تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نرحّب بحركة النهضة إذا أرادت التحالف معنا
الباجي قائد السبسي ل"الصباح الأسبوعي":
نشر في الصباح يوم 31 - 12 - 2012

بعض الأطراف خططت لاغتيالي والمصالح الأمنية على علم بذلك - حوار: محمد صالح الربعاوي- كشف الوزير الأول السابق الباجي قائد السبسي ان الايام أثبتت الفشل الذريع ل"الترويكا" في ظل تردّي الأوضاع وتعدد الأزمات ليثبت خطأ هذا الاختيار. وأكد في حديث خصّ به "الصباح الأسبوعي" أن مشروع تحصين الثورة هو بمثابة عملية انتحارية بل انه كارثة على تونس.
وأضاف ان حزب نداء تونس سيلجأ الى القضاء الدولي اذا اضطرّ لذلك. قائد السبسي الذي استقبلنا بمنزله بسكرة شكك في نوايا الحكومة المؤقتة في إجراء الانتخابات في جوان المقبل باعتبار ان التحضير لهذا الاستحقاق الانتخابي يتطلب فترة لا تقل عن الثمانية أشهر.
ونفى قائد السبسي علاقته بملف تعذيب اليوسفيين وعملية "صباط الظلام" واعتبر ان محاولات اتهامه والزجّ به في هذه القضية غاياتها سياسية بحتة. قائد السبسي تطرق كذلك الى الوضع الاقتصادي والفساد والقناصة ووضعيته المادية وعديد المواضيع الاخرى من خلال هذا الحديث.
أستاذ الباجي لا بدّ ان ننطلق في حديثنا من حادثة جربة الأخيرة هل طويتم صفحتها؟
- حادثة جربة حادثة مؤلمة وخبيثة وحقيقة كان من الممكن ان تكون تبعاتها كبيرة والحمد لله، أن حصيلتها لم تتجاوز بعض الجرحى. نحن كحزب منظم نظمنا اجتماعنا بجربة وأعلمنا به كل السلط الجهوية والمحلية والوطنية ووزارتي الداخلية والدفاع الوطني..
المؤسف ان السلط الأمنية كان عددها قليلا ولم تكن قادرة على صدّ هذا الهجوم وقد اعترفوا بذلك. ويبدو أنه كان هناك عدد كاف من أعوان الأمن ووقع سحب البعض منهم ولا أعرف الأسباب والمهمّ أن الاجتماع لم يتمّ وعصابة الدفاع عن الثورة هي المسؤولة وفيهم عناصر كبيرة من النهضة ومعروفون بالاسم. ونملك قائمة في أسمائهم الى جانب الصور حيث تبين لنا انهم جلبوا عناصر من خارج جربة، ولنا أرقام الحافلات، ومن أين قدموا، وكل المعطيات. والخطير في كل ذلك ان بعض الاحزاب الحاكمة هي التي تساند هذه المجموعات الشريرة كما ان السلطة التي من وظائفها الأساسية ضمان سلامة أمن المواطنين لم تقم بواجبها.
هل أنك بهذا الكلام توافق بعض قياديي حزبكم الذين ذهبوا الى حدّ اتهام وزارة الداخلية بالتواطؤ؟
- أنا كنت مسؤولا عن الداخلية منذ 13 عاما واعرف إطارات الوزارة. ونحن لنا تقاليد ولا اعتقد وجود تواطؤ وانما ثمة قلة نجاعة في مواجهة الوضع وثمة خلل في الخطة الأمنية من حيث الإعداد الأمثل لهذا الحدث الذي حضره حوالي ألفي شخص. ولهذا فإن وجود 40 شرطيا فقط يجعلنا لا ندينهم ويجب ان يكون الانسان له شعور بالمسؤولية وعنده مفهوم الدولة.
ما هي الإجراءات التي ستتخذونها في المستقبل لتجنب مثل هذه السيناريوهات؟
- إذا كانت الدولة نفسها أو من يسهر عليها الآن عن استحقاق أو من باب الصدفة ليست معترفة بهذه التجاوزات وينطبق عليها "معيز ولو طاروا" فما هي إمكانياتنا لصدّ هذه الاعتداءات وإذا أصبحت الحريات مهددة اليوم فماذا تريدنا أن نفعل؟ ومن يضمنها إذا لم تضمنها الدولة؟ فاما ان نعود الى قانون الغاب وكل انسان يدافع عن كيانه، أو نلتجئ الى القضاء، لكن القضاء الحالي معروف يمرّ بفترة صعبة إن لم نقل شيئا آخر.. وثمة القضاء الدولي.
هل تفكرون في اللجوء الى القضاء الدولي كما لوّح بذلك بعض قياديي حزب نداء تونس؟
- نحن لا نريد أن نعطي صورة سيئة عن بلادنا ولكن يبقى احتمال وارد اذا اضطررنا لذلك رغم أني لست من الذين يعمدون الى هذه الخطوة بمثل هذه السهولة والسرعة لكن أحيانا "ما يلزك للمرّ كان الأمرّ منو".
في ظل هذا الوضع إلى أيّ مدى نجح أسلوب الحماية الذاتية الذي اتبعتموه منذ فترة في الحدّ من المشاكل التي تتعرض إليها اجتماعاتكم بين الحين والآخر؟
- نحن لم ننخرط بشكل جديّ في هذا الاتجاه اننا حمينا مقراتنا وهذا شيء آخر، لكن الاجتماعات العامة لا.. واذا دفعونا الى ذلك سنجد أنفسنا مضطرين الى هذا الأسلوب ومن الخطير وقتها ان ندخل في "مقتلة" وعلى الأطراف المسؤولة العمل على ضمان الأمن.. و"الشيء اللي فرحان بيه" كوني لم أدخل الى قاعة الاجتماع بجربة لأنه ثمة مخطط لقتلي مثلما فعلوا بنقض في تطاوين. ولابد أن أشيد هنا بالشرطي الذي تمّ تكليفه بحمايتي حيث قام بواجبه ونبهني وأوقفني شعورا منه بالخطر على سلامتي. وصراحة وزارة الداخلية حرستني شخصيا ولا بدّ أن يقرّ الإنسان بالحقيقة، لكنها لم تقم بواجبها بالنسبة للاجتماع.
وما هي مستنداتك في ما يتعلق بمخطط اغتيالك؟
- في مخطط بعض الأطراف اغتيالي الى جانب حمّة الهمامي والطاهر بن حسين وفقا لعديد المعطيات التي وصلتني وبلغت كذلك المصالح الأمنية.
هل تعتقد أن لجان حماية الثورة هي المسؤولة عن العنف والتوتر كما يدعي البعض؟
- على كل حال في ما يخص اجتماعنا هي المسؤولة وبمساندة من حزبين في السلطة وهي الضمير الأسود للثورة وليس كما ادعى البعض انها ضمير الثورة.
* هل أنت مع الداعين الى ضرورة مسارعة الحكومة الى إيجاد حل لهذه اللجان ولو بواسطة القضاء؟
- الحكومة التزمت بذلك والوزير الاول أكد منذ ايام ان الدولة هي المسؤولة على الأمن وهي التي تستعمل العنف القانوني لكن حادثة جربة الشنيعة أثبتت عكس ذلك و"مالقيناش الدولة" لذلك أذكرهم بقوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون كبُر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون".
أستاذ، هل مازلت على قناعة بتصريحاتك السابقة "ان الترويكا جربت ففشلت أم أنك عدلت مواقفك استنادا إلى بعض المعطيات الجديدة؟
- كل يوم يتأكد أكثر أن اختيار "الثالوث" خطأ وكل الأمور الواقعة والمشاكل ترجع بنسبة كبيرة الى هذا الاختيار غير الموفق.
مواقفك بقيت تدور في نفس الفلك خاصة بعد ان صرحت على قناة فرانس 24 أن بينك وبين حركة النهضة 14 قرنا.
- بعد الاستقلال في عهد بورقيبة كان توجهها تكوين دولة عصرية فيها تعميم التعليم وتحرير المرأة وفيها التفتح على الخارج وهذا النمط ليس هو الذي تحبذه حركة النهضة باعتبار أنه ثمة عناصر هامة في موقع قرار الحركة توجهها عكس ذلك، ومع العودة الى الدولة الإسلامية، ونحن لا بدّ ان نكون واضحين لسنا ضدّ الإسلام لأننا مسلمون من الدرجة الأولى، لكن هنالك إسلام من إسلام، هم يريدون إسلام القرن السابع ونحن نريد دولة القرن الواحد والعشرين التي بإمكانها اللحاق بركب البلدان المتقدّمة.. بحيث يبدو التمشي مختلفا، ولما سألوني عن الفرق بيننا وبين راشد الغنوشي قلت "بيننا 14 قرنا لأن الغنوشي مازال في القرن السابع".
ما هي الحلول المثلى للخروج من هذه الدوامة التي تسببت في الكثير من الصراعات والتجاذبات؟
- لا بدّ أن نصل إلى التوافق، وكنت قد دعوت الى التوافق العريض منذ أكدت على أن الشرعية الانتخابية انتهت يوم 23 أكتوبر الماضي..
نهاية الشرعية الانتخابية كانت تقتضي توافقا عريضا باتفاق كل الحساسيات السياسية، وشخصيا سيّرت الحكومة ولم أكن منتخبا .. نصحنا الحكومة، لكنهم لا يقبلون النصيحة وهذا عائق كبير.
بعد الدفع بمشروع تحصين الثورة كيف ستتصرفون اذا تمت المصادقة عليه في المجلس التأسيسي؟
- أنا أؤمل عدم المصادقة على المشروع لأنه أكبر كارثة ومصيبة على تونس وأعتبره تصرّف العجز.. معنى قانون الإقصاء هو إقصاء الشعب التونسي في اختياره لمن يسير شؤونه بمعنى تقرير مصير الانتخابات قبل موعدها، الى جانب أن سمعة تونس بهذا القانون ستكون في الحضيض. وتونس ليست أفغانستان وهي بلد صغير متفتح على أوروبا ولا يمكن للتونسيين العيش الا بتفتحهم على أوروبا باعتبار أن 80% من معاملاتنا الاقتصادية مع البلدان الأوروبية. ولا أعتقد انه بإمكننا ان نعيش بأمثال وجدي غنيم الذي قدم الى تونس ل"تطهير" النساء.
وقضية الإقصاء لم تحصل في العالم إلا في ثلاث مناسبات بألمانيا النازية ضدّ اليهود ثمّ في إفريقيا الجنوبية من خلال الميز العنصري ضدّ السود ثم في إسرائيل ضدّ الفلسطينيين، فهل أن تونس ستدخل هذه القائمة السوداء؟
وفي صورة الإصرار على المشروع؟
- أنا لا أظن ذلك أعرف أن لهم بعض التخلف لكن ليس لدرجة انتحارية، وإن شاء الله الرشد سيتغلب في النهاية، وإذا كان مردّ العملية تصفية حسابات قديمة فانه كان لا بدّ من محاسبة الذين سرقوا أو اقترفوا بعض التجاوزات، لكن الحقيقة ثمّة خوف من صندوق الانتخابات.
لكن خصومكم السياسيين يعتبرون نداء تونس رمزا للفساد وعصابة مفسدين ومصاصي دماء فكيف تردّ على هذه الاتهامات؟
- "لا يعرف المفسدين الا المفسدين" أعيد مرة أخرى ان التجمع وقع حله قضائيا ونحن لا نحيي الموتى، إلا الله سبحانه وتعالى يحيي العظام وهي رميم.
الدستوريون هم الذين حرروا البلاد وبنوا الدولة، فلماذا يتمّ إقصاؤهم؟ هم مواطنون وليسوا عبيدا. والمواطن خاصيته المساهمة في الحياة السياسية لبلاده وإذا لم يساهم فكأنك نزعت جنسيته، وليس من حقك ذلك اللهم عن طريق القضاء الذي يحكم على الشخص بالجريمة التكميلية، وإن ندخل منطق الإقصاء فلا بدّ ان يكون عن طريق القضاء. وللعلم فقد قدّم مشروع مماثل بمصر لكن الدائرة العليا للدستور المصري رفضته وأكدت انه من أنظار القضاء وليس من مشمولات المجلس التشريعي. ولا يمكن إقصاء مواطن لانه عمل في مقرّ معين أو بجهة معينة لكن لا يجب اللوم عليه إلا من خلال سلوك معين أو تجاوزات.
هل تعتقد أنك المستهدف الأساسي من مشروع الإقصاء؟
- يعتبرون أني المستهدف الرئيسي من المشروع لكن لا يهمني الترشح ولو كنت أريد الترشح فعلا لرشحت نفسي أثناء تواجدي في الحكومة وكان من الممكن ان لا يكون للحكومة الحالية أيّ وجود لكني على العكس من ذلك اشترطت على أعضاء الحكومة عدم الترشح للانتخابات وهو دليل على مصداقيتي واحترامي للوعود.
لكن بعض التقارير الإعلامية والأخبار المتداولة تحدّثت عن رغبتك في الترشح للانتخابات الرئاسية؟
- ثمة فرق بين عندي الحق وبين رغبتي.. أنا الوحيد الذي أعرف مدى رغبتي في الترشح لكن مادمت أملك حق الترشح لا أريد ان يمنعني أيّ طرف دون موجب.
أما مسألة الترشح من عدمها فإنها ستأتي في وقتها.
بعد سماعك من طرف عميد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس على خلفية الفيديو المسرب أين وصلت الحكاية؟
- لم يسبق أن عاشت تونس في السابق طريقة حضارية مماثلة في تسليم السلطة وهذا يجب التذكير به. وكان لا بدّ من تصوير أنشطتي في يوم تسليم السلطة حيث قصدني فريق تلفزي منذ الصباح ولازمني طوال اليوم لكني كنت "رعوانيا" وليست لي دراية بالتقنيات لأن "الميكرو" الذي سجل اللقاء بيني وبين السيد حمادي الجبالي لم يكن مخفيا بل كان ظاهرا للعيان.
انا نصحت الجبالي وهذا واجبي وحكى معي كذلك بأريحية لكن بعد أسبوع اتصل بي صاجب قناة نسمة وأكد لي عثوره على الفيديو لدى صحافية كانت من بين الفريق المكلف بالتسجيل حيث طلب منها فسخه وأكدت له ذلك لكن الفيديو تسرّب بعد ذلك ولا أدري هل سرق منها أو باعته والمهم أنه تسرب لكن عملية تسريبه كانت ردّ فعل على الشريط المسرب لراشد الغنوشي. وأنا أؤكد ان تسريب الفيديو كان ضدّ الوزير الأول حمادي جبالي وفي الأغلب أن تكون العملية من صنيع أطراف من حركة النهضة لإحراج الجبالي.
ولماذا اتهمت أطرافا من حركة النهضة؟
- الجناح المناوئ لحمادي الجبالي داخل حركة النهضة قد يكون عمد الى ذلك ل"ضربه" وإحراجه وهذا استنتاجي الخاص ما دمت بريئا. وقد تمّ سماعي في هذه القضية التي رفعها ضدّي الجبالي بحضور عديد المحامين.
البعض مازال يصرّ على أنك متورط في تعذيب اليوسفية؟
- حكاية صالح بن يوسف حصلت أثناء حكومة الطاهر بن عمار التي لم أكن في تركيبتها وصالح بن يوسف خرج من تونس في جانفي 1956 بينما لم أدخل الحكومة إلا في أفريل 1956 حيث كان المرحوم المنجي سليم وزيرا للداخلية ثم قالوا ثمة مؤامرة وقعت وهي في الحقيقة وقعت في 19 ديسمبر 1962 ولم تكتشفها وزارة الداخلية، وانما ضابطان "دخلو في بعضهم مشاو قوْدو" ولما فشلت العملية غيروا مدير الأمن ونصبوني بدلا منه يوم 7 جانفي 1963 بعد أن كنت أشغل مدير الأمن السياحي وتمّ الحكم في القضية في 12 جانفي أي بين دخولي للداخلية والحكم 5 أيام، فلا دخل لي في هذه القضية. ثم لفقوا لي كذلك حكاية "صباط الظلام" وهي كلها اتهامات لأغراض وغايات معروفة.
وليد البناني قال الباجي "كبر وخرف ويلزمو يمشي لدار العجز" كيف تنظر إلى كلامه؟
- أنا لا أنكر عمري ولكن يجب عليه أن لا ينكر جهله باعتباره قد اتهمني بتزوير الانتخابات والحال أني لم أعمل مع بن علي باستنثاء اشتغالي لمدة سنة في منصب رئاسة مجلس النواب.
الحكومة المؤقتة أكدت أن الباجي قائد السبسي ترك "تركة ثقيلة" باعتبار أن حكومتك ساهمت في الفساد بشكل صعّب مهمة حكومة حمادي الجبالي فما مدى صحة ذلك؟
- هذا كلام العاجز وينطبق عليه مثال "خانها ذراعها قالت مسحورة" وأنا على كل حال سيّرت البلاد بكيفية واضحة لا تجوز مقارنتها بالحكومة المؤقتة.. وانا تسلمت الحكومة لمدة 4 أشهر.. وأنا أذكى منهم.. وواقعي لأنه ليس بإمكاني إصلاح القضاء "المخروم" منذ 50 سنة في ظرف 4 أشهر ثم إصلاح الإعلام ومختلف الملفات.. فهل تريدني ان أعلمهم كيف يتصرفون وأين يمضون؟
الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية عدنان منصر قال إن حكومة السبسي قد أفرغت ملفات شهداء الثورة الموجودة أمام القضاء من دلائل الإدانة ما هو ردّك على كلامه؟
- لا لا.. عدنان منصر لا أساس له من الصحة وكلامه كاذب، وسبق ان قدمنا بشأنه قضية لاتهام حزب "نداء تونس" بتبييض الأموال ثم إنه لم يكن لدينا أي ملف يتعلق بالشهداء وكل الملفات لدى لجنة بودربالة.
وملفات القناصة الذين مازالوا يمثلون لغزا؟
- مازلت عند كلامي "أي واحد يعرف قناص يقلي عليه" ولا أعرف أي معطيات بشأن هذا الموضوع ثم اني كنت في الحكومة الثالثة بعد الثورة "وماجيتش ننبش القبور اشكون فيها واش ما فيهاش".
ألا ترى أن الخطاب السياسي تدنى الى مستوى الإسفاف بما أنه أصبح يمثل ناقوس خطر؟
- صحيح وهذا يؤسف له وسببه رجال السياسة اليوم الذين في الحقيقة هم متطفلون عن السياسة لأنه لا يمكننا خلق سياسي في 10 دقائق وإنما يلزمه التكوين و"التكرديغ" "ماثماش من السجن يولّى سياسي".
البعض اعتبر أن نداء تونس معرض للانفجار في أي لحظة بسبب الصراعات بين قياداته على خلفية الانتساب للمدرسة الدستورية والحساسية اليسارية؟
- "ما كل ما يتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن".. ونحن كونا الحركة لأن الحكومة لم تقم بواجبها والمشهد السياسي غير متوازن وإذا بقي على نفس الوضع فإن حزبا واحدا "يحوف" على الكل.
ولا يتأتى التناوب على السلطة إلا من خلال التوازن في المشهد السياسي ونحن فتحنا أبوابنا أمام جميع التونسيين الذين يؤمنون بالدولة والعلم وينبذون العنف وهو ما يعكس التنوع داخل الحزب الذي يشمل كذلك الدساترة الذين أعتبرهم الأحق في تسيير الحكومة لأنهم أناس بنوا الدولة وأنا حضرت على أناس استشهدوا في السيجومي ولذلك "في الأمور هذي هم ما يعطيوناش دروس.. نحنا اللي نعطيوهم الدروس.. ولوا أنهم ما يستنفعوش بالدروس".
هل تعتقد انه لابد من خارطة طريق واضحة رغم بعض المواعيد التي أعلن عنها رئيس الحكومة المؤقتة؟
- خطأ الحكومة أنها لم تسارع بضبط خارطة طريق.
هل يمكن إجراء الانتخابات في جوان المقبل وفقا لما صرّح به رئيس الحكومة حمادي الجبالي؟
- لا أتصور أن الحكومة جادّة في تنظيم الانتخابات بل انها عاجزة لانها ليست لها العزيمة من الأساس. ولو اني أرغب شخصيا في تنظيم هذه الانتخابات في اقرب وقت ممكن.
وما هو الموعد المناسب لتنظيم الانتخابات من وجهة نظرك؟
- أنا أعتقد ان الحكومة ليست مهيأة لتنظيم الانتخابات وليس لها أي موعد ففي البداية أعلنوا عن موعد مارس و23 جوان ثم 30 جوان.. لا يمكننا إجراء انتخابات اذا لم تكتمل صياغة الدستور وتكوين الهيئة العليا للانتخابات ودون المصادقة على القانون الانتخابي واذا تكونت اللجنة لابد لها ان تعمل 8 أشهر حتى يتسنى لها الاعداد لانتخابات وفق المعايير الدولية باعتبار انه يتوجب علينا تنظيم انتخابات افضل من انتخابات 23 اكتوبر ولا نريد العودة الى الوراء.
ما هو النظام السياسي الذي تحبّذه؟
- تونس بلد الاعتدال ولهذا فإني أحبذ النظام الرئاسي المعدل.
لكن حركة النهضة مازالت تصرّ على النظام البرلماني؟
- بطبيعة الحال، لأمر في نفس يعقوب.. ونحن لا نبحث على ما تريده النهضة وإنما يجب أن نختار ما يوافق الشعب التونسي.
الى أي حدّ انت مطمئن لأرقام شركات سبر الآراء التي اكدت تدرج حزب نداء تونس؟
- انا لا أهتم بها كثيرا.. وأرقام سبر الآراء يجب أخذها في معناها الحقيقي حيث تعطيك توجها معينا أما الارقام فانها "تمشي وتجي" وأحيانا أرقام شركتين تكون مختلفة.
والأرقام التي وضعتك على رأس الشخصيات السياسية كيف تنظر إليها؟
-انا إنسان واقعي ولا أغتر البتة مهما كانت المعطيات.
هل هذا يعني انه ستكون لكم كلمة في الانتخابات القادمة رغم كل الانتقادات؟
- لننتظر حتى تنظم الانتخابات "وما نحضروش الحصر قبل الجامع" وشخصيا لست متفائلا بتنظيم الانتخابات.
ماذا عن تحالف اتحاد نداء تونس؟
- نحن لا نعمل لنداء تونس وانما لفائدة البلاد لتعديل المشهد السياسي.. الآن معنا الجمهوري والمسار والاشتراكي والعمال ونحن نتعامل مع الجميع ونخلق أرضية مشتركة. ونرحب بكل الاحزاب بما في ذلك حركة النهضة اذا ارادت التحالف معنا.
ثمة بعض الاحزاب لها احترازات وكأننا نحن تجمعيون او حزب قديم وهذه كلمة حق أريد بها باطل وليست صحيحة.
وهل من إمكانية لتحالفكم مع الجبهة الشعبية؟
- في هذا الظرف كلمة تحالف لا تصح وانما ثمة تعامل مع بعضنا.
اولا لا بد أن نصل الى التعايش.. ونحن نعتبر أن الجبهة الشعبية لها مكانها في المشهد السياسي.. صحيح بيننا فوارق كبيرة لكن يمكن التعامل مع بعضنا في اهداف معينة.
لكن احيانا نسمع شعارات تردد في الجبهة الشعبية "لا السبسي لا الجبالي ثورتنا ثورة زوالي"؟
- صحيح هذا الشعار يرفعه شبابهم والشعارات لا تنطبق على الحقيقة والتقارب بيننا يبقى ممكنا.
صراحة سي الباجي هل تخشى تزوير الانتخابات؟
- في الانتخابات الماضية اتهمتني حركة النهضة بتزوير الانتخابات قبل وقوعها لا لشيء الا لاني قلت في تصريح صحفي أن النهضة قد تحصل على 18% وهو ما رأوه لا يتماشى مع الواقع لكن في حقيقة الامر هذه النتيجة هي التي حصلت عليها الحركة في الانتخابات باعتبار ان عددا كبيرا من التونسيين لم يشاركوا في عملية التصويت.
والواقع ان التزوير يبقى احتمالا واردا بالنسبة للسياسي.
وما هي تنبؤاتك للانتخابات القادمة بعد صحة توقعاتك المتعلقة بانتخابات 23 اكتوبر؟
- اذا تحصلت حركة النهضة على 18% "ما يقلقنيش لكن ما يظهر ليش".
وبالنسبة لمسودة الدستور الى اي مدى بدت لك في مستوى الانتظارات؟
- صحيح اطلعت على المسودة وتبين لي انها "تاعبة شوية" وكان ذلك يستدعي اكثر تقنية باعتبار التناقض بين بعض الفصول. اعضاء المجلس شاعرون بهذه النقائص التي سيسعون الى تلافيها قبل المصادقة على فصوله.
الى اي حد انت متخوف اليوم من الوضع الاقتصادي الذي مازال يعاني من صعوبات ولم يخرج من عنق الزجاجة؟
- انا متشائم باعتبار ان الوضع في الحضيض. صحيح ان مخزون العملة سيتحسن هذه المدة لكن ظرفيا بما انه ثمة قروض ستضخ واذا لم يحصل نمو اقتصادي فعليّ فان الارقام ستتراجع لان السياحة "منكوبة" من عدم الاستقرار بسبب تجاوزات لجان حماية الثورة وتصريحات بعض اعضاء المنتمين لحركة النهضة بشأن قطع اليدين وغيرها...
ما المطلوب اليوم من الحكومة المؤقتة لتجاوز الصعوبات؟
- المطلوب "شوية" تواضع ونكران الذات ووضع مصلحة تونس فوق الاعتبارات السياسية وتجنب المحاصصة السياسية.
هل هذا يعني انك مع حكومة كفاءات مصغرة؟
- انا مع حكومة مصغرة مع منح وزارات السيادة لشخصيات مستقلة.
وجهت الكثير من الانتقادات الى المعارضة ألا تعتقد انها ساهمت في تأزم الاوضاع اكثر بسلبيتها؟
- اداء المعارضة تحسن كثيرا وخاصة الاطراف الموضوعية وليست تعطل او تضع العصا في العجلة كما يدعي البعض.. لكن في هذا الخضم لا بد ان تكون للثلاثي الحاكم ثقافة الحوار واذا كانوا يرفضون الحوار كيف تريد للامور أن تسير.
لكن الحوار هو شعار الحكومة المؤقتة منذ تسلمها الحكم؟
- الحوار عندهم مجرد شعار ولو طرحوا حوارا فعليا لتخلصنا من عديد المشاكل و"مشات الامور" مثلا لما طرح الاتحاد مبادرته شاركت فيها مختلف الحساسيات باستثناء النهضة والمؤتمر اللذين عزلا نفسيهما.
بحكم لقائك لعديد الشخصيات الدولية والعالمية في تونس او الخارج كيف ينظرون الى تونس في خضم بعض الهزات وتعدد الازمات؟
- صراحة صورة بلادنا اصبحت سيئة وانا ادافع عن تونس اكثر من المنتمين للحكومة لإيماني بمفهوم الدولة ووطنيتي.
البعض يلومك على استقبالك لبعض الشخصيات العالمية وكأنك اصبحت في منافسة غير مباشرة مع الحكومة؟
- أحيانا بعض الشخصيات يحرصون على لقائي قبل استقبالهم من طرف رئيس الحكومة.. الذنب ليس ذنبي.. انا عملت 6 سنوات بوزراة الخارجية و14 سنة بوزارة الداخلية كما توليت منصب وزارة الدفاع.. واغلب زعماء العالم اعرفهم وأوباما صديقي.
هل تواصلت الاتصالات بينكما حتى بعد خروجك من رئاسة الحكومة؟
- نعم مازالت اتصالاتنا متواصلة.
بعد مسيرة طويلة في السياسة هل ندمت على بعض القرارات؟
- نعم ندمت على بعض القرارات لكن لا اريد الكشف عنها لاني "ولد عايلة" و"ولد بيت" "ثمة حاجات ماتتقالش.. كيف تلعب البوكس ما تضربش تحت السبتة".
ماذا جنيت من السياسة؟ وهل صحيح أنك صاحب مشاريع؟
- انا لا أملك سوى سيارتي وسيارة زوجتي.. ومنزلي ورثته زوجتي من والدها.. ولا أملك أي صنتمتر ولا حسابات بنكية وانا الوحيد الذي لم اتحصل على تقاعد وزير أول وانما تقاعد وزير خارجية بجراية 2.809 د اي ان نواب التاسيسي يتقاضون اكثر مني ومع ذلك لا اشتكي لاني "عمري ما فكرت في الفلوس وعايش لا بأس علي وانا تربيت على يد بورقيبة".
لذلك يقولون ان نداء تونس يتاجر بالبورقيبية مثلما تتاجر النهضة بالدين؟
- "ما يتاجر بيها حد البورقيبية.. واللي يحب يقبلها يتفضل.. وحتى بورقيبة لم يتاجر بها".
ماذا تقول في هذه الأسماء في كلمات؟
- حمادي الجبالي: ربي يوفقو.
-راشد الغنوشي: ما نعرفوش مليح.
- المنصف المرزوقي: رجل ثقة ووطني وحقوقي.
- مصطفى بن جعفر: كان صديقي ودستوري مثلي وعشنا معا طويلا لكن منذ دخوله في اتجاه آخر انقطعت اتصالاتنا.
كيف تختم هذا الحوار أستاذ الباجي؟
- ما يهمني هو مصلحة تونس ويجب ان نضعها فوق كل اعتبار دون تركيز جهودنا في تصفية الحسابات الماضية لان البعض مهتم بهذا الجانب اكثر من معالجة مشاكل البلاد من تشغيل وتهميش وفقر واذا فتح المجال لكل ابناء تونس للمشاركة في في بنائها سننجح في الخروج من عنق الزجاجة لكن اليوم "مازالت العجلة في الكرينتة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.