عزالدين العيوني"الفجرنيوز" *إختطاف رئيس وزراء ليبيا علي زيدان طالعتنا مصادر مختلفة هذا الصباح بخبر مفاده إختطاف رئيس الحكومة الليبيَّة علي زيدان من قبل فصيل ثوري مسلَّح من أمام نزل "كورنثيا" قبيل صلاة الصبح على خلفيَّة ما إدُعي عليه من تورطه في تزكيَّة تقديم رشوة و الموافقة عليها لمجموعة مُضربة تعطل عمليَّة إنتاج النفط في بعض الحقول الهامَّة قيل أنَّها قاربت 1.9 مليون دولار سلمت لطرف سيتكفل بتسوية الأمر و فض الإعتصام ..تحت هذا المثسمى وقع إتهامه بالفساد المالي و وقع إختطافه على الصفة المذكورة إلى وجهة غير معلومة .. مثل هذه الحادثة الخطيرة -وغيرها كثير و أخطر ربَّما - تبين بطريقة لا تُخطئها العين أنَّ ليبيا بعد الثورة تعيش هشاشة أمنية و سياسيَّة تبلغ درجة أن تجعل منها دولةً "فاشلة " لا قدَّر الله إذ لا سلطة مركزيَّة مسيطرة و لا قوَّات أمنيَّة موحَّدة و مُهيكلة أمام ضعف أو غياب التوافق بين نسيجها الجهوي و القبلي الممتد على مساحة واسعة جدًا ..و هو ما يغذي صراعات متنوعة و متعددة على السلطة و المال و النفط و مراكز التحكم و النفوذ في مساحة تتسم بإنتشار رهيب للأسلحة بمختلف أنواعها رغم سعي السلطات منذ نهاية الثورة لتطويقها و السيطرة عليها و سحبها أو تقنين ملكيتها خشية وقوعها في أياد عابثة أو إرهابية كما يُعبَّر عنها.. و رغم أنَّ هذه المعطيات و المشاكل داخلية تتعلق بالإخوة الليبيين دون سواهم إلا أنَّ إنعكاسات ذاك الوضع المتفجر و تلك الحالة المتوترة تُؤثر أيَّما تأثير محليًا و إقليميًا و حتى دوليًا على الإستقرار و السلم و إنسيابية الممارسات الإقتصاديَّة و العلاقات السياسيَّة و الأمنيَّة مع دول المنطقة و خاصَّة منها دول الجوار لا سيما تونس و مصر على وجه الخصوص. و نظرًا لعمق العلاقات و إمتدادها و تنوع أهدافها بين ليبيا و مختلف الدول سواء منها المجاورة أو حتى البعيد فإن الصراع أضحى صراعًا مزدوجًا يتقاطع فيه الدَّاخلي مع الخارجي ( مثلا قصَّة إختطاف أبي أنس الليبي من قبل أمريكا تحت ذريعة الإرهاب) و المحلي مع الإقليمي ( مثال ذلك التأثير الكبير لهذه الأوضاع المضطربة على علاقاتها إقتصاديًا و أمنيًا بدول الجوار ) و السياسي الإقتصادي مع الأمني ( إشاعة وجود كتائب في طور التدريب في الزنتان للهجوم على الجنوب التونسي المرتبط حيويًا / إقتصاديًا بالعاصمة طرابلس و الغرب الليبي ) .. إنَّ مختلف هذه الهواجس المعبرة بوضوح عن أهميَّة الأستقرار بالقطر الليبي و وجود عمليَّة سياسيَّة ناجحة و دولة ممركزة قويَّة قادرة على تسويَّة مجمل الخلافات و تقريب وجهات النظر و إلجام المجموعات الفوضويَّة المسلحة و كشف تقاطعاتها مع "الطابور الخامس" ذي الخلايا النائمة و المتحركة و الحرص على التنسيق الناجع مع مختلف القوى الفاعلة في الداخل و الخارج و خاصة دول الجوار للقضاء على شبح الدولة الفاشلة أو الصوملة سيجعل من هذه "الدولة " الغنيَّة بالنفط و السلاح و الفكر المتطرف كيانًا قابلاً للتفجير "النووي" في أي لحظة لا قدَّر الله و عندئذ لن يسلم لا القريب و لا البعيد كما أمثلة الصومال و أفغانستان على فقرهما و هامشياتهما في السياسة و الأقتصاد الدوليين . *عزالدين العيوني/10/10/2013*