أكد أمس وزير الثقافة مهدي مبروك أنّ بلاده ستقوم بإرجاع قناع غورغون المسلوب منتصف التسعينيات من الموقع الأثري هيبون بعنابة الى الجزائر والذي عثر عليه في تونس بمنزل صخر الماطري صهر الرئيس التونسي المخلوع، بعد استكمال الإجراءات القانونية الخاصة بذلك. وقال الوزير التونسي إنّ هذه التحفة الأثرية تحضى بالعناية التامة وأنها تحت الحراسة الخاصة لوزارة الثقافة التونسية بالمعهد الوطني للتراث الذي تتواجد فيه حاليا. جدير بالذكر أنّ فرقة من خبراء في علم الآثار من وزارة الثقافة قد تعرفت على قناع غورغون في إطار مهمة قادتها إلى تونس، بعد أن قدمت محطة تلفزيونية دولية روبرتاجا عن أكثر من 160 قطعة أثرية تم العثور عليها بمنزل الماطري المتابع بتهمة تهريب الآثار. وقد تم اكتشاف هذه التحفة سنة 1930 بعد الحفريات التي قام بها عالم الآثار الفرنسي شوبو بالموقع الأثري هيبون بعنابة، وهو مصنوع من الرخام الأبيض ويصل وزنه إلى 320 كغ، وسجل اختفاؤه من عنابة سنة 1996 بعد أن زين لفترة طويلة واجهة إحدى النافورات العمومية بالولاية. وينتظر أن تقوم وزارة الثقافة بالإجراءات اللازمة لارجاع قناع غورغون إلى مكانه الأصلي خصوصا بعد إبداء نظيرتها التونسية لتعاونها في هذا المجال. ويجسد قناع غورغون أسطورة إغريقية قديمة عن ثلاث أخوات ،أسطورات سيتو، أيرلن وميدوسا، بشعر من ثعابين ومظهر مرعب ومن ينظر إليهن يتحول إلى حجر، خاصة الرجال، ويطلق اسم غورغون أيضا على أي شيء مرعب أو مخيف. ودائما ما كان الغورغون يصوّر بنصف آدمي ونصف مسخ، ويتضمن أجنحة ومخالب وكنّ يصوّرن بوجه ممتلئ بشعر وشارب أسد ليساعد على اكتمال الصورة المرعبة لهن، وأيضا بفم كالمهرج يتدلى منه اللسان وكأنهن في حالة لهاث مستمر وفي بعض الصور يظهر لهن أنياب (وكالات)