في ندوة نظمها أمس حزب العمال الشيوعي التونسي دعا امينه العام حمة الهمامي السيد حمادي الجبالي رئيس الحكومة إلى مناظرة تلفزية وترك الشعب يقيم من المسؤول عن الاحتجاجات الأخيرة مبرزا أنه مستعد لمجادلة الحكومة في ما يخص أوضاع البلاد . وإستنكر حمة خلال الندوة التصريحات التي أدلى بها السيد حمادي الجبالي ورئيس الدولة وخاصة خلطهما بين اليسار وبقايا الحزب البائد مذكرا بأن حزب العمال كان ولا يزال يناضل من أجل حرية الشعب التونسي وكرامته . وتحدث أيضا عن الأوضاع والاتهامات الموجهة للحزب معتبرا أن ما قيل ويقال لا يختلف كثيرا عن خطابات واتهامات بن علي . وأضاف "على من يتهمنا بالتعامل مع أزلام النظام السابق الإلتفات إلى الأشخاص الذين يتعامل معهم اليوم بمن فيهم بعض الأشخاص الذين تم تعيينهم في الحكومة " موقف حزب العمال من الاعتصامات وعبر حمة الهمامي عن استغرابه من التصريحات الحكومية التي كالت التهم جزافا لليسار عوض أن تبحث في الأسباب العميقة للإعتصامات . وأكد ان حزب العمال يدين كل أشكال التخريب والعنف وقطع الطرقات لكنه يساند المطالب المشروعة للمحتجين مشيرا إلى أنه من غير المعقول أن يعاني من قاموا بالثورة إلى حد اليوم من التهميش والبطالة . وقال الهمامي إنه كان على الحكومة التي توجه لليسار أصابع الاتهام الخوض في مشاغل المواطن والتساؤل لماذا يحتج الناس اليوم . مشيرا إلى أنه لو كانت الحكومة اتخذت إجراءات عاجلة للحد من البطالة ومن غلاء المعيشة لما حصلت الاحتجاجات والإعتصامات . وأكد حمة "أن الحلول الأمنية أو سياسة العصا الغليظة لن تجدي نفعا فقد أستعملها بن علي وعادت بالوبال عليه . لذلك نطلب من الحكومة أن تشرك كل الأطراف في حل مشاكل البلاد ". الحريات في خطر وحذر حمة الهمامي من مسألة الحريات في تونس خاصة بعد الأحداث الأخيرة وتعرض العديد من الإعلاميين للعنف من قبل جماعات سماها ب "الإجرامية " . وأكد حمة أن الإعلام حر لا يتجزأ وأنه إذا دخلنا في منطق "هذا لا" و"هذا نعم" سنجد أنفسنا في تيار خطير يؤدي بنا إلى الهاوية . وقال حمة إن التكفير هو صناعة استعمارية رجعية الهدف منها تقسيم الشعب إلى كافرين ومؤمنين . وحمل حمة الهمامي الحكومة وحركة "النهضة" مسؤولية حماية المواطنين من المتخفين وراء الدين . وفي نهاية الندوة شدد حمة على أن مسألة الحريات مطلب جوهري في الثورة وأن الفكر يعالج بالفكر لا بالتكفير .