هنّأ رئيس الحكومة المتخلي علي العريض الفريق الحكومي الجديد ومهدي جمعة رئيس الحكومة المكلف. واعتبر في كلمة ألقاها خلال موكب تسليم المهام للحكومة الجديدة أنّ منح الثقة لحكومة جمعة كانت لحظة تاريخية، مؤكّدا ثقته في نجاح هذه الحكومة بفضل تظافر الجهود. وعن حصيلة عمله في الحكومات المتتالية بعد الثورة، قال علي العريض : "أقدّر أننا نجحنا في العديد من المسائل وأخفقنا في البعض الآخر...ولكن حصيلة العمل لا تظهر بأكملها فهناك أمور غير ملموسة .. لقد جنبنا البلاد مخاطر محدقة ومنعنا وقوع أخطار". وبيّن أنّ النجاح الذي تمّ تحقيقه كان بفضل وعي الشعب وحسن إدارة المرحلة. ولم يفوّت العريض الفرصة ليتحدث عن شخصه، قائلا : "المرور بالحكم جاءني عرضا..أنا ابن فلاح..كنت ملاحقا وتضررت واعتقلت...ولا أنسى الكلمة التي كان يقولها لي والدي وهي _نوصيك كون راجل وما تظلمش...وقد كان في قصر تفكير والدي أن أكون معلما ولكن حالفني الحظ وتخرجت مهندسا سنة 1980 وعملت بإدارة البحرية التجارية صلب وزارة النقل سنة 1981 وبدأت تاسيسي نقابة...ولكن لم أكمل تلك المهمة واعتقلت...هذاه مسارات البلاءات...والواحد منا مرّ بتضاريس حياة كثيرة وكل مرة يمرّ بجانب الموت...والحقيقة ما كنت أتصوّر أن الثورة ستأتي بهذه السرعة...كما أنني ساهمت في عدد كبير من المظاهرات خاصة منها مظاهرة ديقاج امام الداخلية..والحمد لله شعبنا استطاع أن يثور" وعن فترة توليه منصب وزارة الداخلية في حكومة حمادي الجبالي، بين العريض انه عندما دخل تلك الوزارة تذكّر شعرا أهداه إياه أحد الأعوان عندما اعتقل سابقا كما أشار إلى أن في أول مرة يدخل وزارة الداخلية ويغادرها بعد ربع ساعة كان ذلك بعد الثورة عندما قدّمت حركة النهضة مطلب التأشيرة لعمل الحزب، مبينا أنه في السابق خروجه من تلك الوزارة كلما دخلها لم يكن بالأمر السهل. أمّا عن توليه رئاسة الحكومة، فبيّن أنه دخل رئاسة الحكومة وخرج منها بعد 10 أشهر بالقلم الذي أمضى به على الدستور وبقناعة راسخة في ذهنه وهو أنّ الحكم لا يجب أن يغيّر الإنسان. وقال أنه كان يضع بيت شعر على مكتبه يقرأه دوما وهو : "ملئ السنابل تنحني تواضعا...والفارغات رؤوسهن شوامخ" وفي نهاية كلمته، شكر العريض رئيس الجمهورية المؤقت لمنحه الوسام الأكبر لرئاسة الجمهورية.