يعلق جمهور كرة القدم آمالا عريضة على المكتب الجامعي الجديد. ويعتبر ترشح أربع قائمات لأول مرة في تاريخ الجامعة تحولا في تسيير الهياكل الرياضية ببلادنا، لأن في تعدد الترشحات دليل على بوادر غرس لبذور الديمقراطية في المجال الرياضي والقطع النهائي مع التعيينات الفوقية والأشخاص المسنودين من القيادة السياسية. ولأهمية الحدث، استطلعت "الصباح نيوز" ثلة من الأحباء واللاعبين والمسؤولين بربوع الوطن القبلي.
رياض النابلي (محب من منزل بوزلفة، أستاذ تربية بدنية): مراجعة مقاييس انتداب اللاعبين الأجانب يرى رياض النابلي أن تمويل النوادي من أهم المشاكل التي ستعترض المكتب الجامعي الجديد. وقال في هذا السياق: "تعاني النوادي من أزمة مالية خانقة والمطلوب إنقاذها منها وهذا لن يتم إلاّ بمراجعة منظومة الاحتراف التي استنزفت أموالا ضخمة. ولا بد من فتح ملف اللاعبين الأجانب الذين التهموا مليارات من العملة الصعبة دون أن نرى منهم شيء بل أضرّوا كثيرا بالمواهب المحلية. وعن رأيه في القائمات المترشحة، قال النابلي: "أراها متوازنة وبرامجها متقاربة جلها تطرح نفس المحاور لكن كل بطريقته وأسلوبه. لكن المهم هو تطبيق هذه البرامج والعمل بطرق علمية وتجنب الارتجال والعشوائية".
الناصر الدردوري (محب من الحمامات، إطار بنزل): الويكلو "غول" الكرة التونسية عبر الناصر الدردوري عن قلقه الشديد من إجراء مباريات كرة القدم دون جماهير ('الويكلو') واعتبره وصمة عار على الكرة التونسية متسائلا إلى متى سيتواصل هذا الوضع الذي أفقد الكرة نكهتها. وقال أيضا: "أنتظر من المكتب الجامعي الجديد وضع قرار "الويكلو" في صدارة الاهتمامات مع التفكير في تغيير الإطار القانوني للنوادي بتحويلها إلى شركات حتى تتمكن من النهوض بوضعها المالي وتتحول إلى مؤسسات اقتصادية". العجمي الطرابلسي (محب من نابل، مدير مالي بشركة): العناية بالاندية الصغرى دافع العجمي الطرابلسي بشدة عن الأندية الصغرى التي يرى أنها همشت في وقت كانت تمثل ذخيرة كرة القدم التونسية في اكتشاف المواهب وقال في هذا الإطار: "لا بد من العناية بأندية الأقسام السفلى بتحسين البنية التحتية والدعم المالي فالتركيز على الانتدابات الخارجية ألهى النوادي الكبرى عن كنوز أندية الأعماق".
زهير بوزيد (لاعب سابق بقرمبالية الرياضية): فتح ملف الاحتراف
يعتبر زهير بوزيد من أفضل ما أنجبت قرمبالية الرياضية وقد كانت له مسيرة ممتازة مع الفريق و كان مهندس أول صعود إلى مصاف النخبة في تاريخ النادي (1987-1988) وله اطّلاع كبير على كل ما يهم اللعبة ونرى أن له رأي في موضوع الحال. بوزيد تحدث عن انتظاراته من المكتب الجامعي الجديد قائلا: "كرتنا مريضة وفي حاجة إلى دواء يقطع مع المرض لا إلى مسكنات فالظرف يقتضي فتح كل الملفات ومنها الاحتراف الذي أراه مغلوطا وأضر كثيرا بكرتنا. فلم نر من الاحتراف إلاّ أشباه لاعبين يركضون لجني الملايين في وقت تعيش الأندية حالة من الفقر المدقع فلا مداخيل لها ولا موارد وزاد اللعب دون جمهور الطينة بلة. أرى أنه لا بد من العودة إلى لأصل وهو التكوين القاعدي فالمواهب قلة بل انقرضت لغياب العناية بالشبان فأين منتخباتنا لأصناف الشبان في المسابقات الإفريقية؟". وأضاف زهير بوزيد بمسحة متشائمة: "هذا هو الواقع فما الفائدة من مكتب جامعي يأتي ويطلق وعودا انتخابية ولا ينفذها بل يركّز جهوده على خدمة الأندية الكبرى والمنتخب الأول ويهمل المشاكل الأساسية ولا يرى الأندية الصغرى إلاّ أصواتا انتخابية لا أكثر". وعن رأيه في القائمات المتنافسة، قال بوزيد: "هي فرصة أمام الأندية للاختيار على أساس البرامج لكن تبقى العلاقات في الرياضة مهمة".
عادل القبي (رئيس نادي منزل بوزلفة): إعادة النظر في واقع الأندية الصغرى
لخّص عادل القبي رئيس نادي منزل بوزلفة انتظاراته من المكتب الجامعي الجديد في مراجعة عدة قوانين رياضية. وقال في هذا الصدد: "لا بد من العدالة بين النوادي وأصوغ على ذلك مثل ثمن إجازة لاعب في صنف الأكابر (20 دينارا) وثمن ورقة التحكيم (5 دنانير) لكل مهما كان قسمها وميزانيتها وهذا غير معقول كما يبلغ ثمن الانخراط 1700 دينار للرابطة الثالثة وهو مبلغ مجحف. وأرى أنه لا بد من إعادة تقسيم البطولة على مستوى أصناف الشبان لتحسين المستوى الفني للاعبين والعناية بالملاعب وتغيير اسم البرومسبور إلى البرموقول لتوجه كل عائداته لكرة القدم فقط. والمطلوب ايضا من المكتب الجامعي الجديد البحث عن حلول للدعم المالي بإدراج نوادي الهواة في مشروع الاستشهار مثلا". وعن رأيه، كرئيس ناد عريق بجهة الوطن القبلي، في القائمات المترشحة، لم يخف عادل القبّي أنه تلقى اتصالات من جميع القائمات لكن هذا لن يغير من رأيه وهو يرى أن القائمات متوازنة وتضم أسماء لها وزنها في التسيير الرياضي وهو ما سيغذي روح المنافسة لكن المهم، في رأيه، أن تتم العملية في كنف الشفافية والديمقراطية ويكون التصويت على البرنامج الأفضل والأقدر على النهوض بكرة القدم التونسية التي تشكو الكثير من العلل".