حضر اليوم أمام الدائرة الجناحية بالمحكمة الإبتدائية العسكرية الدّائمة بتونس شاب يبلغ من العمر 24 سنة يعمل حلاّقا لمحاكمته من أجل تهمة المس من كرامة الجيش والحط من معنويّاته. تفيد وقائع القضية أن أحد الأشخاص ينتمي الى السلك العسكري أخبر أعوان الباحث أنه عندما كانت البلاد في حالة حداد لمدة ثلاثة أيام على خلفية العملية الإرهابية الشنيعة التي استهدفت جنودنا في أحداث هنشير التلّة بالقصرين والتي أودت بحياة 14 شهيدا وإصابة 23 جريحا في سلك الجيش وعندما كان بالقرب من كشك شاهد المتهم يقتني مشروبات غازية وتوجه له قائلا " متفسدش عليّ فرحتي راني مازلت فرحان" ففهم من كلامه أنه يحتفل بوفاة جنودنا البواسل. وقد أقسم اليوم المتهم أمام هيئة الدائرة الجناحية بالمحكمة العسكرية أن يكون احتفل بقتل جنودنا الأبرار، مضيفا أنه يريد أن يكون جنديا يخدم الوطن. وصرح المتهم أيضا بأنه لا يمكنه القيام بتلك الأفعال المشينة. ذاكرا أن شقيقه يعمل في سلك الجيش الوطني بالذهيبة وأن أغلب أصدقائه من سلك الجيش والأمن فكيف له أن يحتفل بوفاة من قدموا حياتهم فداء للوطن. وتدخلت ممثل النيابة العسكرية قائلة أنه منذ الصغر تعلّمنا أن لا "نشمت" في الموت ولا في المرض. مضيفة أنه لا يمكن الفذلكة بدم الأشخاص طالبة تشديد العقوبة على المتهم مع عقوبة تكميلية حتى يعلم الجميع أن تونس لديها قانون يردع كل من يقوم بهذه الأعمال الدنيئة في حق جنودنا وحتى ترتفع معنويات جيشنا ويتأكدوا أن هؤلاء الذين يحتفلون بموتهم لن يفلتوا من العقاب. ورافع محامي المتهم ملاحظا أن الأركان المادية والمعنوية للجريمة منتفية في حق موكله فلا شهادة شهود في القضية ولا مكافحة بينه وبين من ادعى ان منوبه احتفل بقتل جنودنا بجبل الشعانبي. طالبا على أساس ذلك الحكم ببراءته. ثم قررت المحكمة حجز القضية للتصريح بالحكم بعد الجلسة.