دوّن منذ ساعات الشاعر والكاتب خالد الوغلاني على حائطه الفايسبوكي يقول: "أنا لا ألوم الذين يرون تونس من وراء نظارات المرزوقي فيتهجّمون على كلّ من ينقده فهذا الرجل لا يمكن أن يرى وجوده ولا يحقّق ذاته إلاّ بمخاصمة الآخرين لذلك عندما طلب منه أن يكون صاحب قرار مستقلّ عن الخصومات راح يبحث عن خصوم وهميّين ففي وقت ما وجد في التجمعيين عدوّا جيدا يحقّق فيه ذاته فلمّا حلّ التجمع وذهبت ريحه أصبح عدوّه اللّدود بشار الأسد ففعل ما فعل بعلاقاتنا بسوريا وأدخل مصالح البلاد في مطبّات لا يعرف عذاباتها إلاّ أبناؤنا القابعين في سوريا والذين يعانون الأمرين من خلفيات حماقات المرزوقي. وعندما أصبحت خصومة الأسد قديمة بحث المرزوقي عن شيء جديد يهاجمه فتهجّم على الإعلام وحقّق ذاته بالنيل من مؤسّساته وأعلامه ثمّ تهجم على النابلي ولم تهدأ ثورته إلاّ عندما أزاحه من البنك المركزي رغم حاجة البلاد إلى كفاءته في ذلك الوقت ثم تهجّم على بعض قادة الجيش وصعّد حتى أفسد الأمور وغيّر بعض القادة وذهب به الإدّعاء حدّ الزّعم بأنّ انقلابا عسكريا كان يدبّر له في الخفاء. وفي وقت ما تهجّم على الجزائر ولكنه عندما وجد الأمور أكبر منه لبد وسكت ودخل جحره ثمّ وجد في السيسي والمؤسّسة العسكريّة المصريّة خصما يحقق بخصومته ذاته فصال وجال وأفسد علاقتنا بمصر وتجاوز ذلك إلى دولة الإمارات وكاد الإقتصاد التونسي يدفع ثمن ذلك وها هو الآن يجد في السبسي ونداء تونس فزّاعة جديدة يثبت من خلال مخاصمتها ذاته. والغريب أنّه يبرّر ذلك بمواقفه المبدئية... أين مواقفه المبدئيّة عندما تجاوزته النهضة في قضيّة البغدادي المحمودي؟ لماذا لم يستقل وقتها حفاظا على تاريخه كمناضل من أجل حقوق الإنسان؟ صحيح أنّه هاج وماج ولكنّه حسب الأمور جيّدا فوجد أنّه لو خسر النهضة لانتهي وذهبت ريحه. لقد تحوّل هو وبن جعفر إلى بيدقين تلاعب بهما النهضة نداء تونس ويبدو أنّ النهضة اختارته البيدق الرئيس في هذه الإنتخابات. إنّ الحقيقة التي يريد النهضويّون أن يخفوها هو أنّ المرزوقي مستعد لأيّ شيء للبقاء في الرئاسة لقد تخلّى عن الحزب الذي أسّسه لأنّ المؤتمر لم يعد يؤكّل خبزا وترشح كمستقل وهو مستعدّ أن يتحالف حتى مع الإرهابيين أنفسهم للوصول إلى الكرسي أولم ينعت خصومه بالطاغوت استعطافا للمتشدّدين من الإسلاميين؟ أولم يغازل السلفيين عندما تحدّث عن المنقبات في أوّل خطاب له في الرئاسة؟ أولم يستقبل بعض المورّطين في قضايا الإرهاب فى قصر الرئاسة؟ أنا لا أدعو إلى أحد فليس هناك من قدّيس في هؤلاء المترشّحين فكلّ واحد منهم لا يخطّط إلاّ على قياس نفسه ولكن يؤسفني حقا أن يصل الحقد ببعض من خسروا الإنتخابات التشريعيّة أن يدفعوا برجل مختلّ المدارك مهتزّ الشخصيّة مصاب بجنون العظمة إلى قيادة بلاد رأسمالها العقلانيّة في السلوك والوسطية في المواقف والرصانة في العمل. من حقّ النهضة أن تخاصم السبسي ومن حقها أن تقف في وجهه بمرشح مثل سمير ديلو أو عبد الفتاح مورو أو حتى حمادي الجبالي أمّا أن تنسحب في العلن وتحرّك بيدقا كالمرزوقي فليس في ذلك أيّ خير للبلاد وأدنى نفع للمسار الديمقراطي." وقد وردت بعض التعاليق على إثر كتابة هذه الأسطر وذلك بين مؤيّد يشيد بالأفكار الواردة فالبعض إكتفى بعبارة "رائع" والآخر اعتبر أنّه "مقال جيّد" في حين ورد تعليق آخر يعتبر هذه الأسطر "خالية من الحياد".