طالبت قبيلة بني حسن وهي من أكبر القبائل الأردنية الحكومة بالسعي جدياً للوقوف على آخر الأخبار بشأن خطف ابنها السفير فواز العيطان على أيدي مسلحين ملثمين أمس الثلاثاء. وبينما قالت تقارير إن شخصيات أمنية ليبية تجري مفاوضات غير رسمية مع خاطفي السفير الاردني في طرابلس، افادت معلومات غير مؤكدة بأن تنظيم "أنصار الشريعة" متورط في خطف العيطان. ويشار إلى أن "أنصار الشريعة" أو "كتيبه أنصار الشريعة" في ليبيا هو ميليشيا إسلامية مسلحة تهدف كما تدعي إلى "تحكيم الشريعة الإسلامية في ليبيا". وكانت الكتبية تأسست في ماي من عام 2012 بعد نهاية الثورة الليبية بشهور، وشارك أفراد منها في الثورة الليبية خصوصاً في معركة بنغازي الثانية في 19 مارس. كما أن أعضاء هذه الميليشيا ليسوا جميعاً من الليبيين حيث أن بينهم أجانب من بلدان مجاورة وخاصة من حملة الجنسية التونسية. ويشتبه بتورط كتيبة أنصار الشريعة في عدد من الهجمات وعمليات الاغتيال في ليبيا ومن بينها الهجوم على البعثة الديبلوماسية الأمريكية في بنغازي وقتل السفير وثلاثة أعضاء آخرين في البعثة. كما تم تصنيفها من قبل الولاياتالمتحدة في 10 جانفي 2014 بفرعيها في درنة وبنغازي كمنظمة إرهابية. وكان عصام بيت المال عضو فريق التحقيق الليبي قال مساء الثلاثاء، إن الخاطفين طلبوا الافراج عن محمد سعيد الدرسي وهو سجين ليبي يقضي عقوبة بالسجن المؤبد في سجون الأردن. وقال بيت المال انهم أكدوا له ان السفير لم يصب بأذى. وأضاف بيت المال أنهم لا يعلمون حتى الآن هوية الخاطفين الذين اتصلوا بالهاتف المحمول الذي كان قد تركه السفير في سيارته. والسجين الليبي محمد سعيد الدرسي حسب وكيله موسى العبد اللات محامي الجماعات الإسلامية في الأردن هو محمد سعيد غيث الدرسي ليبي الجنسية عمره 35 سنة وكان تم الحكم عليه بقضية القيام بأعمال ارهابية سنة 2007، وحكم عليه بالمؤبد وهو الآن موجود في سجن الموقر، الذي يعد من أكبر وأحدث السجون الأردنية، ويبعد نحو 45 كلم جنوب شرق عمّان. ويقول العبد اللات ان ووضع الدرسي الصحي سيئ وخطير، ولا يستطيع السير على قدميه موضحا انه قام بزيارته قبل شهر تقريبا، فوجده محمولا من قبل رجال الأمن، مشيرا إلى أن لديه عمليات في البطن. وكانت محكمة أمن الدولة الأردنية قضت مطلع أفريل 2007 بحبس الليبي الدرسي بالأشغال الشاقة المؤبدة، بالإضافة إلى خمسة أشخاص، جميعهم ينتمون إلى تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين"، وأحدهم سعودي الجنسية وأربعة عراقيون، لضلوعهم في محاولة تفجير مطار الملكة علياء الدولي العام 2006، بواسطة حقيبة تحتوي على لعبة مليئة بالمتفجرات. وكان جهاز أمن الدولة الأردنية، حسب تقارير نشرت في عمان، الأربعاء، استخدمت الأسباب المخففة التقديرية في حكمها على المتهمين، الذين تمت محاكمتهم وجاهيا كالدرسي، وعراقيين، هم سعد فخري يونس ومحسن مظلوم (بعد تخفيض عقوبتهما إلى الحبس 15 عاما)، بالإضافة إلى الفارين من وجه العدالة، وهم المتهمون (العراقيان يوسف عبد الرحمان العبيدي وسعد فوزي حاتم العبيدي والسعودي تركي ناصر عبدالله)، في حين برأت المحكمة المتهم عبدالكريم الجميلي. وكان الدرسي هلل وكبر، عند إصدار الحكم بحقه وباقي المتهمين، بالإدانة، متوعدا يومها، بأن أبناء تنظيم "القاعدة" سوف ينتقمون له. ويشار هنا، إلى أن آخر حكم بالإعدام نفذته الجهات المختصة في الأردن قد طال الأردني ياسر فريحات، ومحكوم ليبي آخر هو سالم بن صويد العام 2006، بعد ثبوت اغتيالهما للدبلوماسي الأمريكي لورنس فولي العام 2002، ضمن خلية لتنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين". وحسب صحيفة "الغد" الأردنية، فإن مدعي عام محكمة أمن الدولة كان وجه للمتهمين المذكورين في قضية مطار الملكة علياء تهمتي المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية، وحيازة مواد مفرقعة، من دون ترخيص قانوني، لاستعمالها على وجه غير مشروع، بالاشتراك وفق لائحة الاتهام. وكانت الأجهزة الأمنية كشفت عن تفاصيل هذه القضية في مطلع أفريل 2006، بعد أن أدلى المتهم الأول "الدرسي" باعترافات متلفزة، حول تفاصيل انتسابه للخلية، منذ حضوره من ليبيا وزيارته لتركياوسوريا ليلتقي أحد عناصر تنظيم "القاعدة"، وهو المتهم السعودي تركي ناصر، الذي زوده بمبلغ نقدي إضافة إلى جهاز خلوي، ورقمي هاتفي المتهمين العراقيين محسن مظلوم واخضير الجميلي. ووفق لائحة الاتهام، فإن السعودي تركي طلب من المتهم الدرسي، الذي قضى عاما ونصف عام في أحد السجون في ليبيا بعد إدانته بقضية إرهابية (أيام حكم معمر القذافي)، التوجه إلى تركيا ومن ثم إلى سوريا، حتى لا يكشف أمره، وذلك بعد أن تعرف المتهم الدرسي إلى السعودي عبر الإنترنت. وبحسب لائحة الاتهام، فإن المتهم تركي أرسل المتهم الدرسي إلى الأردن، وطلب منه تنفيذ عمليات تفجيرية، تستهدف مطار الملكة علياء، إضافة إلى أماكن يتردد عليها السيّاح الأمريكيون مثل فنادق البحر الميت. وكان المتهمون أقاموا في محافظة الزرقاء، خلال صيف العام 2005، وأحضروا حقائب، من ضمنها حقيبة تحتوي على دمية، بداخلها كمية من المتفجرات، ومزودة بأزرار مثبتة عليها، لتكون جاهزة لعملية التفجير، ثم اتفقوا فيما بينهم على تنفيذ عملية عسكرية ضد فنادق البحر الميت والعقبة، "لأن فيها أمريكيين ويهودا"، إلا أنهم عدلوا عن ذلك، وقرروا تنفيذ عملية عسكرية ضد المطار، وذلك بعد معاينته من قبلهم، ومعرفة مواعيد وصول الطائرات القادمة من الخارج، لكي يحددوا موعد تنفيذ العملية. (إيلاف)