طرابلس الصباح نيوز/ من مبعوثنا الخاص أحمد منتصر يتطلع المراقبون في العاصمة الليبية طرابلس الى تطورات الاحداث اليوم بعد صلاة الجمعة في ظل دعوات بالجملة صدرت لاعلان " عصيان مدني شامل" وتنظيم مظاهرات ومسيرات شعبية في كل المدن والقرى وخاصة في العاصمة وبنغازي احتجاجا على تردي الوضاع الامنية وتضاعف حالات الاغتيالات والاختطاف وعمليات العنف المسلحة . وقد اعلنت وزارة الداخلية الليبية ان المكان الوحيد التي ستتولى تامينه هو " ساحة الشهداء" وسط العاصمة طرابلس وحذرت منظمي التحركات من المخاطر التي تتهددهم في صورة تنظيم مظاهرات خارجها .. وتاتي الدعوات الى " العصيان المدني العام " والى " اسقاط الحكومة والمؤتمر الوطني ( البرلمان الانتقالي " بعد ايام من بدء " عصيان مدني " في مدينة بنغازي ثاني اكبر المدن الليبية ( 1050 كلم شرق طرابلس ) بسبب تعاقب عمليات الاغتيال والاختطاف للعسكريين والحقوقيين والاعلاميين .. وتتباين مطالب دعاة العصيان المدني وتنظيم المظاهرات بين تيارين كبيرين : الاول " سياسي مسالم ومدني " يتزعمه الخبير الاقتصادي الدولي محمود جبريل زعيم جبهة " التحالف " المعارضة ورئيس الحكومة الانتقالية الاولى بين مارس ونوفمبر 2011 .. ومن بين نقاط القوة عند الدكتور محمد جبريل انه من مواليد بنغازي و أصيل قبيلة " ورفلة " كبرى القبائل الليبية التي كانت تساند النظام السابق والتي تتزعم المعارضة للسلطات الحالية منذ اصدار قانون " العزل السياسي " ( "قانون الاقصاء وتحصين الثورة " ) في ماي 2013 ..وكان محمود جبريل من ابرز ضحاياه بحجة مشاركته في هيئة استشارية اقتصادية تنموية مع سيف الاسلام القذافي بدأت مسار" تعصير ليبيا اقتصاديا " في الاعوام الخمسة التي سبقت ثورة 17 فبراير .. و يطالب هذا التيار ساسا ب" حل الميليشيات المسلحة واخراجها من المدن " وببدء عملية سياسية جديدة .. تشمل تنظيم انتخابات برلمانية رئاسية جديدة " في اقرب وقت "..بعد الاعلان عن مبدأ " حل المؤتمر الوطني " والحكومة .. أما التيار الثاني فيتزعمه ضباط كبار في الامن وفي الجيش الليبي وبعض " الكتائب المسلحة" و" القوى الثورية " من الجهات الغربية لليبيا أو من بنغازي مثل عضو البرلمان المستقيل جمعة السايح ( قبيلة ورشفانة " وقبائل ليبيا الموالية للقذافي بقوة سابقا ) . هذا التيار يتحرك بقوة ميدانيا ل" اسقاط الحكومة والبرلمان الانتقالي ( المؤتمر الوطني ) و" حظر حزب " العدالة والبناء " ( التابع لجماعة الاخوان المسلمين الليبية ") واعتباره " تنظيما ارهابيا "..ومحاسبة كل المسؤولين السياسيين الحاليين في الحكومة .. ودعا جمعة السايح وبعض العسكريين مثل العقيد منصور المزيني " آمر الجحفل الصحراوي " الى تشريك اللواء خليفة حفتر" قائد المحاولة الانقلابية الفاشلة " قبل اسابيع في عملية " اعادة بناء الجيش الليبي " وتسليم الحكم الى " وطنيين ليبيين مدنيين "..؟ واذ يبدو الوضع معقدا ميدانيا الى اقصى حد بين المعارضين من جهة وانصار رئيس الحكومة الحالية السيد علي زيدان والبرلمان الذي يتزعمه انصار " حزب العدالة والبناء " ( الاخوان المسلمون )وحلفاؤه من جهة ثانية .. فان من اخطر التحديات الجديدة حرص بعض الاطراف المسلحة والسياسية على " تدويل " الازمة الليبية بعد هجمات شملت قنصلية المغرب في طرابلس بعد ايام من هجوم بالقرب من قنصلية تونس في بنغازي واغتيال بشع ل7 مسيحيين مصريين بعد اختطافهم من مقر اقامتهم ..واسابيع من اختطاف ديبلوماسيين مصريين ردا على ايقاف ليبي متهم بالارهاب في مصر .. في الاثناء لا تزال مفوضية الاتحاد الاوربي والسفارات الغربية والبعثات الاممية بليبيا تعلن عن تمسكها بالخيار السياسي واعلنت ترحيبها بنتائج انتخابات الايام الماضية لاختيار " لجنة الستين " المكلفة بصياغة دستور ليبيا الجديد في ظرف 120 يوما ..