اوتاوا - الصباح نيوز: حظي مصطفى بن جعفر والوفد النيابي المرافق له باستقبال مشرف من نواب البرلمان الكندي وسيناتورات مجلس الشيوخ ، يعكس السمعة التي تتمتع بها تونس في العالم بعد ان نجحت في قطع مراحل هامة على درب الانتقال الديموقراطي ولعل ابرز ما لوحظ من تشريف هو رفع العلم التونسي فوق عمود عال بمبنى البرلمان يظهر للقادم من بعيد كما كان علم تونس حاضرا في كل اللقاءات .. وان كان ذلك برتكوليا ففعليا حظيت تونس بكل احترام وتقدير وكان لها وقع السحر في قلوب البرلمانيين وقد جاءت زيارة الوفد النيابي الى العاصمة الكندية اوتاوا لتمثل الجانب السياسي من الايام التونسية في كندا التي جاءت معلنة سنة تونس في كندا وكنا في مقال سابق تحدثنا عن جوانب من تلك الايام التي اشرف على افتتاحها بن جعفر قبل ان يتحوّل الى اوتاوا حيث حظي باستقبال الحاكم العام لكندا والذي اعلن عن قرار الحكومة الكندية مضاعفة المنح الممنوحة للطلبة التونسيين للدراسة بكندا لتنطلق فيما بعد زيارته الرسمية الى مقر البرلمان الكندي حيث كانت له لقاءات على اعلى مستوى مع رئيس البرلمان الكندي اندرو شيير ورئيس مجلس الشيوخ نوال كينسالا ووزير الخارجية جان بايرد والذي يشغل بدوره خطة نائب بالبرلمان ، كما كان له لقاء مع اعضاء لجنة كندا افريقيا ولجنة الشيوخ الدائمة للشؤون الخارجية والتجارة الدولية ومع مختصين في الادارة الاعلامية بالبرلمان اضافة لاعضاء مؤسسة الانتخابات الكندية وقد ابدت كل الاطراف اهتماما بالتجربة التونسية التي قدمها لهم بن جعفر ملخصة قبل ان يصغي الى اسئلتهم ويجيب عنها ، ولئن اولت كل الاطراف اعجابها بمبدا التوافق فان جلها لم يخف استعداده لتقديم يد المساعدة لتونس فقد اعلن رئيس لجنة كندا افريقيا واعضاؤها عن برمجتهم زيارة تونس على انهم رؤوا انه من الافضل ان تتم خلال الثلاثي الاول من السنة المقبلة بعد انتخاب البرلمان القادم واعتبروا ان ذلك سيمثل فرصة للعمل سويا خلال السنوات القادمة لتنمية كل اوجه التعاون اما رئيس مجلس الشيوخ الكندي فقد اطنب في تعداد مجالات التعاون الممكنة بين كندا و تونس اذ ابدى رغبة في التبادل الطلابي في اطار ما اسماه بالاكاديمية الشاملة التي ستمثل افاقا جديدة للطلبة في البلدين كما استبشر لفتح خط مباشر وراى انه من الواجب ضبط برامج مشتركة لادماج العاملين الشبان وتحدث عن فرصة متاحة لصناعة السفن نظرا لاقرار كندا تغيير اسطولها بما يفسح المجال اذا ما توفرت لتونس صناعة ان تدخل المشاريع القادمة الاستبشار بفتح الخط المباشر عبر عنه كذلك وزير الخارجية الكندي الذي تحدث بلباقة عن تونس واعرب عن سروره بزيارتها ورغبته ان تتجدد الفرصة مرة اخرى وقال انه يكن للثورة التونسية وللبلد ولثقافته وتراثه ومطبخه كل الاحترام ويحظى لديه بالاهتمام ، وقال انه على استعداد لدعمه وتحدث بحميمية عن ايام الثورة بتونس وكيف ان والديه كانا يمضيان اجازتهما بتونس لما اندلعت الثورة وانهما رفضا العودة واصرا على البقاء وقد تحدثت والدته الى التلفزات بكل احترام عن الثورة التونسية وختم بالقول انه يولي اهتماما خاصا لما يحدث في افريقيا والشرق الاوسط واعتبر ان تونس بمثابة الضوء في عتمة الظلام من جهته تحدث بن جعفر بكل صراحة فقال ان ما حدث في تونس هو نتيجة ألكيمياء تونسية عنوانها التوافق وان ما تحقق يعود فيه الفضل للتوافق واعتبر ان تونس ما بعد الثورة وان تخلصت من الديكتاتور فانها ساعية لتغيير العقول والى حماية نفسها خصوصا في محيط اقليمي مهتز وان المطلبية ما بعد الثورة افرغت خزائن الدولة واخرمت الميزان الاقتصادي لذلك فالمطلوب دعم ملموس من الكنديين لتجاوز هذه المرحلة الصعبة ، وطالب من كندا مساعدة تونس على استرجاع الاموال المنهوبة .. طلب كرره بن جعفر اكثر من مرة .. لكن يبدو انه لم يجد اذانا صاغية وعندما سالت " الصباح يوز " رئيس لجنة كندا افريقا عن سبب صمته قال انه يجهل الموضوع لكنه سيحيل الامر للحكومة .. ويبدو ان بن جعفر لم يحرج الكنديين عبر هذه النقطة فحسب بل في اكثر من مناسبة اذ رد على رئيس مجلس الشيوخ بلباقته المعهودة عندما طلب منه التعاون في مجال تكوين الشبان ان المشكل يكمن في حرية تنقل الافراد الذين وعلى عكس البضائع تتعطل دوما .. احراج افهمهم انهم يتحدثون الند للند وان وعلى عكس ما ظن بعضهم عندما اراد ان يقدم دروسا في كيفية نقاش الميزانية ان تونس لها تاريخ ومؤسسات وادارة قوية جعلتها رغم استشراء الفساد قادرة على ادارة البلاد وتنميتها وكانت افضل رد عندما تحدث رئيس مجلس الشيوخ عن دستورهم الذي يعود لسنة 1876 فكان رد بن جعفر ان عهد الامان سبق دستورهم والمؤكد ان برتكول التعاون الذي امضاها بن جعفر سيمهد الطريق للاحقين لتمتين العلاقات مع غرفتي السلطة التشريعية الكندية .. برتكول قال عنه انه سيمهد الطريق لمن ساتي بعده كي يواصل البناء اما هو فاكتفى برفع يديه للسماء من فوق كرسي رئيس مجلس الشيوخ بقاعة السينات حيث تحسم كل القرارات ولسان حاله يردد اللهم قد بلغت .. اللهم فاشهد ولا تخذلني في بقية المشوار ( والتعبير مجازي والفاهم يفهم)