قال السفير التونسي لدى روسيا علي قوطالي معلقا على الانتخابات البرلمانية التي جرت في اكتوبر إن تونس قدمت مثالا للانتقال السلمي إلى الديمقراطية. وصرح السفير التونسي أثناء طاولة مستديرة نظمتها وكالة «روسيا سيغودنيا» أن الانتخابات نظمت من قبل الحكومة المشكلة في نهاية جانفي وفقا للدستور. وقد كانت هذه الانتخابات الأولى بعد تغيير السلطة في جانفي من عام 2011. كما قال: «إن التطورات في تونس تجري بشكل سلمي. إنها منافسة صريحة وصادقة بين مختلف الأحزاب السياسية، الأمر الذي يبدو واضحا من خلال الحوار الوطني بين القوى السياسية المختلفة. وأشار إلى أن تونس تملك بعض الميزات التي ساهمت في هذا التطور. وقال قوطالي: «هذه البلاد تملك تاريخا قديما. لقد كان هناك الكثير من الأحداث السياسية الهامة في تاريخ تونس. فعلى سبيل المثال، تم اعتماد الدستور في عام 1861. وحققت تونس الكثير من الانجازات الأولى في العالم العربي. فقد أعلنت المساواة بين الرجل والمرأة الأولى في العالم العربي». وأشار إلى أن تونس لا تعاني من انقسام حاد بين الأحزاب السياسية والعلمانية، كما هو الحال في غيرها من البلدان العربية، حتى أن حزب «النهضة» الذي يوصف بالإسلامي في الصحافة يحترم مبادئ الديمقراطية. وقال إن هذا الحزب بالذات أعلن مبدأ التوافق الوطني وحث على حل القضايا من خلال المفاوضات والوسائل السلمية عندما كانت تونس تعاني من بعد الأزمات. وأعرب عن أمله بالحفاظ على هذا التوافق الوطني الذي سيساعد على التغلب على الأزمات السياسية والاقتصادية. وأشار إلى أن بلاده تنتظر دعم المجتمع الدولي للانتخابات الرئاسية، التي برأيه، ستساعد على إتمام عملية الانتقال إلى الديمقراطية. وأولى السفير اهتماما خاصا للعلاقات بين روسياوتونس على خلفية التغيرات التي تحدث في البلاد. ولفت الانتباه إلى أن تونس تحظى بشعبية كبيرة بين السياح الروس، على الرغم من التغييرات التي تحدث في البلاد، مشيرا إلى أن البلاد تجذب سنويا حوالي 300 ألف سائح روسي. ويعتقد السفير أن الانتخابات ستعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين. فقد قال: «هذه العلاقات تتطور وستتطور أكثر بعد الانتخابات المقبلة. إذ ستصبح فرص الاستثمار والتعاون الاقتصادي أوسع. وندعو شركاءنا في روسيا للنظر إلى تونس كبلد مفتوح مستقر، يحتل مكانة هامة شمال أفريقيا. وندعو المستثمرين الروس إلى المشاركة في النشاطات الاقتصادية في تونس والبلدان المجاورة عن طريق تونس»..