انتظم اليوم السبت بدار الضيافة بقرطاج لقاء جمع مهدي جمعة رئيس الحكومة بقادة من 26 حزبا سياسيا ممثلا في المجلس الوطني التأسيسي. وأفادنا ماهر بن ضياء الأمين العام للحزب الوطني الحر، أنّ جمعة أشار إلى أنّ هذا اللقاء يندرج في إطار التشاور واطلاع الأحزاب على عمل الحكومة والوضعية الامنية والاقتصادية التي تعيشها البلاد. وأعلن جمعة خلال اللقاء الذي تواصل على مدى خمس ساعات أنه سيتوجه بكلمة للشعب التونسي يوم الإثنين القادم أو الثلاثاء. وبيّن بن ضياء أن الحاضرين في اللقاء دعوْا جمعة إلى أن يرسل رسائل طمأنة للشعب التونسي وأن يتحدث عن حقيقة الوضع الأمني في البلاد. ومن جهة أخرى، قال جمعة ان الوضع الأمني في البلاد في تحسن وأنّ مسألة الإرهاب مقاربة صعبة، وأبرز أنّ الأطراف المتورطة في الإرهاب والتي تم القبض عليها هم أشخاص صغار السن وبعضهم لا يستطيع تلاوة آية قرأنية إضافة إلى كونهم غرّر بهم، حسب ما أفادنا به ماهر بن ضياء . ودعا مهدي جمعة إلى ضرورة الوقوف إلى جانب الأمنيين والعسكريين في المعركة ضدّ الإرهاب بهدف رفع معنوياتهم، كما أشار إلى أنّ العسكريين بدون تدريبات منذ مدة وما يحتاجه الأمنيون والعسكريون دعم معنوي من الشعب. رابطات حماية الثورة وحول ملف رابطات حماية الثورة، أكّد جمعة أنّه تمت إحالة ملفهم إلى القضاء منذ حكومة علي العريض. وقال انّ هناك أكثر من 16 ألف جمعية تنشط في تونس ومنها القانوني ومنها من ينشط خارج القانون والبقية نشاطها مجمّد. تحييد المساجد وبخصوص ملف تحييد المساجد، أعلن جمعة أنّ عدد المساجد الخارجة عن السيطرة يبلغ 149 مسجدا سيقع التعامل معها حالة بحالة. التعيينات وفي ما يهمّ ملف التعيينات، تطرّق جمعة لمسألة تعيين الولاة حيث بيّن أن الولاة الذين تمّ تغييرهم كان على أساس انتماءاتهم وولاءاتهم الحزبية، مشيرا إلى أنّ جميع الولاة يجب أن يكونوا على نفس المسافة من جميع الأحزاب خاصة في الانتخابات القادمة، وفق ما أكده لنا ماهر بن ضياء. وقال جمعة خلال لقائه بممثلي الأحزاب ال26 انه اطلع على أكثر من 180 سيرة ذاتية وتمّ من بينها اختيار ال18 واليا الذين تم تعيينهم مساء أمس. كما تطرق جمعة لملف التعيينات في سلك المعتمدين مبينا كثرة عددهم وضيق الوقت. أمّا عن إنهاء مهام مكلفين بمأمورية أو مستشارين برئاسة الحكومة، فقد أكّد جمعة أنه لم يكن عقابا وإنما كان هناك من استقال بمفرده ومن كلف بمهام أخرى حيث أشار إلى أن ذلك يتنزل ضمن السياسة التي توخاها في عمله وتهدف لتقليص عدد المستشارين. الانتدابات وبالنسبة للانتدابات في الوظيفة العمومية، فقال جمعة : "من الصعب جدا أن تكون هناك انتدابات في الوظيفة العمومية بعنوان سنة 2014 لأنّ الإمكانيات لا تسمح بذلك" الوضع الاقتصادي ومن جهة أخرى، تحدّث مهدي جمعة عن الوضع الاقتصادي في البلاد مؤكّدا دقة المرحلة وصعوبة الوضع الاقتصادي. كما بيّن أنّ عددا من المؤسسات العمومية والصناديق الاجتماعية تعاني من ضغط مالي كبير نتيجة لما حصل في العشريتيْن الأخيرتيْن. وفي سياق آخر، تحدّث جمعة عن أهمية تنقية مناخ الاستثمار واصلاح المنظومة الجبائية ومقاومة التهريب، مشيرا إلى أن ليس بإمكان حكومته القيام بإصلاحات جذرية وإنما ما بوسعها القيام به إجراءات ناجعة فقط. كلمة جمعة وعن الكلمة التي سيتوجه بها للشعب التونسي، قال جمعة انه سيصارح الشعب وسيقدّم أرقاما وتصورات وحلول وبرنامج عمل الحكومة الفترة القادمة كما سيتحدث عن برنامج الشغيل وخاصة التشجيع على بعث المشاريع الصغرى وعن برنامج دعم القطاع السياحي لبلوغ 7 ملايين سائح سنة 2014 وكذلك برنامج تشجيع القطاع الفلاحي ودعا جمعة النواب الحاضرين في اللقاء إلى التسريع بالنظر في مشاريع القوانين المطروحة في المجلس الوطني التأسيسي، حسب ما أفادنا به ماهر بن ضياء. وأعلن جمعة أنّ لقاءاته مع ممثلي الأحزاب ستكون دورية أو كلّما اقتضت الضرورة ذلك.