الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    المسرحيون يودعون انور الشعافي    أولا وأخيرا: أم القضايا    بنزرت: إيقاف شبان من بينهم 3 قصّر نفذوا 'براكاج' لحافلة نقل مدرسي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    نابل.. وفاة طالب غرقا    مدنين: انطلاق نشاط شركتين اهليتين ستوفران اكثر من 100 موطن شغل    كاس امم افريقيا تحت 20 عاما: المنتخب ينهزم امام نظيره النيجيري    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    منتخب أقل من 20 سنة: تونس تواجه نيجيريا في مستهل مشوارها بكأس أمم إفريقيا    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    الطبوبي: المفاوضات الاجتماعية حقّ وليست منّة ويجب فتحها في أقرب الآجال    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    عيد الشغل.. مجلس نواب الشعب يؤكد "ما توليه تونس من أهمية للطبقة الشغيلة وللعمل"..    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    كأس أمم افريقيا لكرة لقدم تحت 20 عاما: فوز سيراليون وجنوب إفريقيا على مصر وتنزانيا    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    ترامب يرد على "السؤال الأصعب" ويعد ب"انتصارات اقتصادية ضخمة"    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    كرة اليد: الافريقي ينهي البطولة في المركز الثالث    Bâtisseurs – دولة و بناوها: فيلم وثائقي يخلّد رموزًا وطنية    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    عاجل/ اندلاع حريق ضخم بجبال القدس وحكومة الاحتلال تستنجد    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    تعرف على المشروب الأول للقضاء على الكرش..    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حمادي الجبالي (الرئيس السابق للحكومة وأمين عام حركة «النهضة») ل«التونسية» (2): لهذا السبب، عندي مشاكل داخل «النهضة»
نشر في التونسية يوم 15 - 08 - 2013

(تونس) في الجزء الثاني من حوارنا مع «المهندس» حمادي الجبالي لم يتردد رئيس الحكومة السابق في تسمية الأشياء بأسمائها ووجّه سهامه يمينا وشمالا... وعلى امتداد لقائنا بدا الجبالي حاسما واضحا، ينتقي عباراته بعناية ليؤكد الفكرة ويعيد الشرح ضمانا لتبليغ المعنى لإخوانه داخل «النهضة» وللمعارضين في الضفة الأخرى... في ما يلي الجزء الثاني من حوار «التونسية» مع الرجل... حاوره: محمّد بوغلاّب هل هناك اتصالات بينك وبين الباجي قائد السبسي؟ لا، في جلسات لا ، ولكن العلاقات موجودة رغم كل شيء ومع قيادات «نداء تونس»؟ لا مازلت وسوف أسعى لتحقيق ذلك لا تغلق الباب؟ لا، «لا ما عنديش خطوط حمراء في الأمور هاذي» ولا أهتم بالشكليات، هذا الشخص أو ذاك لا أقابله، أنا مثلا لا أعرف إنتماءك الفكري أو السياسي ولكني جلست إليك وأعطيتك هذه المقابلة الصحافية المطولة، لا يهمني لونك ولا اعتقاداتك ، لا يهمني إن كنت قريبا أو بعيدا من الناس الذين أتحدث عنهم، وتأكد أني لن أسالك ما هو موقفك السياسي، ومهما كان موقفك فأنا ألاقيك وأتحدث إليك في حدود الإحترام المتبادل والأخلاق، أعود وأقول أنا أفرّق بين الشكل والمحتوى، يمكن أن نختلف ولكن لا يمنع ذلك أن نجلس ونتحاور، بعد ذلك نخرج بنتيجة أو لا، هذه مسألة ثانية، وبصراحة مازلنا بعيدين عن هذه العقلية التي تؤمن بأننا قادرون على التسامي على اختلافاتنا وخلافاتنا ولذلك ترى وتسمع وتقرأ تعاليق من قبيل «كيفاش قابل هذا وكيفاش صافح هذا أو ضحك له؟» مع الأسف مازلنا في هذا المستوى من التمدن، أنا شخصيا مستعد للتحدث مع الجميع مع حمّة الهمامي أو غيره رغم أني أعرف مسبقا مواقفه، سنة 1985 اجتمعنا كأطياف للمعارضة معا بمن في ذلك سي محمد حرمل(زعيم الحزب الشيوعي آنذاك) الله يرحمه، وتعالت بعض الأصوات من «النهضة» «كيفاش هاذم كفار ؟» اجتمعنا معا واكتشفنا أننا كنا نتراشق بالتهم عن بعد، حين تحاورنا فهم كل طرف الطرف الآخر. ما يثير استغرابي هو أن منطق campus (المركب الجامعي) زمن السبعينات والثمانينات هو الذي يحكم الساحة السياسية اليوم ونحن في سنة 2013 ، هذه الجماعة تحنطت وعادت إلينا في ثوب قيادات للبلاد ، مأساة والله لأن هؤلاء عادوا بنفس العقلية والمنطق «متاع المركب الجامعي» وهو منطق التنافي. الاتهام ذاته يمكن توجيهه لقيادات من «النهضة» تعيد إنتاج الخطاب ذاته أيام الجامعة وأعني بذلك خصوصا قياديين سابقين للاتحاد العام التونسي للطلبة؟ «يا ولدي انا قلت لك» من الجانبين، أنا أتحدث عن خطاب سياسي من الطرفين منّا ومنهم، هل تريد وضوحا أكثر من هذا؟ لم أقل لك إن طرفا واحدا ولكن الزمن تطور والبلاد تطورت وهم مكثوا حيث كانوا منذ عقود. ألا تخشى أن يؤدي خطابك النقدي هذا إلى خسارة رصيدك داخل حركة «النهضة»؟ ليست لي مصلحة أو منفعة أتشبث بها لأقيس مواقفي بحساب الربح والخسارة ، تأكد من ذلك، أنا أشعر بنفسي حرّا. انت أمين عام حركة؟ ولو؟ المسؤولية الحزبية لها قيودها وإكراهاتها؟ لا، أشعر بنفسي حرا أكثر من أي وقت، وهذه قوة حركة «النهضة». هل هناك تنسيق بينك وبين الشيخ عبد الفتاح مورو في المواقف ؟ لا يمكن الحديث عن تنسيق مسبق بيننا، نحن نجلس معا في مؤسسات الحركة. هناك تقارب بينكما في الموقف؟ طبعا. تتفقان في تمردكما على منظومة حركة «النهضة»؟ ليس على وزن حركة تمرد الفالسة المستأجرة، ليس تمردا، يقال هذا لأنكم غير مطلعين على ميكانيزمات حركة «النهضة» ويا ليت تتاح لكم الفرصة لحضور مداولات مجلس شورى الحركة أو مكتبها التنفيذي، ستتغير كثير من الأحكام المسبقة ، كما أتمنى لو تحضرون اجتماعات المكتب السياسي ل«نداء تونس» وغيره من الأحزاب. هل تلتقي بالشيخ مورو خارج مؤسسات الحركة؟ طبعا، ولقاءاتنا ليست سرية وراشد الغنوشي يعلم بلقاءاتنا، نتحدث بشفافية مطلقة «ما عناش تراكن» تأكد من ذلك، وليس لي مصلحة في التنسيق الفردي مع مورو أو غيره، لو كنت أريد تأسيس حزب لفعلت ذلك لكن ليست هذه هي مشكلتي... مشكلتي الآن هي تونس. هل يمكن للفريق أول المتقاعد رشيد عمار أن يكون له دور في هذه المرحلة؟ إسأله، ليس لدي فكرة. أسأل عن تقديرك الشخصي؟ لا «ما نعطيكش رأي في هذا، ما ندخلش في المزايدات هاذي» إسأله هو ، وفي نهاية المطاف ما المشكل إن كانت له طموحات للعب دور سياسي؟ شبيه؟ ممنوع؟ الرجل استقال والآن خرج للحياة المدنية، شبيه موش تونسي؟ ما هذا الخوف ؟ أنا لا أرى شروطا على أي تونسي يريد خدمة بلاده مستقلا أو ضمن حزب. قبل فترة قمت بجولة خارجية شملت بريطانيا وكندا والولايات المتحدة ولم يكتب سطر واحد عنها في الموقع الرسمي لحركة «النهضة» التي أنت أمينها العام فهل هذا عادي؟ لا ليس عاديا بالمرة، أجيبك بالصراحة التي تعلمتها داخل حركة «النهضة» وأتحدى الآخرين أن يتحدثوا بهذه الشفافية، ليخبرونا مثلا ما موقف الأطراف المكونة ل«نداء تونس» وللإتحاد من اجل تونس بعد إعلان الباجي قائد السبسي ترشحه للرئاسة؟ حتى سي نجيب الشابي قال عندو الحق ، هذا مشكل الأحزاب التونسية يدّعون الديمقراطية ولا يعيشونها في احزابهم ، انا قلت لك، على الرغم من مساوئ «النهضة» فنحن نعيش ديمقراطية غير مسبوقة داخل الحركة. والتعتيم الممارس ضدّك؟ غير عادي(يكررها ثلاث مرات) غير عادي ألّا تغطى أخبار الأمين العام وربما كان على الأمين العام ان يوفر المادة الصحفية عن هذه الزيارات، ربما لم أهتم بهذا الجانب، وبطبيعة الحال في «ميركاتو» الإعلام، «كل واحد» يؤوّل الجولة التي قمت بها على هواه، وأنها حملة رئاسية فضلا عن تشويه الصورةّ، على كلّ التونسي ذكي وتصعب مغالطته. سي حمادي لماذا هذا الموقف السلبي من الإعلام؟ لا، لا، لا خليني نكمّل إجابتي. لا يمكن التعميم على الكلّ ؟ انا لا أعمّم «وما نحبش نعمم» انا قلت لك إن الخط التحريري لأغلبية وسائل الإعلام منحاز، انتم تعرفون أن الخبر مقدس والتعليق حر، ولكن المطلوب من الصحفي ان يقف رغم ميولاته وانتماءاته على نفس المسافة من كل الأطراف ويترك الحكم للقارئ والمشاهد والمستمع، هل دور الصحفي ان يتخذ موقفا سياسيا من الخبر الذي يقدمه؟ حين كنت رئيسا للحكومة، لماذا لم تقوموا بإصلاح الإعلام العمومي؟ «هاو جيتك» أنت تتفق معي على التشخيص الذي قدمته؟ أنا لا أطلب من الإعلام أن يكون مواليا للنهضة أو للحكومة. لماذا لم تبادروا بإصلاح الإعلام العمومي؟ التشخيص لا يهمّ الإعلام العمومي فقط، هل تريد أن أستعرض معك العناوين التي تمارس الانحياز الشامل؟ هناك 12 عنوانا « تحب نجيبهملك؟» سي حمادي هل يعقل أن الصحافيين لم يتحصلوا إلى غاية اليوم على بطاقة صحفي محترف لسنة 2013 ونحن في شهر أوت؟ يؤسفني أن الإعلاميين لا يقرؤون قراءة نقدية واقع قطاعهم ويكتفون بالقول «موش صحيح»، علينا أن نتحلى بالشجاعة حتى لا يصبح الحديث نوعا من الدجل. لا بد من الاعتراف بأن الصحافيين لهم انتماءات إيديولوجية سياسية مصلحية غلّبوها على قواعد العمل، على الصحفي أن يخلع جبة الانتماء حين يمارس مهمته ويلتزم بقواعد العمل الصحفي وبأخلاقيات المهنة وميثاق الشرف ليكون مرآة عاكسة فقط «إذا تقلّي لا، انت حرّ» أنا كنت مدير جريدة (جريدة «الفجر» لسان حال حركة «النهضة») واذكر انه إتصل بي مدير لا أذكر ماذا بالوزارة وطلب مني ألّا أنشر بيان محمد مواعدة(حركة الديمقراطيين الاشتراكيين) فأجبته «مانيش نخدم عندك» واعتقد أنهم قرروا منذ ذلك الوقت إغلاق الجريدة ، هذا الطلب وجّه لي وانا أمين عام حركة «النهضة» فما بالك كيف وجّه إلى بقية الصحفيين؟. لا تصلح لأن تكون مديرا لجريدة في تونس سي حمادي؟ (يضحك) أخشى أن أكون لا أصلح مسؤولا حزبيا أيضا. في شهر ماي حضرت حفل استقبال بسفارة كندا حول بعث معهد لتكوين القيادات بحضور عميد جامعة فرجينيا وممثل جامعة أكسفورد وعدد من السفراء وكان يفترض ان تسند الرئاسة الشرفية لهذا المعهد لكم، فهل صحيح ان حكومة علي العريض كان موقفها سلبيا من هذا المشروع؟ هذا المشروع أبرم بشأنه إتفاق منذ كنت رئيسا للحكومة بتمويل دولي بين طرف داعم وجامعات والحكومة التونسية، وكان شعورنا أننا إزاء مشروع طلائعي لتونس ولبلدان الثورات العربية بتكوين جيل من القيادات للدولة وحتى للأحزاب السياسية « الناس الكل فرحانين بالمشروع». إلاّ حكومة العريض؟ هذا كلامك انت. انا أسال لا... أنت تريد أن تدفعني إلى تبني إجابتك وموقفك أنت (يضحك بكثير من العفوية) سي علي(يقصد رئيس الحكومة علي العريض) مقتنع بالمشروع وقال لي هذا التزام وهذا أمل بالنسبة إلينا أن يكون لنا في تونس معهد بهذا التخصص في هذه المرحلة بدعم دولي ولكن «نحبّو نشوفو شنوة هذا» ونعيد النظر في الملف... ولكن هناك ايضا تجاذبات «علاش حمادي؟» لماذا هذه الجامعات دون غيرها ؟ وتهنا في هذه التفاصيل، ومع الأسف فات الوقت. هل أجهض المشروع؟ مع الأسف أجهض المشروع لأننا كنا ملتزمين بروزنامة عمل، وأنا أسأل لماذا سوء الفهم ولماذا هذه البيروقراطية؟ تريدون التثبت «ثبتوا على أرواحكم» ولكن هناك حكومة تمثل الدولة التونسية وافقت على المشروع وأمضت، وكان يفترض انه في إطار استمرارية مؤسسات الدولة أن تستكمل بقية الخطوات، ولكن ما العمل؟ هذه فرصة تم تفويتها. هل حسمت «النهضة» قرارها من قانون تحصين الثورة؟ لا لم تحسم، اعتبر انّ الرأي الغالب في «النهضة» مع هذا القانون، دعوتي وأكررها، الوضع في البلاد يتطلب مقاربة أخرى وأدعو إلى أن تكون الأولوية لقانون العدالة الانتقالية الذي يتضمن هذه المسألة حتى لا نضيع الوقت ولا نضيع الجهد وحتى لا نترك تعلّة للذين يريدون تمرير هذا القانون من الطرف الآخر. هل أنت ضد قانون تحصين الثورة؟ أنا ضد أن يمرر بهذا الشكل وفي هذا الوقت، انا ضد مبدئية حسم القضايا بهذه الطريقة، ولكن تحسم بالعدالة والقضاء وبالحزم والعمل الجاد لأن ثمة أناس يجب أن يحاسبوا ولكن ليس بهذا الشكل. ما تعليقك على استقبال الرئيس المؤقت للدكتور حامد القروي زعيم «المبادرة الدستورية»؟ «والله مانيش عارف ما قصد سي المنصف؟» لا أريد الدخول في التأويلات ولكني اعتبر أنه مع المحاسبة القانونية لا بدّ من الحرية في النشاط بعد ذلك ، الفيصل هو المحاسبة ضمن القانون، بعد ذلك «سي حامد» أو غيره ليس مشكلة، وأقول لك لم لا ؟ إذا تمت المحاسبة بضوابط قانونية وبالعدل والإنصاف بعيدا عن التشفي، وأنا هنا أطرح السؤال متى سجن هؤلاء؟(يقصد وزراء العهد السابق) ألم يكن ذلك في ظل حكومة سي الباجي؟ لماذا هؤلاء دون غيرهم؟ وانا أسال لماذا هذا الانتقاء؟ هل انقطعت علاقتك بالدكتور حامد القروي؟ لا إطلاقا. هل تلتقيان؟ أقابله كما أقابل غيره هل انقطعت علاقتك بإبنه نجيب القروي(كان الطبيب الخاص لرئيس الحكومة السابق، وهما صديقان منذ زمن طويل قبل أن تحدث جفوة بينهما)؟ لا، هو صديقي ولكن أنا دائما لا يتكلم باسمي أحد، أنا افرّق بين العلاقات الشخصية وعلاقات العمل السياسي، نجيب هو أقرب الناس إليّ من حيث العلاقات الشخصية ولكن في المقاربة السياسية ربما نلتقي وربما نختلف، ولكن دائما ألحّ على من هم حولي سواء عندما كنت في الحكومة أو اليوم أوغدا بأني مستقل أتخذ قراراتي بمسؤولية، استشير من هم حولي ولكن لا احد يتكلم باسمي نجيب أو غيره «دائما نحب نعيش بالاحترام» أنا عندي شخصيتي ومقاربتي وقراري الذي لا أراعي فيه لا روابط القربى أو الصداقة إن تعلق الأمر بالشأن العام ومصلحة البلاد، وربما لهذا السبب عندي مشاكل داخل «النهضة» وخارجها. يلام عليك (مقاطعا ) يلام علي من الناس الكل. يلام عليك التعيينات حسب الانتماء للنهضة أو الولاء لها ويمكنني أن اعرض عليك بعض الأرقام وفق الإتحاد التونسي للمرفق العام وحياد الإدارة:86 بالمائة من التعيينات على رأس المرافق العامة للنهضة، 19 واليا من 24 من «النهضة» او موالون لها،229 معتمدا ترابيا من 263 من «النهضة» أو موالون لها،284عمدة من 324 من «النهضة» أو موالون لها؟ طيب، لنفتح هذا الملف الذي فيه نقد حتى من داخل «الترويكا» نفسها، ربما أصدمك إذ أقول لك إن «النهضة» لم تقم بواجبها في التعيينات كما ينبغي، كثير من المواقع نعاني منها تتحكم فيها خيوط الدولة العميقة. رغم كل هذه التعيينات؟ هل تعرف أن هذه التعيينات لا تمثل واحدا من الألف، هل سمعت بقرار
السيسي(وزير الدفاع المصري) بتغيير المحافظين(الولاة) ؟ «على بعضو» وجلّهم من الجيش والشرطة «حتى واحد ما تكلّم»... هناك فخ تريد بعض الأطراف إيقاعنا فيه انه لا يحق لنا أن نعين لا وزيرا ولا رئيسا مديرا عاما إلا بعد أخذ الإذن مسبقا ، يريدون أن يقولوا لنا نحن نريد تقاسم الحكم معكم دون أن نكون فزنا في الانتخابات، وفي المقابل لا يحق لكم أن تتدخلوا في شؤوننا «هوما يحبوا يعملونا مركّب نقص» L'intimidation أنا أسأل هل يحق لنا قانونا أن نقوم بهذه التعيينات أم لا؟ أنا كرئيس حكومة يحق لي تعيين الرؤساء المديرين العامين ، والوالي هل هي خطة سياسية أم لا؟ هل أصبحت التعيينات تهمة؟ أي نعم الوالي موال للحكومة التي انتخبت، أما الإدارة فلا، نحن لسنا في موضع اتهام، الآن نتحدث عن الواقع، كل فائز في الانتخابات يعين في المواقع السياسية من يوافقه في البرنامج. والتعيينات في الإدارة؟ «خليني نجاوبك... في عقلك» (بمعنى تمهّل). الولاة منصب سياسي ورغم ذلك أسأل كيف عرفوا أن الولاة نهضويون؟ هل بلحاهم أو بعلامة الصلاة(علامة السجود) ؟ مثلما كان يفعل بن علي ؟ هل رأيت قلب الموازين؟ يضعك في الفخ ثم تصبح متهما وعليك أن تبرر وتدافع عن سياستك والحال أننا على حق ونمارس صلاحياتنا وفق القانون . بكل وضوح أقول إن الذين عينتهم جميعا كانوا من منطلق الكفاءة، ربما اخطأت والآن لا بدّ من لجنة وطنية مستقلة لا من الأحزاب، هؤلاء لا أثق فيهم لا في تسميات ولا في إقالات، لن اقبل ذلك منهم وأدعو حركة «النهضة» إلى عدم القبول بلجنة حزبية تراجع التسميات لأن هذا ما يريدون وهذا ما كانوا يحلمون به، لا بد من لجنة مستقلة تعتمد مقاييس علمية في الكفاءة وإذا أخطأنا تتم مراجعة التعيين. سي حمادي من تمت ترقيته وفق القانون لا يمكن التراجع فيها ؟ هذا، الممكن، خلينا واضحين، هؤلاء يريدون إخراج «النهضة» من الحكم الديمقراطية هي التداول على السلطة؟ التداول عبر الانتخابات ولكن هؤلاء يريدون إخراج «النهضة» الآن، مشكلتهم أنهم يظنون أنفسهم أذكياء وأول درجة في الغباء أن تظن خصمك غبيا ويقل ذكاء عنك، أنظر الزوبعة حول التعيينات في الداخلية ما الهدف منها؟ الهدف واضح «يا نهضة أخرجي من الحكم لنحلّ محلّك دون انتخابات» لذلك اشدد على ضرورة تشكيل لجنة وطنية مستقلة ومحايدة للنظر في التعيينات، أما دون ذلك فانصحهم بالنسيان، ما دون ذلك انقلاب، بأي منطق لا يحق لي أن أعين وزيرا أو واليا وسي حمة الهمامي يريد تنصيب حكومة بأكملها؟ حكومة إنقاذ وطني محايدة؟ من عيّنها؟ جبهة الإنقاذ؟ يتميز موقفك من رابطات حماية الثورة بالتردد إذ تجمعها بتنظيمات أخرى ؟ (مقاطعا) ليس صحيحا ولا يوجد أي تردد في موقفي، أقول وبصراحة ، هؤلاء(يقصد المعارضة) دائما يقصدون غيرهم وينسون أنفسهم، الآن الميليشيات في كل مكان، الذين اقتحموا الولايات والمعتمديات ولجان حماية الثورة والذين يكوّنونهم في الاتحادات(دون تحديد؟) لم أكن غامضا او مترددا، قلت كل هؤلاء إما يلتزمون بالقانون او يتم حل التنظيمات بالقضاء فليس من أدوارهم حماية الثورة او حماية الناس أو حماية الشارع او التدخل في اجتماعات عامة ولكن هذا ينسحب على الجميع وإن كانوا يقصدون رابطات حماية الثورة فقط فهم مخطئون. ما موقفكم من حادثة الاعتداء اللفظي على الوزير محمد بن سالم في الحمامات؟ (هنا سألني سي حمادي عن تفاصيل الواقعة لأنه لم يكن على علم بها، ثمّ علّق قائلا)إذا كنا سنمضي في هذه الطريق فتأكد أنه لن تكون هناك لا انتخابات ولا ديمقراطية وكل هذه الممارسات مهما كان مصدرها أو المستهدف منها غير مقبولة. في 12جانفي 2012 حضرت اجتماعا تنسيقيا في غدامس الليبية جمع تونس والجزائر وليبيا، هل تشاطر الرأي القائل بأن حكومة العريض مقصرة في التنسيق الأمني مع جارتينا؟ لا حسب علمي، اعرف أن تنسيق الجيوش جيد رغم تفهمنا للوضع الليبي في هذه المرحلة، مع الجزائر تنسيق كامل، في ما يخص الأمن والديوانة مازال المجال للتعاون والتنسيق أكبر، إرادة الإخوة في ليبيا صادقة ولكن بسط نفوذ الدولة ميدانيا يحتاج إلى وقت، ولا أميل إلى القول بأنه يوجد تقصير إرادي من الحكومة الحالية ولكن المسألة تتعلق بآليات التنسيق والظروف الموضوعية لتحققه. هل يمكن أن نرى حمادي الجبالي خارج «النهضة»؟ تأكد أن هذا الموضوع يحكمه معيار واحد. (مقاطعا) مصلحة البلاد ؟ «ما نحبّش نكون خارج تونس وخارج الثورة وخارج المسار الديمقراطي، إذا كان ثمن هذا خروجي من أي تنظيم او موقع فليكن» لأن الحزب ليس غاية في حد ذاته بل الهدف هو خدمة بلادنا، نريد ان نتنفس حرية وديمقراطية في تونس اليوم. من يغادر ماكينة «النهضة» ينتهي مستقبله السياسي؟ ليس لي هذا التفكير أصلا. جرّبها عبد الفتاح مورو في انتخابات 23 اكتوبر ثم عاد إلى ماكينة «النهضة»؟ لا يهمني كثيرا هذا الاعتبار، ما يهمني ألاّ أكون خارج بلادي وخارج قناعاتي ، تأكد اني الآن في وضعية الحرّ، أتمتع بحريتي كما لم أكن في يوم ما، من قبل. هل ستكون مرشح «النهضة» للرئاسيات؟ أولا أنا لم أقرر بعد هل سأترشح أم لا، وفي كل الحالات موقفي واضح وعبّرت عنه أكثر من مرة، إن إستقرّ الرأي على ترشحي للرئاسة فسأكون رجل وفاق. لن تكون مرشحا حزبيا؟ لن أكون تحت لافتة حزبية لأن هذا مضر للنهضة وللبلاد، وكل من سيترشح بلافتة حزبية سيضر تونس. كلمة أخيرة تختم بها حوارنا؟ للشعب التونسي أقول أنت المؤتمن على ثورتك، وأنا أعتذر لكم عن تقصيري أنا لم أفشل ويكفيني شرفا أني خدمت بلادي في أول حكومة منتخبة بعد الثورة ثورتكم أمانة في رقابكم، أعرف أن هناك خيبة أمل لدى السياسيين الذين قصروا في تحمل الأمانة بجميع أحزابهم ومؤسساتهم وأبدأ بنفسي قصّرت حين رضيت بأشياء ولم أنجز أشياء. أنت اعترفت بالتقصير واعتذرت، غيرك لا يعتذر؟ لا يهم، سيقول التاريخ كلمته فينا جميعا، اقول هذه دعوة للشعب التونسي ليحافظ على ثورته وألاّ يفرط فيها بأي شكل من الأشكال والعودة إلى الوراء كما حدث في مصر لا قدر الله ، كما أدعو التونسيين إلى الإعلاء من قيمة العمل لأننا نعيش مرحلة عطالة وبطالة ولا أعني العاطلين عن العمل، هذه بطالة شعب كامل عندك فئة تكدّ بدرجات أما الأغلبية فتقتات من عرق هذه الفئة القليلة «خلينا واضحين» نحن شعب لم نعط القيمة الحقيقية للعمل، أعطيك مثالا نواب المجلس التأسيسي أرجوكم «إلتزموا بالتوقيت، إبدؤوا بهذه الجزئية وهذا ينسحب على كل إطار وموظف وعامل، أرجوكم، لا تضعوا هذا الوزر على الثورة، أنا ألزم نفسي وأطلب ذلك من عائلتي ومن يعمل معي وأدعو الشباب التونسي للعمل وخاصة حاملي الشهائد فهم رغم كل شيء قادرون على الإبداع، أنا لا أطلب منهم أن يجمعوا الزيتون بل أدعوهم إلى بذل الجهد عوض المرابطة في المقاهي، هل رأيت عصفورا ماكثا طيلة اليوم في عشّه؟ يا سبحان الله. أما الطبقة السياسية والأحزاب السياسية فأقول لها حذار، أنتم في وضعية تسلل وأدعوها إلى الاستفاقة فصراعاتكم لا تعني الشعب التونسي ولا فائدة فيها «للتوانسة» بل هي صراعات من أجل مصالحكم الشخصية. بعيدا عن السياسة، هل تابعت نهائي الكأس بين النجم الساحلي والنادي الصفاقسي؟ بصدق لم أكن على علم مسبق بموعد المباراة وسمعت بالنتيجة لاحقا، كنت مشغولا بإلتزام آخر وهي مناسبة لأهنئ النجم الرياضي الساحلي بالتتويج. هل أنت من أحباء النجم الساحلي؟ نعم ولكن ليس بأي ثمن، أنا محب للنجم دون تعصب وأحترم اللعب الجميل الذي يتميز به النادي الصفاقسي، الكرة التي أحبها هي الكرة النظيفة والجميلة...

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.