ظهر مهدي جمعة رئيس الحكومة في حوار على قناتي الوطنية ونسمة هادئا لكنه واثق مما يقول متشبعا بالملفات التي تطرق اليها ويتقن جيدا لغة تخاطب راقية وقد ترك ورقة صغيرة جانبا وتحدث دون الرجوع اليها .. وقال المهدي جمعة انه يعتبر اولويات اولوياته انجاح الانتخابات القادمة وتجسيمها باسرع وقت لتكسب تونس ثقة الفاعلين الدوليين والمستثمرين واضاف انه واعضاء حكومته لهم اولويتان اولهما اصلاح ما يمكن اصلاحه وثانيا تشخيص نقاط الضعف ليتسنى لمن ياتي بعدهم اصلاحها واعتبر ان الشرعية يستمدهما من التاسيسي ومن التوافق داخل الحوار الوطني بما يعني انه يامل في دعمهما وفي مسالة التعيينات قال انه يولي مسالة الكفآة والولاء للمؤسسة التي يعمل بها قبل الانتماء الحزبي وقال ان هناك مشكل في تعيين المعتمدين وهو نفس المشكل الذي اعترض الحكومة السبقة وفيما يخص هيئة الانتخابات قال انه عين مخاطبا وحيدا له وقدم لها تسبقة بعشر مليون دينارا وينظر حاليا في مسالة المقر وفي مسالة تحييد المساجد قال انه تم تحديد 149 مسجدا خارج السيطرة وبدؤوا بتطبيق خطة استرجاعها وقد تم يوم الجمعة المنقضي استرجاع تسع مساجد وتحدث عن الملف الامني فقال ان العمليتين السابقتين كانتا ناجحتين لانهما ضربتا الجناح العسكري لتنظيم انصار الشريعة وعن حقيقة الوضع في البلاد قال ان الامور تتحسن بدعم استخبراتي فالامن يتهيكل ويسدد ضربات موجعة للارهاب الذي راى انه لا يزال متمركزا بالجبال وله امتدادات في المدن وقال انه وجب التهيؤ للقادمين من سوريا وختم بالقول في المضمار انه متفائل .. وقال ان هناك تنسيق مع الجيران ودعم من عدة دول بما فيها الولاياتالمتحدةالامريكية ، وفي نفس الاطار قال ان هناك تعاونا مع الجزائر والمغرب للاستئناس بتجاربهم في مسالة المسفرين لسوريا وعن الحوار الاستراتيجي مع امريكا قال انه سيفسح المجال لتحقيق ما تحقق مع اوروبا وخصوصا على المجال الاقتصادي ، وفي الاطار الاقتصادي قال جمعة انه يجب مصارحة التونسيين واضاف ان الوضعية الاقتصادية وبعد التدقيق الاولي اصعب مما كنا نتصور خاصة على مستوى الموارد المالية ، وقدم امثال من ذلك انه في 2010 كان يخصص للتنمية ما قيمته 4,8 مليار دينارا نقترص منها 1,8 مليار دينارا واليوم اصبحنا نقترض لنسدد الاجور وانه خلال الثلاث سنوات تم اقتراض ما قيمته 25 مليار دينارا ، وقال ان تونس في حاجة الى 12 مليار دينارا في حين الميزانية حددت حاجياتنا من الاقتراض اكثر من 7 مليار دينارا بما يعني هناك ثغرة بما يفوق الاربعة مليار دينارا واضاف انه يامل في فتح اكتتاب وطني وانه يعد العدة لتحرك في الخليج وامريكا ..وقال انه لن يترك هدية مسمومة للحكومة القادمة لذلك لن تقع انتدابات هذه السنة في الوظيفة العمومية والمؤسسات العمومية لان تلك الكؤسسات تعاني صعوبات تستوجب اعادة هيكلة صحيحة واضاف انه اذا ما تم التاخير اكثر فان الامور ستفلت من اليدين وسيكونون مجبرين على اتخاذ قرارات مؤلمة وقال انه لن يبعث مشاريع جديدة لكنه سيتمم ما تبقى وانه سيسعى الى تطوير القروض الصغرى وتشجيع الاستثمار الخاص وتحدث جمعة عن حاجة تونس للعمل لانه الغائب منذ الثورة وقال ان التونسيين مطالبون ان يقوموا بثورة في العقليات بعد ثورة البلاد واعتبر ان الرجوع للعمل سيخفض من الاسعار