ربط نشطاء ومواطنون ليبيون بين خطف السفير الأردني في طرابلس ومواطن ليبي ينتمي لتنظيم "القاعدة" مسجون منذ 9 سنوات في الأردن. ونشر النشطاء صورة لمواطن ليبي اسمه محمد سعيد الدرسي المعروف باسم "محمد النص" وهو أحد المنتمين لتنظيم "القاعدة" مسجون في الاردن وقالوا ان المطالبة بالافراج عنه هي السبب وراء خطف السفير الأردني في طرابلس. ومن جهته، أكد المعلومات الصحافي محمود المصراتي رئيس تحرير صحيفة "ليبيا الجديدة" عندما تحدث عن تسريبات تقول أن خطف السفير العيطان قد تكون وراءه دوافع سياسية منها المطالبة بالافراج عن شخص ليبي محكوم بالإعدام في الأردن، محذرا من مغبة هذا الفعل خاصة وأن الأردن يستضيف مئات الآف الليبيين. ووفق المعلومات التي لم يرد اي رد فعل اردني حولها فان الدرسي مسجون في سجن الموقر منذ حوالي 9 سنوات بعد اعتقاله أثناء محاولته التسلل إلى الأراضي العراقية للالتحاق بتنظيم "القاعدة" هناك، بعد أن فشل في ذلك عبر سوريا وتركيا. وقد جرت خلال العام 2012 مفاوضات بين الحكومة الأردنية ونظيرتها الليبية للافراج عن الدرسي لكن الجانب الليبي توقف عن متابعتها وفق ما افاد أفراد من عائلة الدرسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي. من جانب آخر ادعى صحفيان ليبيان بُعيد عملية الاختطاف انهما كانا على علم بها وبتفاصيلها منذ اسابيع واتهما السلطات الليبية بأنها لم تتخذ الاحتياطات اللازمة لحماية العيطان. إلى ذلك، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جوده، ان مجموعة مسلحة تتكون من عناصر ملثمة قامت صباح اليوم بالاعتداء على سيارة السفير الاردني في طرابلس فواز العيطان حيث قامت باختطافه واصابة سائقه بعيارات نارية وهو يرقد الآن على سرير الشفاء في أحد المستشفيات بطرابلس. وأضاف في تصريحات صحفية "اننا وفور ورود الخبر اجتمعنا على كافة المستويات وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك ومتابعة رئيس الحكومة وتنسيق مع مختلف الاجهزة المعنية ونحن نقف على تفاصيل وتطورات هذا الحادث الذي يشكل منعطفا خطيرا". وقال "اننا نعرف تماما ان الوضع الامني في ليبيا وضع صعب جدا ولم تصلنا حتى الآن أية اتصالات من الجهة الخاطفة وكنت قبل قليل على اتصال مع وزير خارجية ليبيا وطلبت منه ان تبذل كل المؤسسات والجهات المعنية في ليبيا كل ما تملك من جهد وطاقة للعثور على مكان احتجاز السفير والعمل على الافراج عنه فورا". وأشار جودة إلى ان وزير الخارجية الليبي أبدى كل تفهم وعبر عن أسفه الشديد عن هذه الحادثة التي وقعت في ليبيا "وأكد لي ان الوضع الامني صعب جدا هناك ولكنهم لن يدخروا اي جهد في هذا المجال مؤكدين على حرصهم على العلاقات الطيبية مع المملكة الاردنية الهاشمية التي كانت من اكبر الداعمين وما زالت لليبيا. وحمل وزير الخارجية وشؤون المغتربين الجهة الخاطفة المسؤولية الكاملة فيما يتعلق بحياة السفير الاردني والحفاظ على امنه وسلامته والافراج عنه فورا وعودته إلى اسرته ووطنه فورا. وقال ان السفير العيطان من الدبلوماسيين النشيطين جدا الذين تسلسلوا في العمل في وزارة الخارجية وشانه مثل كل العاملين في وزارة الخارجية من دبلوماسيين واداريين جنود مجندين مسخرين لخدمة الوطن والمليك. ظروف أمنية صعبة وقال "ان العيطان لم يتردد لحظة واحدة عندما طلبنا منه وفي ظل ظروف امنية صعبة جدا ان يذهب لتمثيل المملكة في طرابلس وحتى مع ازدياد الاوضاع الامنية سوءا بقي على راس عمله وهو من نشامى الوطن الذين نعتز بهم اعتزازا كبيرا". وقال "انه قام الاتصال بزوجة السفير العيطان كما اتصل بها امين عام الوزارة، واننا على تواصل مع اسرته وعشيرته لطمأنتهم على احواله وندعو الله ان توفق جهودنا جميعا للافراج عنه والحفاظ على سلامته وعلى صحته لان هذا يشكل هما لنا جميعا". وأضاف ان كل كوادر وزارة الخارجية وبالتنسيق مع كل الاجهزة المعنية والمؤسسات المعنية في اجتماع دائم منذ وصول الخبر ونتابع الموضوع مع كل الجهات المعنية بتفاصيله وحسب تطورات الاحداث. وختم جودة "اننا ومن خلال بعثتنا الدائمة في نيويورك ايضا طلبنا ان نخاطب مجلس الامن لاصدار بيان لادانة هذا العمل المرفوض والذي استهدف المملكة الاردنية الهاشمية وتمثيلها الدبلوماسي في ليبيا". (إيلاف)