لا تزال حركة عبور المواطنين الليبيين عبر النقطة الحدودية براس جدير في اتجاه تونس على أشدها حيث يصل معدل عددا لوافدين يوميا10 ألاف شخص وناهز عددهم خلال الشهر الماضي 400 ألف مواطن وفاجأ نسق تدفق الرعايا الليبيين نحو التراب التونسي وارتفاعه خلال الأيام الأخيرة كل الملاحظين على اعتبار تحسن الأوضاع الأمنية والمعيشية في جل المدن الليبية ...ويرى كثيرون ان هذا الانفراج نسبي إذ لاتزال اغلب المدن الليبية تشهد اضطرابات ومعارك متفرقة زاد من حدتها توفر السلاح عند الغالبية العظمى من المواطنين فضلا عن عدم استرجاع الحياة لنسقها الطبيعي الذي يوحي بالاستقرار والطمأنينة كما أن حاجة الليبيين للعلاج في تونس جعلهم يقبلون بأعداد كبيرة على بلادنا ويشهد معبر راس جدير الحدودي مع ليبيا بين الحين والأخر مشادات وخلافات بين الثوار الذين يسيرون المعبر والمتدخلين التونسيين على الجانب التونسي من المعبر أدى في بعض الأحيان إلى إطلاق النار في الهواء وما نجم عنه من ذعر وفوضى ولعل إشراف كوادر ليبية غير مختصة على الجانب الليبي من المعبر سواء في الديوانة أو الأمن يساهم في مثل هذه الأجواء المشحونة وتعكيرها بما يودى في أحيان كثيرة إلى غلق المعبر لساعات وتقوم وحدات الأمن والحرس الوطنيين وعناصر الجيش بعمل كبير لحماية الأراضي التونسية والتصدي إلى محاولات تهريب الأسلحة والمخدرات إلى التراب التونسي وكذلك جهود بعض المواطنين التونسيين الذين يسهلون على المهربين مهمة اجتياز الحدود بعيدا عن المعابر الرسمية والمراقبة من ناحية أخرى تقلص عدد اللاجئين الأجانب في مخيم الشوشة الذي لا يزال يحتضن عدد من الصوماليين والاريتريين والعراقيين إلى 3400 لاجئ فقط ويتراوح معدل الذين يتم ترحيلهم شهريا بين 10 و15 شخص وهو ما يستوجب جهودا إضافية من قبل المنظمات الأممية للتعجيل بترحيلهم أو إعادتهم إلى ليبيا وهو مطلب تونسي أساسي في الوقت الراهن لإزالة مثل هذه المخيمات التي يتكبد عدة متدخلين تضحيات كبيرة لتلبية شؤون المقيمين بها ومسؤولية عسيرة لتامين سلامتهم