بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الخارجية، د. منجي الحامدي ل «التونسية»: أنا «ولد بورقيبة» ومهدي جمعة Grand Leader
نشر في التونسية يوم 08 - 09 - 2014


سياستناالخارجية«صفر من الأعداء»
موسكو تدعم الانتقال الديمقراطي بتونس أمنيا وعسكريا
من حق «التوانسة» أن يعرفوا «وين ماشين»
سنرفع التأشيرة عن السياح الروس
حاوره : محمد بوغلاّب
على سفر دائم بين دول العالم يحمل في حقيبته الديبلوماسية جانبا من إنتظارات التونسيين وتشوقهم لرؤية بلدهم آمنا، يحقق نموا مطردا وتوزع خيراته بين كل فئات التونسيين ...
هو وزير خارجية تونس في حكومة «انتقالية» لا سند حزبي لها ولكنه لا يكل من الحديث عن تونس المستقبل وكيف نعيد بلادنا إلى الساحة الدولية بلدا مستقرا جذابا للسياح وللاستثمار الأجنبي ...
لم يتردد الوزير الذي لا ينسى أن يذكرك بأنه قادم من أحد أرياف سيدي بوزيد في أن يصارح وزير خارجية فرنسا دون تلعثم ليلفت إنتباهه إلى أن تونس ليست أقل شأنا من دول أوروبا الشرقية التي حظيت بسخاء فرنسي ...وبأن تونس لا تنتظر حسنة أو صدقة من أي كان بل تقترح رؤية مجتمعية متكاملة على أصدقائها ولا تطلب سوى دعمها لتحقيق هذه الرؤية...
وفي كل زياراته الخارجية نجح الدكتور منجي الحامدي في أن ينسج علاقات ودية لتونس محافظا على كرامة البلد رغم صعوبة الظرف الاقتصادي فلم نره مستجديا أو مطأطئا رأسه بل تعامل بندية مع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي وتحدث خلال الندوة الصحفية بأنجليزية متقنة عن تونس باعتبارها بلدا يبني ديمقراطيته الناشئة دون إقصاء لأي تيار سياسي...
لقاؤنا في مكتبه بوزارة الخارجية كان أياما قليلة بعد عودته من موسكو حيث التقى بنظيره سرغاي لافروف ووزير الرياضة «القوي» المشرف على متابعة العلاقات التونسية الروسية.
وحين دخل «الحاجب» ليضع فنجانين من القهوة على الطاولة، فاجأني الوزير بسؤاله «الحاجب» أنت جديد هنا؟ رد الرجل بعد أن رفع عينيه نحو مخاطبه» نعم سيدي الوزير» ، فما كان من وزير الخارجية إلا أن تجاذب معه أطراف الحديث يسأله عن ظروفه وهل هو مرتاح في عمله أو لا، ورحب به وكأنه أحد مساعديه المقربين ....لم تصدق أذناي ما سمعت وأظن ذلك الحاجب إلى الساعة يسأل نفسه أي وزير هذا الذي ينتبه لعون بسيط مثلي ويسأله عن راحته ...
كان لافتا للانتباه أن رئيس الحكومة لم يزر روسيا الاتحادية خلال جولته الدولية وبدا وكأنه ولّى وجهه نحو الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا دون غيرها، ولهذا كانت زيارتك لموسكو يومي 1و2 سبتمبر مفاجئة إلى حد ما؟

تعرفون ولا شك أن سياسة تونس الخارجية تضبط بالتشاور مع رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية ومنذ تولى حكومة السيد مهدي جمعة مقاليد الأمور كان خيارنا أن تكون ديبلوماسيتنا خارج سياسة المحاور وبأن نحافظ على علاقات بلادنا مع شركائنا التقليديين وندعمها ولكن نبحث عن أسواق واعدة وعن شركاء جدد من الدول الصاعدة وفي هذا الإطار كانت زيارات رئيس الحكومة لدول الخليج التي تناسيناها في الماضي والجولة الإفريقية لرئيس الدولة وزيارتي الأخيرة لموسكو ، تعرف أن روسيا دولة غنية بالثروات وقد تجاوزت المملكة العربية السعودية في إنتاج البترول وروسيا اليوم اكبر منتج للغاز في العالم ويبلغ فائض الميزان التجاري الروسي 180مليار دولار في السنة ...
هناك إذن إمكانيات هائلة للتعاون ، وقد اغتنمنا فرصة الحظر الروسي على عدد من المنتجات الأوروبية وعبرنا عن استعداد تونس لتوفير عديد المنتوجات الفلاحية والسمكية وتم خلال الزيارة الاتفاق على تصدير 25 ألف طن زيت زيتون وهي كمية معتبرة خاصة إذا علمنا أن إنتاجنا لهذه السنة سيناهز 300 ألف طن نصدر منها 60 ألف طن للإتحاد الأوروبي ، كما طلبوا منا منتوجات أخرى مثل الدجاج وبعض المواد الفلاحية، وبعد أسبوعين سينتظم منتدى الأغذية العالمي في موسكو الذي ستحضره وزيرة التجارة وأعتزم محادثة السيد رئيس الحكومة ليشجع وزير الفلاحة للمشاركة في هذا المنتدى وهي فرصة للتوقيع النهائي على هذه الاتفاقيات المبدئية.
هل لتونس القدرة على توفير الحاجات الروسية؟

نعم ولكننا لا ندعي أننا سنوفر كل الحاجات بل جزءا منها إلا في زيت الزيتون وقد ثمّن الروس المقترح التونسي الذي سيساهم في تعديل اختلال التوازن بين وارداتنا 1064 مليون دينار وصادراتنا 45 مليون دينار مع هذا البلد الذي عبر مسؤولوه عن استعدادهم لمساعدة تونس بفتح عدة أسواق دائمة لمنتجاتنا .
من كان معك في زيارتك لروسيا؟
رافقني مدير عام مركز النهوض بالصادرات ومدير عام أوروبا بوزارة الخارجية وأحد رجال الأعمال التونسيين المتخصصين في تصدير زيت الزيتون لروسيا.
ما هو مستوى العلاقات الروسية التونسية؟
على أعلى ما يكون
هل روسيا مهتمة بالشأن التونسي؟
نعم وقد عبر المسؤولون الروس منذ البداية عن استعدادهم لدعم مسار الانتقال الديمقراطي أمنيا وعسكريا ببعض المعدات التي سيتم الاتفاق حولها لاحقا وبتدريب العسكريين والأمنيين في مقاومة الإرهاب وسألاقي زميلي في الحكومة وزير الدفاع باعتبار أن هذا الملف من مشمولاته، كما عبر الروس عن إستعدادهم لدعم تونس اقتصاديا بإقراضنا 500 مليون دولار بشروط ميسرة وسيتم إرسال فريق فني من وزارة المالية ومن البنك المركزي لضبط الاتفاق بشكل نهائي.
هل من المأمول أن تتطور حصة تونس من السياح الروس؟
سؤال ممتاز لأن الروس هم الجنسية الوحيدة التي زاد إقبالها على تونس بعد الثورة ففي سنة 2011 كان عددهم 150 ألفا وتضاعف عددهم سنة 2013 إذ حل بيننا 300 ألف سائح روسي ونتوقع ان يبلغ العدد 350 ألفا سنة 2014 ولا أخفي عنكم أنه قبل سفري لموسكو تحدثت مع السيد رئيس الحكومة ومع زميلي وزير الداخلية واتفقنا مبدئيا على رفع التأشيرة المفروضة حاليا على السياح الروس وهو إجراء إن تم فمن المتوقع أن يزيد عدد الروس القادمين إلينا بخمسين ألف دفعة واحدة كما أفادني بذلك وزير الخارجية لافروف.
يهتم كثير من التونسيين بما يراه البعض شكليات مثل من يستقبل مسؤولينا في زياراتهم الخارجية- وأنت تعرف أن الشبكات الإجتماعية زاخرة بالطرائف حول هذا الموضوع خلال السنوات الماضية- وقد كان لافتا الحفاوة التي ابداها وزير الخارجية الروسي خلال إستقبالك فهو عادة لا يبتسم فإذا به يضحك؟

أنا أعرف السيد لافروف منذ كان سفيرا لبلده في الأمم المتحدة، كنت وقتها موظفا بالمنتظم الأممي وتوطدت علاقاتنا منذ زيارته لتونس ، والحقيقة انه رحب بالوفد التونسي وعقدنا جلسة عمل امتدت طيلة ساعات الصباح ثم دعانا للغداء ثم قابلت وزير الرياضة موتكو وبالمناسبة فوزير الرياضة في روسيا مقرب من الرئيس بوتين وهو محل ثقته وهو الذي يشرف على ملف تنظيم روسيا لكأس العالم لكرة القدم 2018 وهو الذي اشرف على ملف تنظيم مدينة سوشي للألعاب الأولمبية وقد عقد الوفد التونسي جلسة عمل مع الوزير موتكو المسؤول عن العلاقات الروسية التونسية وزكى الإتفاقات المبدئية مع وزير الخارجية سرغاي لافروف .
هل من الوارد أن يزور رئيس الحكومة مهدي جمعة موسكو؟

نعم لقد طرحت الموضوع مع وزير الخارجية الروسي لافروف وهناك إمكانية لتنظيم زيارة السيد رئيس الحكومة لروسيا ، بقي أن نتفق على موعد مناسب للطرفين وهي مناسبة لدفع العلاقات التونسية الروسية إلى مستوى العلاقات الإستراتيجية كما هو الحال بالنسبة إلى العلاقات الجزائرية الروسية خاصة وان الظروف الإقليمية والدولية تقتضي أن تكون علاقاتنا مع دولة مثل روسيا علاقة إستراتيجية ، لا تنس ان اللجنة المشتركة اجتمعت في شهر ماي في تونس بمشاركة موتكو وزير الرياضة المكلف بالملف التونسي وأمضينا عديد الاتفاقيات الاقتصادية وسينعقد الاجتماع القادم سنة 2015 في روسيا .
هل ستكون حاضرا في هذا الإجتماع؟
«مبتسما » الله أعلم
.
هل تحدثت مع وزير الخارجية لافروف عن ملف الإرهاب الذي يتهدد تونس والمنطقة عموما؟

بطبيعة الحال، ملف الإرهاب من الملفات الشائكة ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، ولروسيا تأثير كبير في المنطقة العربية وخاصة في سوريا والعراق وليبيا والاهتمام الروسي كبير بما يحدث في منطقتنا وموقفنا متطابق في رفض التدخل العسكري الأجنبي في أي من بلدان المنطقة العربية.
ألم يؤثر قطع العلاقات الدبيلوماسية مع سوريا على علاقتنا بروسيا الحليف الإستراتيجي لنظام الأسد؟

أفضل ان نتحدث عن علاقاتنا الحالية مع روسيا ، وأكيد انكم تابعتم ما صرح به الوزير لافروف في الندوة الصحفية التي عقبت لقاءنا فقد أكد على انسجام الموقفين الروسي والتونسي في ما يتعلق بالقضايا العربية وفي ما يتعلق بسوريا وليبيا وثمّن موقف تونس الرافض للتدخل العسكري في ليبيا فقد أخذنا زمام المبادرة في تنظيم مؤتمر وزراء خارجية دول الجوار الليبي للدفع نحو حل سلمي وسياسي للأزمة الليبية بعيدا عن أي تدخل عسكري أجنبي ستكون له تداعيات وخيمة على كامل المنطقة وروسيا قدرت المواقف التونسية في هذا الصدد مع احترام مبادئ الشرعية الدولية .
في أكثر من مناسبة تحدثت عن محاور ثلاثة في العمل الحكومي تتعلق بالرؤية الواضحة والإستراتيجية الوطنية والالتزام السياسي العالي ، هل حكومة مهدي جمعة في هذا المستوى ؟

لنكن واضحين، أنظر إلى كل التجارب الناجحة في ماليزيا وكوريا الجنوبية وتركيا وكل البلدان التي نجحت في مسارها التنموي إلتزمت بهذه المحاور الثلاثة« وين تحب تهز البلاد؟» كيف وبأي وسائل؟ لا يمكن أن تتحقق نهضة إقتصادية إلا من خلال إستراتيجية دقيقة وواضحة في كل الميادين من خلال برنامج واضح في التعليم والصحة والطاقة والبيئة والفلاحة ....
«مقاطعا » تونس منذ اربع سنوات بلا مخطط خماسي» كل عام وعامو» وأنت تتحدث عن الرؤية الواضحة؟
ان يكون وضعنا صعبا واستثنائيا لا يعني أن نرضى به على الدوام، نحن بصدد إدارة أزمة ومرحلة انتقالية ولكن ذلك لا يمنعنا من التفكير الإستراتيجي والتخطيط للمستقبل من خلال مشروع دولة لا مشروع حكومة وهو موقف عبر عنه رئيس الحكومة في أكثر من مناسبة آخرها الندوة الدولية «أستثمر في تونس الديمقراطية الناشئة» المنعقدة اليوم 8 سبتمبر ويعلم التونسيون أننا منذ تشكيل الحكومة كنا نلتقي خارج أيام العمل مع رئيس الحكومة الذي كان يدعونا يومي السبت والأحد واتفقنا على ضبط رؤية واضحة وإستراتيجية وطنية مع التزام سياسي عال وقد أعددنا ورقة إستراتيجية note strategique سنقدمها في الندوة الدولية اليوم تتعلق بمختلف ميادين التنمية الاقتصادية والاجتماعية خلال الخمس سنوات القادمة
من الضامن لتطبيق هذه الرؤية بعد مغادرة الحكومة الحالية؟
سؤالك على قدر كبير من الأهمية، الحكومات لا تعمل لنفسها فهي تتغير والدولة مستمرة وأي يوم يمضي دون أن نخطط فيه للمستقبل هو عبء إضافي على التونسيين ونحن نتمنى أن تواصل الحكومات القادمة العمل والالتزام بهذه الخطة التي وضعها أكبر الخبراء التونسيين في مختلف المجالات ، ولا شك أن السيد رئيس الحكومة سيعلن عن الصيغة التي تضمن متابعة الملف حتى لو تغيرت الحكومات لأنه لا يقبل أن نرهن مصير بلادنا بأزمة سياسية لا قدر الله أو بسقوط حكومة أو تغيير وزير .
ولكننا سنخرج من المؤقت والحكومة القادمة ستعيش خمس سنوات؟
هذا سابق لأوانه لأن الحكومة التي ستفرزها الإنتخابات يمكن أن تعيش طويلا كما يمكن ألاّ تمتد لأكثر من سنة، أنت تعرف أن عوامل كثيرة تحدد عمر اية حكومة وخاصة مدى رضى التونسيين على أدائها وتحقيق إنتظاراتهم ولذلك على الحكومة ان تعمل وتخطط للمستقبل دون أي اعتبار لمدة عملها وهذه الحكومة كان لها الجرأة الكافية دون اية اعتبارات سياسية أو إيديولوجية ودون خلفيات ضيقة مغلبة المصلحة الوطنية، من حق التوانسة أن يعرفوا البلاد «وين ماشية؟ شنوة نحبوا نعملوا في المستقبل» ، انت تعرف أن الطاقة هي أكبر عبء على ميزانية الدولة وحتى البرنامج الذي أعدته الحكومة متوقف.
بسبب من؟ هل تحمل المسؤولية للمجلس التأسيسي؟
نحن عرضنا مشاريع قوانين على المجلس التأسيسي ومازلنا ننتظر، لا أريد الخوض في الجدل السياسي ولكني أنبه إلى خطورة الإبطاء في المصادقة على هذه القوانين.
بعيدا عن واجب التحفظ ، ما هو السيناريو الأصلح لتونس بعد 26-10؟ حكومة حزبية أو حكومة كفاءات؟
حسب رأيي كمواطن ، المسار الانتقالي لن ينتهي بتنظيم الانتخابات ، المسار في تقديري مازال متواصلا لذا فرأيي الشخصي لو تسألني بصرف النظر عن بقاء هذه الحكومة أو مغادرتها أن مصلحة تونس تقتضي حكومة مستقلة تغلب المصلحة الوطنية، بعيدة عن اية إكراهات حزبية أو ضغوطات أو اعتبارات إيديولوجية، واليوم على المسؤول أن يتحمل مسؤوليته في اتخاذ القرار دون انتظار التعليمات المركزية أو من فوق ، تغيرت الأمور بعد الثورة كل واحد يجتهد ويتحمل مسؤوليته، أنا أمارس عملي كوزير للخارجية وأتحمل مسؤوليتي، أعتقد أن الانتماء الحزبي يحد من حركة أي مسؤول، هذا هو موقفي الشخصي ولا أريد أن يفهم منه أني أفتح الباب لبقاء هذه الحكومة ، أتحدث عن تونس كمواطن تهمه مصلحة بلده، نحن إزاء مسار انتقالي تتخلله محطة انتخابية هامة ولكني مرة اخرى اعتقد انه من الأفضل ان تكون السلطة التنفيذية بعيدة عن الأحزاب لأننا مازلنا في مسار انتقالي سيتوج بانتخابات نرجو أن تكون شفافة ونزيهة لكن أعتقد ان تونس مازالت في حاجة إلى سلطة تنفيذية بعيدة عن الحياة الحزبية وتجاذباتها .
هناك عدة مخاوف من التوظيف السياسي للندوة الدولية» إستثمر في تونس الديمقراطية الناشئة» فما هو موقفكم؟
هذه الندوة خارجة عن كل توظيف سياسي ولا أدل
على ذلك من أنه لن يتكلم فيها أي من السياسيين فيها

حتى رئيس الدولة نفسه؟

السيد رئيس الدولة هو أيضا مرشح للإنتخابات الرئاسية وأظن أنه حريص مثلنا على أن تكون الفرص متساوية أمام الجميع، الندوة الدولية حدث اقتصادي لإعلان الإستراتيجية الوطنية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بعيدا عن كل الألوان الحزبية .
ما هو مستوى الحضور في هذه الندوة الدولية؟

نأمل أن يرتقي الحضور إلى تطلعاتنا ، هناك تأكيدات من رؤساء حكومات فرنسا والجزائر والمغرب ... وهناك تمثيل رفيع المستوى من قطر ووزراء خارجية فرنسا والبرتغال ومالطا....الحضور نوعي من رؤساء المؤسسات العالمية والمؤسسات المالية الدولية ونحن نعمل على تسويق صورة تونس الجديدة ونحن واعون بأن الاستثمارات الأجنبية مكملة للاستثمار الوطني مع العلم بأن الاستثمار الأجنبي المباشر ساهم في دعم اقتصادات عدة بلدان صاعدة مثل الصين وتايلندا وماليزيا ...اليوم هناك حوالي 2000مليار دولار سنويا من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في العالم وأكثر من نصفها موجه للدول النامية وإن شاء الله تكون حصتنا منها حصة مميزة .
يقول مراقبون أن العلاقات التونسية الأمريكية في أزهى أيامها؟

العلاقات التونسية الأمريكية في أزهى أيامها، الشأن ذاته بالنسبة للعلاقات التي تجمعنا بروسيا وقطر والإمارات والسعودية والجزائر والمغرب...تأكد أن علاقاتنا ممتازة مع أصدقائنا وشركائنا ، سياستنا صفر أعداء في إطار علاقات تقوم على المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واستقلالية القرار الوطني.
ماهي أخبار التونسيين في ليبيا؟
تعرفون أننا نبّهناهم إلى خطورة الوضع ودعوناهم للعودة إلى تونس ، كثير منهم إستجابوا في حين فضل آخرون البقاء لأسباب تتعلق بهم ولا يمكن إجبارهم على العودة، نحن نتابع أوضاع الجالية هناك و القنصليتان في طرابلس وبنغازي مفتوحتان لتقديم الخدمات القنصلية عن طريق الأعوان المحليين أما السفارة فهي مغلقة لاعتبارات أمنية فضلا عن غياب المخاطب الرسمي الليبي.
ما جديد قضية المفقودين في إيطاليا؟
سفارتنا والقنصلية التونسية في روما تقومان بجهد كبير مع الجانب الإيطالي ولكن العملية معقدة جدا لغياب المعلومات وقد قمت شخصيا باستقبال ممثلي عائلات المفقودين وشرحت لهم أن الوزارة وسفارتنا في روما مفتوحتان لهم ونحن نتابع الملف.
هل صحيح انك ستزور قريبا الهند وتركيا؟
لقد تلقيت دعوتين من البلدين، المشكل هو مشكل توقيت الزيارة ، بلدان مثل الهند و تركيا من الضروري ان تكون علاقاتنا معهما متميزة، تركيا مثلا كانت من أول البلدان التي ساندت حكومتنا بهبة قدرها 200 مليون دولار خلال العشرة أيام الأولى لمباشرتنا مهامنا ، ورئيس الحكومة الحالي السيد أحمد داود أوغلو صديق وكنت إلتقيته خلال الأسبوع الأول من تعييني في وزارة الخارجية في اديس أبابا وتحدثنا ووعد بالمساعدة وهو ما لم يتأخر في تحقيقه.
هل إطلعت على الحوار الذي أدلى به مهدي جمعة لوكالة تونس إفريقيا للأنباء؟
نعم
.
هل فاجأك رئيس الحكومة بإعلانه عدم استعداده تحمل رئاسة الحكومة مرة أخرى؟

القرار شخصي لأنه يتعلق به ولكني سأتحدث عن رجل عملت معه من قريب في أوقات صعبة في كثير من الأحيان، مهدي جمعة ليس من الصنف الذي يتهرب من تحمل المسؤولية بالعكس هو رجل وطني غيور على تونس عاد إلى بلاده لخدمتها وله التزام أخلاقي مع التونسيين والرباعي الراعي للحوار الوطني للوصول بتونس إلى بر الأمان بضمان انتخابات شفافة ونزيهة وأنا وكل أعضاء الحكومة ملتزمون بما يقرره رئيس الحكومة ومتضامنون معه.
ما تعليقك على ما يتردد من رغبة بعض الأحزاب والمكونات المجتمعية ترشيح مهدي جمعة لرئاسة الجمهورية؟

أسأل في كثير من المناسبات عن مستقبل السيد مهدي جمعة وكنت في كل مرة أؤكد لمن يسألني أن الهاجس الأول لرئيس الحكومة هو إتمام مهمته وفق خارطة الطريق، لكن أنا أعرف أن السيد مهدي جمعة يمنح الأولوية للمصلحة الوطنية مهما كانت التضحيات الشخصية .
سيكون مفاجئا لك أن يعلن جمعة ترشحه للرئاسة؟
مستحيل أن يفعلها هكذا من تلقاء نفسه أنا أعرف الرجل جيدا لكنه أيضا يتحمل مسؤوليته إلى النهاية.
أنت تشرف على وزارة كان أول وزير لها الزعيم الحبيب بورقيبة ألا يعني لك هذا شيئا؟

«برشة ناس» أسمعهم يتحدثون عن تضحياتنا إذ تركنا المرتبات العالية للعودة إلى بلادنا وينسى هؤلاء التضحيات الحقيقية التي قدمها الآباء المؤسسون للدولة التونسية الحديثة شخصيا لا أرى في ما أقوم به أي تضحية وأنحني احتراما وإجلالا لشهداء الوطن في حرب تونس على الإرهاب ، أنا أقوم بواجبي لا غير وأرد بعض ما أعطتني تونس ، لا تنس أني أعتبر نفسي «ولد بورقيبة» .
لا تقل لي بأنك بورقيبي؟
لولا بورقيبة لما وجدتني في هذا المكتب، أعتبر نفسي«ولد بورقيبة» انا إبن عائلة بسيطة جدا من ريف سيدي بوزيد «ماكانش عنا حتى الضوء» سياسة بورقيبة في التعليم هي التي أتاحت لي فرصة الدراسة والإقامة في مبيت منذ كنت في سن الحادية عشرة، وبفضل بورقيبة تحصلت على منحة للدراسة بالولايات المتحدة وفخر لي بأني وزير لذات الوزارة التي أشرف عليها بورقيبة.
هل تصورت يوما بأنك ستكون وزيرا للخارجية؟
كنت أحلم بأن أخدم بلدي من أي موقع ولكني لم أفكر يوما في أني سأكون في هذا المكتب كنت اشعر بأن «هناك حاجة ناقصتني » وهي خدمة تونس وحين جاءتني الفرصة قبلتها وقد توفرت لي فرص في فترات سابقة ولكني لم أعرها اهتماما ولكن العمل في حكومة وطنية مستقلة بعيدا عن الأحزاب شرف لي .
يتردد أنك اليد اليمنى لرئيس الحكومة؟
كل من يعمل مع السيد رئيس الحكومة يشعر بأنه يده اليمنى، نحن نعمل بشكل جماعي ورئيس الحكومة لا يتدخل مطلقا في عمل الوزارة نحن نتشاور معه ولكنه يتعامل معنا بثقة وإحترام، ينصت إلى كل الأطراف وإلى مختلف الآراء ثم يأخذ قراره ويتحمل مسؤوليته وهذه صفات «زعيم كبير» grand leader .
ألا تخشى أن تغادر الوزارة برصيد صفر من الإضرابات والوقفات الاحتجاجية؟
«مبتسما» منذ اول يوم لي في الوزارة تجولت بين مكاتب الموظفين من مختلف المواقع وأشعرتهم بأن الوزارة «متاعهم» وبأني بينهم لتحسين ظروف عملهم وسهرنا بعمل تشاركي يقوم على الحوار على تجاوز كل المشاكل بالتنسيق مع النقابة الأساسية وجمعية الديبلوماسيين قلت لهم إن كان لكم حقوق فستأخذونها ، وأنتم تعلمون بأني كوزير لم أتدخل مطلقا في الحركة الديبلوماسية ولا أتحدث هنا عن رؤساء البعثات فتعيينهم من صلاحيات رئيس الجمهورية بالتنسيق مع الوزارة ورئاسة الحكومة ، نحن شكلنا لجنة على غرار اللجنة الموجودة في الأمم المتحدة وهذه اللجنة اعتمدت مواصفات ومقاييس لضبط الحركة وقدمت توصياتها ولم أتدخل مطلقا في اية توصية لأن لجنة من 12 شخصا من مختلف أقسام الوزارة جديرة بالثقة وتحميلها المسؤولية.
ما سر إبقائكم على السيد علي عرفة سفيرا رغم كونه قياديا في «النهضة» وكان مديرا لمكتب الغنوشي؟

سأتحدث معكم بكل صراحة، هو من حركة «النهضة» وتسميته سياسية ولكنه موظف في الخارجية عين في إطار العفو التشريعي العام ولا يمكننا إعادته إلى تونس إن لم يقترف خطأ فادحا، فما الجدوى من تجاوز القانون ؟
كيف تختم الحوار؟

أدعو الإخوة الليبيين لتحمل مسؤولياتهم لوضع حد للاقتتال الداخلي حتى لا تضيع ليبيا فلا حل لأي مشكل بالسلاح ونحن نتعامل مع الشأن الليبي على أنه قضية تونسية لأنه لا يمكن لتونس أن تستقر طالما غاب الاستقرار في ليبيا ونحن نثق في قدرة الليبيين على التوصّل إلى حل.
من جهة أخرى أرجو أن تتحقق أهداف ثورة الكرامة والحرية وهذه مسؤولية الحكومة التي ستفرزها الإنتخابات ، وأريد أن أذكركم بأن النمو الاقتصادي قبل الثورة كان مرتفعا إلى حد ما ولكن توزيع الثروة لم يكن عادلا ولم يستفد من النمو سوى طبقة محدودة جدا من التونسيين ، الجديد بعد الثورة أن كل الفئات تستفيد من أي نمو تحققه الدولة ، ونحن بادرنا بوضع إستراتيجية وطنية للتنمية الاقتصادية وأنا واثق ان تونس قادرة خلال عشر سنوات على تحقيق قفزة عملاقة مثل التي حققتها تركيا وماليزيا وتايلندا ...لا شيء يمنعنا من ذلك شريطة عودة كل التونسيين للعمل والتحلي بالانضباط وتغليب المصلحة الوطنية .
انتهى فصل الصيف ولا شيء يدل على تمتعك بأشعة الشمس؟
صدقني لم أتمتع بيوم عطلة واحد « ما خذيتش حتى نهار راحة »...العمل في وزارة الخارجية يجعل كل أيام الأسبوع متشابهة ...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.