برلين من مبعوث دار الصباح حافظ الغريبي من زيارة رئيس الحكومة المؤقت الاسبق حمادي الجبالي في مارس 2012 الى زيارة المهدي جمعة التي تنطلق اليوم مرورا بصحن لحم العلوش المشوي الذي اجتمع حوله وزير الصناعة السابق ( مهدي جمعة ) بسفير المانيا الاتحادية بتونس ( رئيس ديوان وزير خارجيتها حاليا ) في مجاز الباب .. محطات تعكس حجم اهتمام برلين لما يجري في تونس وتدل على اثار اقدام المانية رافقت تونس على طريق مسارها الانتقالي الذي لم يكن سهلا بالمرة. 3 رؤساء زائد واحد تونسيون في المانيا فخلال 27 شهرا الأخيرة تحوَل الى ألمانيا ثلاثة رؤساء حكومات تونسية بالاضافة الى رئيس جمهوريتها المؤقت .. زيارات تعكس اهتمام الحكومة الألمانية بأهمية الانتقال الديموقراطي وحرصها على المضي به قدما على الطريق القويم الذي يأمّن انجاح المرحلة والإرساء بالبلد على شاطئ السلام وتعكس اقتناع الحكومات المتعاقبة باهمية الوزن السياسي لدولة المانيا الاتحادية ودورها المحوري في تحقيق الدفع المرجو لتونس والدعم الاوروبي لها اقتصاديا وماليا وسياسيا وفي هذا الاطار تتنزل زيارة رئيس الحكومة المؤقت المهدي جمعة الى برلين التي انطلقت امس بزيارة الى احد اهم المراكز التكنولوجية ... وتبدأ اليوم بفطور صباح مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركيل يختم بندوة صحفية مشتركة ، والمؤكد ان ما لا يقل عن ثلاث ملفات حارقة ستكون على مائدة فطور الصباح اولها فرضه الظرف الاقليمي الا وهو الاضطراب الذي تعيشه ليبيا والارهاب الذي ما انفك يتنظم ويهدد المنطقة باسرها وهو ما ترفضه اول قوة اوروبية على اعتبار ان حدودها الجنوبية لم تعد اسبانيا وايطاليا و مالطا بل هي تونس والمغرب والجزائر وليبياوهي في الان نفسه عمقها الاستراتجي افريقيا وعربيا .. ثاني الملفات سيكون استكمال المسار الانتقالي على مستوى ما تتكفل به حكومة جمعة اما ثالثها واثقلها على حكومة جمعة فهو الوضع الاقتصادي والمالي للبلاد والمعادلة الصعبة بين المطلوب المؤلم والممكن المؤذي .. وما ثاني محطة من زيارة جمعة والتي ستكون ببروكسيل الا دليل على اهمية تلك الملفات وعلى وزن الدور الالماني في مساعدته على ايجاد الحلول الملائمة لها اوروبيا هذا ويلتقي جمعة بعد لقاء ميركل رئيس "البوندستاغ " اي مجلس النواب الألماني نوربارت لامارت ثم رئيس جمهورية ألمانيا الفيدرالية جواشيم غوك. وبالتوازي مع المواعيد الرسمية سيزور جمعة موعد خلال نفس اليوم المعهد الالماني للسياسة الدولية والأمن اضافة للقاء عديد الشخصيات الالمانية وكذلك التونسية المقيمة بالمانيا خلال حفل استقبال بسفارة تونسبألمانيا. من ديبلوماسية المشوي الى الديبلوماسية الاقتصادية ويتسم اليوم الثاني للزيارة ببعده الديبلوماسي الاقتصادي اذ سيكون لجمعة لقاء مع وزير الخارجية الألماني فرنك ولتر ستينسمير، تليها ندوة صحفية مشتركة بين وزيريْ خارجية تونسوألمانيا كما يشرف جمعة في اليوم الثاني من الزيارة على أشغال افتتاح أشغال الدورة الثانية للجنة المختلطة التونسية الألمانية... وسيكون له كذلك لقاء مع وزير الاقتصاد والطاقة الألماني يفتتحا على إثره المنتدى الاقتصادي المشترك وتنتظم ظهر نفس اليوم ندوة حوار في منظمة "برتيلسمان ستيفتانغ" بحضور رئيس الحكومة التونسية ووزير الخارجية الألماني وممثل الاتحاد الأوروبي عن دول جنوب البحر الأبيض المتوسط وعدد من الشخصيات. ويعتبر تخصيص جانب هام من الزيارة الى الاشراف على اللجنة العليا المشتركة الالمانية التونسية وعلى المنتدى الاقتصادي المشترك ولقائه مع رجلي الدولة الكبيرين المكلفين بملفي الخارجية والاقتصاد دليل على اهمية الديبلوماسية الاقتصادية في الزيارة الرسمية التي يؤديها جمعة الى برلين .. وهو ما يعكس امتدادا طبيعيا لديبلوماسة اصطلحوا على تسميتها انذاك بديبلوماسية المشوي بعدما خطه انذاك سفير المانيابتونس من كونه كان داعما لتعيين جمعة في القصبة مرفقا ذلك بصورة لهما يتناولان صحن مشوي باحد مطاعم مدينة مجاز الباب المشهورة ببيع لحم الخرفان المشوي على الفحم وعلى الطريق الرئيسية التي تؤدي لباجة ومنها للجزائر .. مشوي يبدو ان رائحته فاحت بسرعة خارج الحدود فكان لزاما بعد ذاك الطبق الدسم ان تقف مجددا المانيا مع جمعة لمساعدته على تجاوز عسر الهضم الناجم عن تخمة نظام تاجير ترك فيه الحبل على غارب النقابات وتخمة صندوق للدعم ذهبت جل موارده في غير محلها ، فهل ستمنحه مسكنات ام تراها تساعدها على علاج جذري .. اللقاءات الانفة الذكر ستكشف لنا ذلك