:بقلم الجمني النوري ملآى السنابل نتحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ بهذا البيت ومثله من الأمثلة خلل رجل الدولة الشامخ علي العريض كلمته المرتجلة ارتجالا أثناء حفل تسليم السلطة يوم التاسع والعشرين من يناير لسنة أربعة عشر بعد الألفين ،إنها كلمات لرجل مثقف متزن لا يعرف الكبر في صدره مكانا لأنه تعلم من معدن التواضع والسمت السمح . تكلم الرجل بعفوية وبثقة تامة في الله أنه نال شرف قيادة الحكومة رغم الحوامل والقارعات التي تتزلزل لها الجبال حيث كانت بعض الألسنة والأقلام تنهشه وتصفه بكل الأوصاف وبعض من يريدون تشويه أهل العاصمة من بني وطننا يسخرون من لهجته الجنوبية وقد قالها بكل اعتزاز أنه ابن فلاح بسيط من الجنوب التونسي وأن أباه قد علّمه قيمتين اثنتين "الرجولة وعدم الظلم"لم ينسهما وبقيتا محفورتين في عقله وقلبه. هذا الرجل الذي كاد رأسه يجاوز المقصلة ولكن الله سلّم ،هذا الرجل سجن ونكل به وسُبّ وشتم وكتبت إحدى المتبذلات كلاما لا يستطيع الرجال الكرام قراءته ولم يقاضها وكتم غيظه من أجل تونس هذا الرجل الذي أمسك دفة هذه البلاد في هذا الظرف وكل الألسن تنعق بافحش الكلام في حقه فيلتزم الصمت ويمضي الى العمل إنه علي العريض الذي يحق لي ان أمدحه إلا بعد أن غادر السلطة لأننا قوم نحثو التراب في وجوه المداحين الذين وصل بهم الأمر إلى حد العبادة إنه إنسان قدم الكثير وأجاد وأخطأ وأصاب ومن لا يخطئ فإنه لم يفعل شيئا وعلي العريض من الناس الذين عملوا في صمت دون كلل ودون ملل وقاد المرحلة العصيبة من تاريخ تونس بنفسية عالية لذلك حق لي أن أصفه بأنه رجل دولة بامتياز. الجمني النوري