مازال عشرات من التونسيين والتونسيات يرابطون أمام مقر سفارة المملكة العربية السعودية بتونس طمعا في لفتة شخصية من السفير السعودي تهديهم تأشيرة السفر إلى البقاع المقدّسة لأداء فريضة الحج. المشهد يتكرر كل عام والآلاف من التونسيين كانوا يستفيدون من كرم السفير السعودي وتفهّمه لتأدية فريضة الحج بتكاليف أقل بكثير من تكاليف الإجراءات الرسمية. لكن الجديد هذا العام أن سفارة المملكة لم تمنح إلى اليوم أية تأشيرات مجانية للحجيج وقد يكون الأمر بسبب طلب تقدمت به السلطات التونسية قصد تنظيم عملية الحج وتفادي معاملة الراغبين في الحج بمقاييس مختلفة. وقد تذمّر الذين رابطوا أمام سفارة المملكة منذ أكثر من أسبوع ممّا أسموه "حصر عملية الحج في القنوات الرسمية التي تكلّف كثيرا ولا يقدر عليها العديدون". وقال البعض من هؤلاء تحدّثوا ل"الصباح نيوز" صباح اليوم أن كلفة الحج تتراوح بين 6.200 دينار و11 ألف دينار وهم لا يقدرون عليها ويتمنّون "مواصلة سفارة السعودية العمل بالتأشيرات المجانية التي تخفّض من الكلفة الجملية للحج إلى 2000 دينار تقريبا". وأمام إصرار العشرات من الراغبين في الحج، وهم قادمون من كل جهات البلاد والبعض منهم متقدّم جدا في السن، إلى الانتظار ساعات طوال كل يوم، قد تعمد سفارة السعودية إلى القيام بقرعة لمنح التأشيرات المجانية بحسب بعض الأطراف لكن الأمر لم يتأكّد رسميا.