اصطف اليوم الناخبون أمام مراكز الاقتراع بحي الزياتين والجبل الأحمر والعمران قبل طلوع الشمس وأغلبهم مسنون، وعبروا عن اعتزازهم بالوطن، وقالوا إنهم فخورون بالمشاركة في ثاني انتخابات حرة ونزيهة بعد الثورة. وقبل فتح مكاتب الاقتراع وخلال وقوفهم في الطوابير وحتى بعد مغادرتهم مراكز الاقتراع دارت بين الناخبين نقاشات "ساخنة" حول الأوضاع الاقتصادية والأمنية التي تمر بها البلاد ولم تخلو من التجاذبات. وأجمع الناخبون على أنهم سيختارون من سيحكمهم لكن سيراقبونه ويحاسبونه وفي الأثناء توافد ملاحظون تابعون لهيئة المحامين ومنظمة عتيد وشبكة مراقبون وآخرون تابعون لقائمات مترشحة للانتخابات وخاصة حركة النهضة وحركة نداء تونس على مكاتب الاقتراع. وقبل فتح مكاتب الاقتراع بمدرسة الجبل الأحمر حي الزياتين 2 عبرت احد عضوات مكاتب الاقتراع وهي طالبة كانت رفقة والدتها عن انزعاجها متذمرة من تعيينها في مكتب اقتراع بعيد جغرافيا عن مقر سكناها بحي الخضراء ومن عدم توفير هيئة الانتخابات وسائل نقل لأعوان المكاتب وعبرت عن خشيتها من الانتهاء من عملية الفرز في وقت متأخر من الليل وتساءلت هل ستضطر للمكوث بالمدرسة حتى الصباح؟ وقاسمها عضو آخر همومها وبين أن المعضلة الأكبر هي حرمانه من حقه في الاقتراع لأنه مسجل بسيدي بوسعيد. وفي مركز الاقتراع الجبل الاحمر بمدرسة حي الزياتين 1 راحت الملاحظة التابعة لهيئة المحامين تجوب كافة أرجاء المركز للتأكد قبل فتح هذه المكاتب من عدم وجود شعارات أو صور للمترشحين أو علامات تبين الانتماء السياسي داخل المركز أو المكاتب ومن أن اللافتة التي تتضمن رقم مكتب الاقتراع واضحة ومن وجود إعلان حظر استعمال المحمول ومن عدم وجود أوراق تصويت أو شعارات أو أرقام بالخلوات وكل ما شأنه أن يمثل دعاية انتخابية والتأكد من توفر الأقلام المعدة للتصويت. وأثار منع حراس مركز الاقتراع فريق لسبر الآراء من الدخول ضجة كبيرة بين الناخبين فهناك من تضامن معهم وهناك من اعتبر صنيعهم خرقا للقانون الانتخابي. أما في مركز الاقتراع نهج بير الكرم بالعمران فكان الحضور الأمني لافت للانتباه، كما توافد عليه ملاحظون عن الأحزاب وعن شبكة مراقبون وطالبوا من رئيس أحد المكاتب بتغيير مكان أحد الخلوات لضمان مسافة كافية بينها لتامين شرط السرية.