مثل محمد بديع، المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" في مصر الإثنين أمام المحكمة للمرة الأولى منذ اعتقاله في حملة أمنية ضد "الإخوان" بعد عزل الجيش للرئيس الإسلامي محمد مرسي، وأعلن أحد محاميهم أنه تم تأجيلها الى 11 فيفري المقبل. وقال رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين محمد الدماطي، إن "هذه محاكمة سياسية. ليس هناك دليل على ارتكابهم (المتهمين) للجرائم التي يحاكمون بها. طالبنا بالافراج عنهم لكن المحكمة قررت التأجيل لجلسة 11 فبراير". ونفى بديع (70 عاماً) تورط جماعته في أي أعمال عنف وخاطب المحكمة من قفص الاتهام وكان معه قياديون اسلاميون بارزون مثل محمد البلتاجي وعصام العريان. وقال بديع "الله يشهد أن الجماعة لم ترتكب عنفاً ولماذا لم تحققوا في قتل ابني وحرق منزلي ومقرات الجماعة؟" في إشارة إلى ابنه (38 عاماً) الذي قتل في احتجاجات يوم 17 أوت على فض اعتصامين للإخوان في القاهرةوالجيزة قبل أيام. ومثل بديع أمام هيئة محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار محمود سامي كامل، المنعقدة في مقر معهد أمناء الشرطة في منطقة "طُرة" في القاهرة، التي بدأت أولى جلسات محاكمته إلى جانب 14 من قيادات الجماعة وتيارات إسلامية، بينهم هارب، بتهم التحريض على القتل وممارسة العنف وأعمال تعدي على ممتلكات عامة وخاصة في الجيزة (جنوبالقاهرة)، في ما يعرف إعلامياً ب"أحداث الجيزة" التي راح ضحيتها 6 قتلى وعشرات المصابين، في اشتباكات بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضيه. وتضم قائمة المتهمين، بالإضافة إلى بديع، كلاً من محمد البلتاجي وعصام العريان وعاصم عبد الماجد (هارب) وصفوت حجازي وعزت صبري وأنور علي والحسيني عنتر وهشام إبراهيم كامل وجمال فتحى يوسف وأحمد ضاحي محمد وعزب مصطفى مرسى وباسم كمال عودة وأبو الدهب حسن محمد ومحمد على طلحة. وقاطع المتهمون سير الجلسة اليوم الاثنين ورددوا هتافات ضد الجيش الذي يقول الإخوان إنه استولى على السلطة من أول رئيس مدني منتخب بطريقة حرة. وهتف البلتاجي قائلاً "يسقط يسقط حكم العسكر" وردد باقي المتهمين الهتاف من ورائه". ورفع المتهمون في القضية شعار رابعة الذي يرمز إلى قتل المئات من أنصار مرسي في فض اعتصام رابعة العدوية بالقاهرة في 14 أوت. وشملت عريضة الاتهام التي أعدتها نيابة الجيزة بعد تحقيقات مطولة مع المتهمين أن "المتهمين من الأول إلى الثامن قاموا بتأليف عصابة هاجمت طائفة من الناس في الجيزة، ومقاومة السلطات بالسلاح ودبرت عملية تجمهر بغرض الاعتداء على أشخاص وممتلكات عامة وخاصة"، فيما نسبت للمتهمين "من التاسع وحتى الخامس عشر تُهم الاشتراك في تجمهر الغرض منه ارتكاب جرائم والاعتداء على الأشخاص والممتلكات العامة والخاصة". وطبقاً لما ورد في عريضة الاتهام وأمر الإحالة إلى المحاكمة، فقد "أسفر ذلك عن مقتل 6 أشخاص عمداً مع سبق الإصرار والترصد بأن المتهمين بيّتوا النية وعقدوا العزم على ذلك، وعلى الشروع في قتل 101 شخصاً آخر من المجنى عليهم بالإضافة لإتلاف ممتلكات خاصة بالمجني عليهم عمداً". ووفقاً لنصوص القانون الجنائي المصري، فإن الحد الأقصى للعقوبة في الجرائم المذكورة، في حال أُدين المتهمين، تصل إلى الإعدام. والأربعاء المقبل، تستأنف محاكمة بديع و34 متهماً آخرين من بينهم نائبا المرشد خيرت الشاطر ورشاد البيومي بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين امام مقر مكتب الارشاد بضاحية المقطم في نهاية جوان الفائت والتي قتل فيها ثمانية متظاهرين. ولم يحضر بديع جلستي محاكمته السابقتين والتي انتهت بتنحي هيئة المحكمة لاستشعارها الحرج وتحديد جلسة 11 ديسمبر لمحاكمته. (أ ف ب)