عقد حمّة الهمامي، الأمين العام لحزب العمّال الشيوعي، صباح اليوم بالعاصمة ندوة صحفية ندد فيها بالممارسات القمعية التي تمارس على حرية التظاهر والإعلاميين. وقال الهمّامي أن ما حصل يوم 9 أفريل يهدف إلى التغطية على المشاكل الحقيقية للمواطنين. وأكّد أيضا أنّ "الشعب الذي خرج منذ 74 سنة ضد إرادة المستعمر الفرنسي وخرج لإسقاط بن علي لن ترهبه عصا النهضة فمسار الثورة يستوجب الاحتجاجات. كما جدّد الهمامي تمسّك الحزب بحق المواطنين في التظاهر السلمي للتعبير عن مشاكلهم وتحقيق أهداف الثورة. وطرح رئيس حزب العمّال جملة من النقاط التي يحرص حزبه على معالجتها والتي تمثل في نظره الأسباب الحقيقية لتعطيل مسار وقال في هذا السياق أنه لا بد للبلاد من مناقشة الفترة الانتقالية في المجلس التأسيسي باعتباره السلطة الشرعية الوحيدة في البلاد وحماية الحريات وصيانتها كما أكّد على ضرورة حلّ المشاكل من خلال التوجّهات الاقتصادية بترفيع الأجر الأدنى إلى 400 دينار وتعميم منحة البطالة ومراجعة عملية التصدير والإسراع في استرجاع الأموال التي نهبت من البلاد.
اتهامات بالجملة للنهضة ومن جهة أخرى، اعتبر حمّة الهمامي أنّ الاتهامات التي تسند إلى حزبه هي "بدائية" وقال أن على الحكومة أن تحقق أهداف الثورة ولا أن "تشعل النار". وتحدّى الأمين العام لحزب العمّال، في هذا اللقاء الصحفي، حركة النهضة أن تثبت أن حركات اليسار قد استعملت "ماء الفرق" أو "حرقت أيّ مقر" أو "فجّرت نزل" ويدعوها "للرصانة والتعقّل" وأن تقوم "بالتنظيف أمام منزلها قبل أن تتهم أي طرف فالشعب التونسي واع". وبيّن حمّة الهمامي أنّ النهضة تتّخذ قرارات انفرادية رغم أنّ البلاد تمرّ بفترة حرجة مع وجود تعطيل سياسي يتجسّد في القمع و يؤكّد على ضرورة أن تبحث هذه الحكومة المؤقتة على أسباب الإضرابات والتظاهرات والانخرامات الجهوية عوضا عن توجيه الاتهامات. وذكّر الهمامي أنّ النهضة في كلّ مرّة تكبّر الحدث رغم أنّها طرف فيه وتتهم المعارضة بذلك مثل الخطاب الذي قام به حمادي الجبالي رئيس الحكومة المؤقتة في سوسة وتحدّثه عن الخلافة السادسة وحادثة العلم بمنوبة. ووجّه الهمامي رسالة إلى سمير ديلو، وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية، طالبه فيها باحترام الحريات "فالسياسي المحنك والحقيقي هو الذي يجد حلا يحترم الحقوق والحريات". وقال حمّة أيضا: إذا سقطت الحكومة قبل نهاية الفترة المحدّدة فهي التي أسقطت نفسها لأنها بصدد إثارة غضب كل فئات المجتمع التونسي. ونبّه حزب العمال الشيوعي التونسي إلى خطورة المنعرج الخطير الذي تمرّ به البلاد وإلى سعي الحكومة إلى العودة بها إلى ما قبل الثورة على جميع الأصعدة. وأكّد بدوره أنّ "حكومة الترويكا بقيادة النهضة تواصل نفس الخيارات التي ثار ضدّها الشعب والتي لم يجن منها سوى الفقر والبؤس ولم تجن منها البلاد الاّ التخلّف والتبعيّة. وأكّد حمّة الهمامي أيضا على أن يكون دور الإعلاميين والمثقفين في هذه الفترة هو إظهار الحدث وليس تضخيمه.