قال رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، أمس الأحد، إن الليبيين لن يسمحوا لأحد باستغلال الدين لتحقيق مصالح سياسية، متهما الإخوان المسلمين بالسعي لإسقاط الحكومة في بلاده. وأضاف زيدان، في مقابلة مع شبكة "سكاي نيوز" البريطانية "الليبيون متدينون تدينا وسطيا، ويرفضون استغلال الدين في سبيل مصالح سياسية"، موضحا أن الإخوان يسعون لإسقاط الحكومة لكنهم باقون من أجل مصلحة ليبيا. ويوافقه محللون في ان الاخوان يسعون لإعادة فرض نفوذهم في المنطقة لاسيما بعد الضربة القوية التي تلقوها في دول الربيع العربي. وأكد رئيس الوزراء الليبي أن علاقة طرابلس بالدول الغربية تحكمها المصلحة الوطنية، قائلا "لن نسمح باستغلال ثرواتنا تحت غطاء دعم الثورة الليبية، وأن شباب ليبيا أكثر وعيا وحرصا على استكمال ثورته وبناء دولته". وألقت عملية اختطاف رئيس الحكومة الليبي علي زيدان من قبل مسلحين مقرّبين من تنظيم الإخوان المسلمين، الضوء على مدى تراجع دور التنظيم في المنطقة بعد أن لعب دوراً بارزاً فيها منذ بداية الربيع العربي. ويرى متابعون للشان السياسي في المنطقة اختطاف علي زيدان من قبل غرفة عمليات ثوار ليبيا المعروفة بقربها من تنظيم الإخوان محاولة يائسة لإعادة فرض نفوذهم في المنطقة. وتبين عمليات الاختطاف المتتالية ضعف الدولة الليبية وعجزها عن بسط نفوذها ونشر الامن الذي بدأ يؤرق المواطنين الليبيين الذي ملوا سطوة الميليشيات بمختلف مشاربهم. وتظهر سطوة الاخوان في ليبيا من خلال تكليف مهمة تأمين العاصمة من قبل رئيس "المؤتمر الوطني العام"، نوري أبو سهمين "غرفة عمليات ثوار ليبيا". كما ان اغلب الميليشيات التي تريد السيطرة على العاصمة طرابلس هي في الحقيقة ذات توجهات اسلامية كما يؤكد ذلك الخبراء في شؤون الجماعات المتطرفة. وتبدو طرابلس وما حولها على شفا مواجهات دامية بين ما يمكن تسميته ب"ميليشيات" المناطق وهي ميليشيات تتدرج في التطرف الإسلامي وفي درجات التشدد. وتوجد ثلاثة أنواع رئيسة من الميليشيات.. ميليشيات طرابلس، وتتكون من عناصر تابعة للجماعة الإسلامية المقاتلة (التي نشأت قبل عشرين سنة في أفغانستان) وجماعة الإخوان المسلمين وجماعات الجهاديين. وكتائب مصراتة (القادمة من المدينة الواقعة على بعد نحو مائتي كيلومتر شرق طرابلس) وهي ذات ميول إسلامية جهوية متشددة أيضا، وكتائب الزنتان (القادمة من المناطق الواقع غرب طرابلس)، وذات ميول جهوية وتتسم بالتهور. ويرى المحللون ان فرض هذه الميليشيات المتشددة نفوذها على العاصمة سيجعلهم الحكام الفعليين على كل ليبيا، بغض النظر عن الحكومة والبرلمان. وقال محمود شمام، وزير الإعلام في أول حكومة ليبية بعد ثورة "17 فبراير"، أن التيار الإسلامي المسلح والآيديولوجيات المتطرفة ليست لها الأغلبية، "وهي مجمعات صغيرة معزولة سياسيا"، لكنها "تستطيع أن تجعل هذا البلد متوترا لفترة طويلة جدا". وعلى عكس ما يراه شمام يؤكد الخبراء ان هذه الجماعات الإسلامية المتطرفة جماعات خطيرة، لأنها جماعات إقصائية تريد أن تقصي كل من يخالفها الراي حتى من الاسلاميين، وهي مجموعات عنيفة تستطيع أن تتحكم في مفاصل الحياة اليومية لليبيين وأن تجعل هذا البلد متوترا لفترة طويلة جدا، ومفتوحا على كافة الاحتمالات القادمة مع الناشطين والمتطرفين من دول شمال أفريقيا ومالي. يأتي ذلك فيما أكد وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز أن ما حدث في مصر ليس انقلابا بأي معنى وإنما ثورة شعب ضد قيادة جماعة الإخوان لعدم تحقق ما قدموه للشعب من وعود وللأداء الحكومي الذي لم يلب مطالب الجماهير. وقال وزير الخارجية الليبي- في مقابلة مع عدد من الصحف الكويتية نشرت اليوم الاثنين- إن الشعب المصري ثار وخرج إلى الشارع بالملايين، والشرعية ليست فقط في صندوق الانتخابات بل فى تنفيذ ما يتم وعد الشعب به، منوها فى الوقت نفسه بدور الجيش في مصر فى حماية ثورة 25 يناير والضغط باتجاه إقامة المؤسسات الديمقراطية. ولفت إلى أن ليبيا كانت على تواصل مع الرئيس السابق مرسي ورئيس الوزراء قائلا "آخر زيارة قمنا بها إلى مصر وعدنا بتقديم المساعدات وبالفعل قدمنا 2 مليار دولار الدولة الشقيقة وباعتبارها تمثل العمق الاستراتيجى لليبيا. وأضاف "إننا فى ليبيا نقول للإخوان وللأحزاب السياسية بشكل عام إنه لا يمكن الان في هذه المرحلة الانتقالية أن يرفع علم حزب معين فوق الاحزاب الاخرى، مشيرا الى أن الكل يجب أن يتكاتف من أجل بناء الوطن". وعن تجميد أنشطة مصر في الاتحاد الافريقي قال وزير خارجية ليبيا إن هناك تواصلا بين الاتحاد ومصر فيما يتعلق بمناقشة هذا الموضوع وانه لا يمكن أن يعمل الاتحاد الإفريقى بمنعزل عن مصر ونحن كنا ضد اتخاذ الاتحاد الافريقى اي موقف تجاه مصر، مؤكدا على ان ليبيا ستتدخل رسميا مع الاتحاد الافريقى ونرفع راية مصر بحيث تكون مصر جزءا لا يتجزا وفاعلا في صنع سياسة الاتحاد الإفريقي وقال إنني تكلمت شخصيا مع المفوضية للاتحاد في هذا الخصوص.