ظهر القائد العسكري السابق لصرب البوسنة، راتكو ملاديتش، أمام القضاء الدولي الأربعاء، لتخيم أجواء حرب البوسنة وما تخللها من مجازر، أبرزها أحداث سريبرينيتسا. وقد دفعت تصرفات ملاديتش داخل القاعة المراقبين إلى القول بأنه ما زال يعتقد نفسه بساحة معركة، بعدما أشار لإحدى الشاهدات بإشارة الذبح. وقال مراسل CNN، نيك روبرتسون، إن أسباب تصرفات ملاديتش غير قابلة للتفسير، مضيفاً أنه بدا مصمماً على مواجهة الجميع في القاعة، بما في ذلك نساء سريبرينيتسا اللواتي حضرن الجلسة أمام محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة بمدينة لاهاي. وخلال شهادة إحدى الناجيات من المجزرة التي راح ضحيتها قرابة ثمانية آلاف مسلم خلال حرب البوسنة، أشار ملاديتش بيده إلى عنقه، بإشارة محتملة إلى حركة "الذبح،" كما كان يدلي بعبارات غاضبة خلال الشهادة. ويواجه الجنرال السابق في جيش صرب البوسنة 11 تهمة بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب خلال المعارك التي استمرت منذ عام 1992 إلى عام 1995. ويقول الإدعاء إن "التصفية العرقية" التي قام بها ملاديتش في سريبرينيتسا لم تكن وليدة الحرب في البلاد، بل جاءت بمثابة هدف شخصي للجنرال الذي يبلغ اليوم من العمر 70 سنة. كما يشير إلى أن قوات ملاديتش استخدمت سلاح العنف الجنسي خلال الحرب، عارضاً لشهادة امرأة قالت إنها اغتصبت 50 مرة، إلى جانب شهادة أخرى لنساء أجبرن على القيام بأعمال جنسية مع أشخاص من أفراد أسرهن. وكان ملاديتش قد اعتقل في 26 ماي 2011 في صربيا، ووجهت إليه بشكل عام ذات التهم الموجهة إلى الزعيم السياسي لصرب البوسنة في ذلك الوقت، رادوفان كرادجيتش. وكان ملاديتش قد مثل أمام المحكمة الدولية للمرة الأولى في جوان الماضي، ومن ثم في الرابع من جويلية الماضي، وجرى إخراجه من القاعة بعد أن رفض الرد على التهم الموجهة بحقه بارتكاب إبادة جماعية بالبوسنة، منتقداً القاضي الذي قال بأنه يضغط عليه و"يمنعه من التنفس." وجاء اعتقال ملاديتش، الذي يواجه اتهامات بارتكاب "جرائم إبادة جماعية"، و"جرائم ضد الإنسانية"، ضد ألبان البوسنة قبل نحو ثلاث سنوات على موعد إغلاق محكمة جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة، في عام 2014 (وكالات)