منطقة القلمون (الرمز الأحمر في الخريطة المصاحبة للمقال) المنطقة الإستراتيجية والقريبة من الحدود اللبنانية السورية، تقع على الطريق السريع بين الساحل السوري ولعاصمة دمشق.. تذكر إلى حد بعيد بمعركة القصير بين الجيش السوري والجماعات السورية المعارضة.. المعركة ستمكن قوات الأسد من السيطرة على خط امدادات بين العاصمة والموانئ العسكرية على الساحل السوري.. كما ستمكن من توحيد الجبهات العسكرية بين حمص وجبهة العاصمة دمشق وريفها.. وستمكن من التركيز أكثر على جبهة درعا الجنوبية و جبهة حلب في الشمال... الجماعات المسلحة محاصرة في ريف حمص وحماة.. وتحاول الضغط من الجنوب على قلب العاصمة السورية دمشق.. لذلك تلجأ لعمليات نوعية في قلب دمشق مثل تلك التي شهدتها دمشق اليوم في هجوم بالهاون قرب الجامع الأموي.. الجماعات المسلحة تحاول من خلال المناورة توفير اريحية تكتيكية للمسلحين في القلمون.. لكن يبدو أن الجيش السوري لن يستسلم لهذه المناورات التكتيكية للمسلحين لأن النظام السوري في حاجة لانتصار ثان على غرار القصير للدخول بنقاط قوة في مؤتمر جنيف 2. المعادلة الدولية لمعركة القلمون يمكن ان تعطي للروس والإيرانيين اريحية وذخرا سياسيا في المعركة الديبلوماسية الإقليمية والدولية، كما أنها ستوفر للنظام بطاقة لزيادة المعونات العسكرية للنظام السوري من الروس والإيرانيين، والحديث عن الأسلحة الاستراتيجية مع تخلي دمشق عن ترسانتها الكيماوية. الملاحظ أن الأتراك أصبحوا يبحثون على انهاء الصراع في سوريا، خاصة وأن الكواليس تشير إلى رجوع مياه العلاقات بين تركياوإيران إلى مجاريها (اليوم عرضت إيران على تركيا اجراء مصالحة بين أنقرةودمشق) بعد الإتفاق النووي في جنيف بين القوى الغربية الست وطهران. في هذا الخضم يبدو أن السعودية باتت تقف وحيدة في دعم الجماعات المسلحة في سوريا والتي تسيطر عليها "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية في الشام والعراق"، خاصة وأن الأتراك أصبحوا يتوجسون من ربوض "الشيطان" قرب الحدود المشتركة بين سورياوتركيا، لذلك يدعمون المقاتلين الأكراد في الشمال الشرقي السوري، ويحاولون إعادة العلاقات مع دمشق لمحاولة محاصرة المد الإرهابي في شمال سوريا خاصة وأن المسؤولين الأتراك يتحدثون عن 500 مقاتل تركي ضمن القاعدة في سوريا. من جهتهم فإن القوى الغربية تكتفي اليوم بمتابعة المشهد السوري وخاصة معركة القلمون، لتحسم موقفها السياسي في جنيف 2 حسب ما يفرضه الواقع العسكري في القلمون. في الأخير فإن إيران بعد الإتفاق النووي أصبح اللاعب الأبرز في المنطقة، ويبدو أن الغرب اقتنع جيدا أن الحل في سوريا يمر عبر طهران، خاصة بعد الفشل مقاتلي الجيش الحر في حسم معركة قيادة الحرب على نظام السوري وهو ما يمثل معضلة جيوسياسية للأنظمة في المنطقة.