد من افرادها لا ينتمون الى المكتب السياسي لانها معنية بما يجري في المؤتمر ونفى ان يكون وجه الدعوة لأعضاء من الكتلة غير منتمين للحزب لحضور اجتماع تكليفه وختم حديثه معنا بالقول ان له تحفظات على تسمية بعض الأشخاص في حقائب وزارية وان اجتماعا سيحسم المسألة قريبا وأضاف ان رفضه لا يعني انه يرغب في دخول الحكومة بل انه رفض رسميا منصب مدير الديوان الرئاسي..