تستقطب انتخابات المكتب الجامعي لكرة القدم منذ أيام اهتمام الأوساط الرياضية والرأي العام التونسيين لما لكرة القدم من تأثير على العديد من أوجه الحياة. ومع اقتراب موعد السّبت القادم، يبدي الرّياضيون في ولاية صفاقس اهتماما متزيدا بهذا الحدث. وسعيا لإطلاع قرّاء على آراء الرياضيّين بالجهة بخصوص القائمات المترشّحة وما ينتظرونه من المكتب الجامعي الجديد الذي سينبثق عن انتخابات السّبت المقبل، حاورت "الصّباح نيوز" عددا من أنصار أندية الجهة ووجوها رياضية أبرزها الدكتور محمّد البعتي رئيس نادي محيط قرقنة وحمّادي العقربي النجم السّابق للمنتخب الوطني والنادي الصفاقسي.
الدّكتور محمّد البعتي: القطع مع ممارسات الماضي أرى أن برامج القائمات الأربعة متشابهة وتبدو طموحة إلى أبعد الحدود. لكنّ هاجسنا الوحيد هو أن تبقى هذه الوعود حبرا على ورق لأنّ كرة القدم التونسية في حاجة ماسّة في الظروف الحالية إلى حلول جدّية وحقيقية حتى لا تزيد أوضاعها تأزّما. ومن السّلبيات التي لاحظتها في القائمات الانتخابية تهميش جهة صفاقس على مستوى تمثيليتها وقد استغربت لغياب أعضاء يمثلون عاصمة الجنوب ضمن إحدى القائمات وهو أمر غير مقبول إذا ما أردنا القطع مع ممارسات الماضي التي لم نجن منها سوى المتاعب والحساسيات التي لا تخدم الرياضة التونسية. ومن أهمّ المسائل التي لا بدّ للمكتب الجامعي الجديد من إيلائها العناية اللازمة أذكر ضرورة اعتماد استراتيجية جديدة وناجعة للنهوض بالعمل القاعدي والحدّ من الانتدابات الأجنبية وكذلك إعطاء دفع للطبّ الرياضي الذي عانى كثيرا من الإهمال والتهميش.
حمّادي العقربي: حلول جذرية للمشاكل المزمنة ما لاحظته بخصوص برامج القائمات المترشّحة لانتخابات المكتب الجامعي هو وجود نية لدى المترشّحين لخدمة كرة القدم التونسية ومعالجة المشاكل المزمنة المطروحة على السّاحة. والأمر الإيجابي هو التزام رؤساء القائمات باحترام بعضهم البعض خلال الحملة الانتخابية وابتعادهم عن كل ما من شأنه أن يعكّر الأجواء داخل الأسرة الرياضية. كل ما أتمناه هو أن يرتقي أداء القائمة الفائزة إلى مستوى تطلعات الرياضيّين في تونس بعيدا عن المصالح الضيّقة والمجاملة والمحاباة حتى يمكن النهوض بكرتنا وإيجاد حلول جدّية وجذرية للمشاكل العديدة والمتزايدة. أتمنى كذلك أن يحرص المكتب الجامعي الذي سيتمّ انتخابه على تنفيذ برنامجه الطموح حتى لا يبقى البرنامج حبرا على ورق. كما لا بد من معاملة جميع الأندية على قدم المساواة حتى يمكن الارتقاء بكرة القدم التونسية إلى المستوى الذي نطمح إليه جميعا.
محمّد العربي الطريقي (محب للنادي الصفاقسي): وضع حدّ لانتداب الأجانب في الحقيقة أعجبني برنامج قائمة محمّد عشّاب اعتبارا لأنه وضع الإصبع على مواطن الدّاء وهناك استراتيجية واضحة للتعامل مع مختلف المشاكل التي تعاني منها كرة القدم التونسية منذ سنوات طويلة. أنتظر من المكتب الجامعي الجديد دعم العمل القاعدي الذي تراجع كثيرا وأصبح يعاني من الإهمال وهو ما أدّى إلى تراجع مستوى كرة القدم التونسية بشكل محيّر. كما لا بدّ من وضع حدّ للانتدابات الخارجية التي زادت في تعقيد أوضاع كرتنا وتسبّبت في عديد المشاكل إلى جانب إنفاق أموال طائلة ترهق كاهل الأندية. من جهة أخرى لا بدّ من التعويل على مدرّبين أكفاء للإشراف على الحظوظ الفنية للفرق المنتمية لفروع الشبّان إلى جانب ضرورة النهوض بالتحكيم من خلال بعث مدارس لتكوين الحكّام.
رؤوف غربال (محب لسكك الحديد الصفاقسي): مترشحون تجمعيون
لست متفائلا بقدرة المكتب الجامعي الجديد على حل المشاكل التي تعاني منها كرة القدم التونسية وذلك اعتبارا لأنّ المترشّحين محسوبون على حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل وسبق لهم أن تحمّلوا مسؤولية التسيير داخل الأندية أو عملوا ضمن الهياكل الرياضية. كان من المفروض أن نجد مترشّحين قادرين على ضخّ دماء جديدة ضمن الجامعة التونسية لكرة القدم ومختلف هياكلها... لقد كنت في الواقع أنتظر ترشّح لاعبين سابقين من أصحاب الشّهائد والكفاءة لأنّ أهل "مكّة أدرى بشعابها" وهم مؤهّلون أكثر من غيرهم لإيجاد حلول جذرية للمشاكل التي أصبحت تقف حجر عثرة أمام تطوّر كرة القدم التونسية ومواكبتها لعصرها. لا بدّ للمكتب الجامعي الجديد من إيلاء العناية اللازمة بالجمعيات الصّغرى في مختلف الجهات وإجبار الأندية على دعم العمل القاعدي إلى جانب وضع حدّ للانتدابات اللاعبين الأجانب الذين أضرّوا بكرة القدم التونسية أكثر مما نفعوها.
ماهر كمّون (محب للنادي الصفاقسي): فتح ملف التحكيم برامج القائمات الأربعة المترشّحة لانتخابات المكتب فيها الغث والسّمين لكن بصفة عامّة هناك إشارة إلى المشاكل الحقيقية التي تعاني منها كرة القدم التونسية ووعود لمعالجة مختلف الملفات. لكنّ الرياضيّين وأحبّاء كرة القدم متخوّفون من بقاء هذه الوعود حبرا على ورق بعد نجاح هذه القائمة أو تلك في الانتخابات وأن تبقى بالتالي دار لقمان على حالها. بعد خيبة الأمل التي حصلت إثر انتخابات المجلس الوطني التأسيسي أصبحنا لا نثق في الوعود أو في مصداقية ونزاهة المنتخبين لأنّ غاية جل المترشّحين هي الوصول إلى المناصب والجلوس على الكراسي. أعتقد أنّ فتح ملف التحكيم والعناية بالعمل القاعدي ودعم الأندية الصّغرى تبقى من الأولويات إذا ما أردنا حل المشاكل التي تعاني منها كرة القدم التونسية.