عقد الشيخ راشد الغنّوشي رئيس حركة النهضة ندوة صحفية تناول فيها إحياء ذكرى عيد الشهداء وما حصل في شارع بورقيبة بالعاصمة يوم أمس. استهلّ راشد الغنّوشي اللقاء بالترحّم على أرواح الشهداء الأبرار ثمّ تحدّث عن المرحلة المؤقتة التي تمرّ بها تونس وقال أن العديد من الأطراف تتفق على هذا الوصف (مؤقتة) ودعا "الإخوان البرلمانيين" بأن يسرعوا في وضع نقاط الدستور. من جهة أخرى أبرز زعيم حركة النهضة الجهود المبذولة من طرف الحكومة المؤقتة بعد تقديمها لبرنامجها إلى المجلس الوطني التأسيسي وتحديدها لتاريخ الانتخابات المقبلة وسعيها لإرساء رؤية واضحة للمستقبل. وأكّد الغنّوشي على أهمية الانتعاش الذي تعيشه عدة قطاعات خاصة في مجال السياحة وهو ما يؤكد على حدّ قوله "توجّه تونس نحو الانفراج رغم محاولات التعويق التي تعتبر عادية باعتبار أنّ البلاد في السنة الثانية من الديمقراطية".
رسالة إلى الشعب التونسي وتوجّه الغنوشي في هذه الندوة برسالة إلى الشعب التونسي حتى "يغلّب روح الوفاق على كلّ الحسابات السياسية الضيقة" معتبرا أنّ كلّ "محاولات التعويق للاقتصاد لا تنسجم مع المرحلة التي تمرّ بها البلاد" فتونس قد تكون مهدّدة بالفوضى وطول مدّة التحوّل نحو الديمقراطية. وفي نفس السياق أكّد زعيم النهضة على حرية التعبير والتظاهر والإعلام.
ليّ للأذرع كما تطرّق الغنّوشي خلال الندوة الصحفية ل"تعدّد المظاهرات خلال الأيام الماضية واعتبر أن ذلك "ليّ للأذرع" باعتبار أنّ وزارة الداخلية كانت قد منعت التظاهر في شارع بورقيبة استجابة لرغبة المواطنين والتجار. وقال الغنّوشي في هذا الإطار: "قد تكون الداخلية أخطأت بهذا القرار لكن إلغاءه يتطلّب مراجعة". وفيما يتعلّق بأعمال العنف، قال أن الحركة "تدين العنف مهما كان مأتاه فالعنف مدان مطلقا في دولة القانون".
اتهامات وأكّد الغنّوشي أنّ لا صلة للحركة بأحداث العنف التي حصلت أمس فالنهضة "تأسف لوجود بعض النوّاب المحترمين من جملة من وجّهوا الاتهامات للحركة" وأنّ هذه الاتهامات "لا تساهم في الانتقال الديمقراطي فآليات الديمقراطية تفرض أن يتجه الحزب للعمل وأن لا يتحوّل إلى معيق له، فصناديق الاقتراع هي التي رشّحته" كما أنّ "الحكومة لن يزحزحها أحد ولن يغيّر فيها فهذا نوع من الإرباك لعملية التنمية والبعض يريد ألاّ تبقى صورة تونس جميلة". وبيّن زعيم حركة النهضة أنّ "المعارضة حقّ ولكن الالتزام بالسلم الاجتماعي حقّ أيضا".