نقابة الصحفيين تندد بحملة تحريض ضد زهير الجيس بعد استضافته لسهام بن سدرين    توزر: إمضاء اتفاقية بين ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية لتحسين إنتاجية وجودة المنتجات الحيوانية    جريمة قتل شاب بأكودة: الإطاحة بالقاتل ومشاركه وحجز كمية من الكوكايين و645 قرصا مخدرا    تعاون ثقافي بين تونس قطر: "ماسح الأحذية" في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج    مدنين: مهرجان فرحات يامون للمسرح ينطلق في دورته 31 الجديدة في عرس للفنون    معرض تونس الدولي للكتاب يختتم فعالياته بندوات وتوقيعات وإصدارات جديدة    الرابطة المحترفة الاولى: حكام مباريات الجولة 28.    مقارنة بالسنة الماضية: إرتفاع عدد الليالي المقضاة ب 113.7% بولاية قابس.    منوبة: احتراق حافلة نقل حضري دون تسجيل أضرار بشرية    عاجل/ تسجيل إصابات بالطاعون لدى الحيوانات..    أسعار الغذاء تسجّل ارتفاعا عالميا.. #خبر_عاجل    غرفة القصّابين: أسعار الأضاحي لهذه السنة ''خيالية''    النادي الصفاقسي: 7 غيابات في مباراة الترجي    عاجل/ في بيان رسمي لبنان تحذر حماس..    عاجل/ سوريا: الغارات الاسرائيلية تطال القصر الرئاسي    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرد على تصنيفه ك"يميني متطرف"    في مظاهرة أمام منزله.. دروز إسرائيل يتهمون نتنياهو ب"الخيانة"    جندوبة: سكان منطقة التوايتية عبد الجبار يستغيثون    جندوبة: انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    فيلم "ميما" للتونسية الشابة درة صفر ينافس على جوائز المهرجان الدولي لسينما الواقع بطنجة    عاجل/ هذه البلدية تصدر بلاغ هام وتدعو المواطنين الى الحذر..    البرلمان : مقترح لتنقيح وإتمام فصلين من قانون آداء الخدمة الوطنية في إطار التعيينات الفردية    الانطلاق في إعداد مشاريع أوامر لاستكمال تطبيق أحكام القانون عدد 1 لسنة 2025 المتعلق بتنقيح وإتمام مرسوم مؤسسة فداء    عاجل : ما تحيّنش مطلبك قبل 15 ماي؟ تنسى الحصول على مقسم فرديّ معدّ للسكن!    استقرار نسبة الفائدة في السوق النقدية عند 7.5 %..    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تحرز ذهبيتين في مسابقة الاواسط والوسطيات    الإفريقي: الزمزمي يغيب واليفرني يعود لحراسة المرمى ضد النادي البنزرتي    عاجل/ قضية التسفير..تطورات جديدة…    خطر صحي محتمل: لا ترتدوا ملابس ''الفريب'' قبل غسلها!    إلى الأمهات الجدد... إليكِ أبرز أسباب بكاء الرضيع    ارتفاع تكلفة الترفيه للتونسيين بنسبة 30%    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    في سابقة خطيرة/ ينتحلون صفة أمنيين ويقومون بعملية سرقة..وهذه التفاصيل..    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    عاجل/ هلاك ستيني في حريق بمنزل..    سعر ''بلاطو العظم'' بين 6000 و 7000 مليم    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    ريال بيتيس يتغلب على فيورنتينا 2-1 في ذهاب قبل نهائي دوري المؤتمر الاوروبي    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    عاجل/ أمطار أعلى من المعدلات العادية متوقعة في شهر ماي..وهذا موعد عودة التقلبات الجوية..    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    وجبة غداء ب"ثعبان ميت".. إصابة 100 تلميذ بتسمم في الهند    سقوط طائرة هليكوبتر في المياه ونجاة ركابها بأعجوبة    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حمة الهمامي في حديث شامل ل"الصباح نيوز": الاستقطاب جعل لضربي.. والتصويت النافع كارثة
نشر في الصباح نيوز يوم 21 - 11 - 2014

انتقد المترشّح للانتخابات الرئاسية حمة الهمامي ما اعتبره "استقطابا ممنهجا" يخيم على المشهد السياسي الحالي،و محاولة لقطع الطريق أمام وصوله إلى قصر قرطاج .
كما اعتبر أن مؤسسات سبر الآراء كرّست هذا الاستقطاب الذي لا يتماشى مع الديمقراطية الناشئة ويصادر إرادة الناخبين في الاختيار الحرّ بعيدا عن منطق الترهيب والتخويف و توعّد الخصوم بالويل والثبور.
وفي هذا الحوار الذي خصّ به "الصباح نيوز" أبدى حمة الهمامي موقفه من انسحاب عدد من المترشحين في الأمتار الأخيرة من الانتخابات الرئاسية ،و من تفشّي العنف اللفظي في خطابات بعض الزعامات السياسية وشخصيات تعتبر من رموز الدولة ..
الهمامي تحدّث أيضا عن المال السياسي الفاسد وعن مشاركة الجبهة الشعبية في الحكومة القادمة وعن أولويات هذه الحكومة ،وتحدّث عن التغوّل السياسي وعن مساندة حركة النهضة للمرزوقي،كما حذّر من غضب الشعب وحقده.
* تواتر انسحاب المترشحين من الانتخابات الرئاسية..كيف تقيم الأمر كمترشح لنفس الانتخابات؟
- منذ البداية كان عدد المترشحين للانتخابات ، ضخما ومبالغا فيه ، هذا العدد الكبير فسح المجال لتشتّت الناخبين،وهذه الانسحابات وحتى وان لم يكن لها تأثير مهم على باقي السباق ،إلا انها ستحدّ نوعا ما من التشتت،وعموما الانسحاب يبقى قرارا شخصيا لا يمكن أن يلام أحد عليه ،فمن الواضح أن هناك شخصيات قدّمت ترشحها ولكن في منتصف الطريق أو لنقل مع نهاية الطريق لاحظت أنها لا تملك حظوظا جدية تدفعها لمواصلة السباق واكتشفت أن هناك بونا شاسعا بينها وبين باقي المتنافسين،ولذلك كان قرار الانسحاب أشبه ب»اعتراف» بهزيمة محتملة.
*أليس في ذلك استخفاف وتلاعب بإرادة الناخبين ،فبعد كمّ من الوعود ينسحب المترشحون؟
-كثرة عدد المترشحين هي ناجمة بالأساس عن حداثة التجربة الديمقراطية ، والرغبة الموجودة للترشّح ولممارسة الحقوق السياسية التي حرم منها الشعب التونسي لعقود تعكس تعطّشا لمناخ الحريات والحقوق الموجودة الآن ،ولكن مع الوقت سنذهب الى مناخ أكثر عقلانية وأكثر نضجا على المستوى السياسي ،وسيتسم سلوك الناخبين بالعقلانية ليبحثوا أكثر في برامج ورؤى المترشحين وسيبحثون كذلك على النمط المجتمعي الذي ينسجم مع تطلعاتهم وتصوراتهم الذاتية ،أكثر من البحث عن الأشخاص أو عن الولاء لشخصية معينة بقطع النظر عمّا تطرحه من أفكار.
*هناك من المنسحبين من علل انسحابه بالمناخ الانتخابي المشحون بالعنف وبالتحريض عليه او بتفشّي ظاهرة المال السياسي المشبوه الذي يفسد الديمقراطية..فهل ترى وجاهة في هذه المواقف؟
-بالنسبة إلى العنف اللفظي نحن رصدناه في هذه الحملة الانتخابية لكن أعتقد أنه ليس من الصالح أن تقع المغالاة فيه أو النفخ في صورته ،هو موجود ونحن ندينه ولكن عمليا هذا العنف لم يترتّب عنه عنف مادي كالاعتداء على الأشخاص أو منعهم من التجمّع.
فمن استعمل مثلا كلمة «الطاغوت» تعرّض ل»ديقاج» في ثلاث أو أربع مرات ربمّا أكثر حتى من أولئك المنسحبين.
وبالنسبة إلى المال السياسي فأنا أؤكّد هذا الأمر وأعتقد أنه كان أكبر نقطة سوداء سواء في الانتخابات التشريعية او الرئاسية.
*الجبهة الشعبية أكّدت على أنها كانت ضحية المال السياسي في الانتخابات التشريعية وأن افتكاكها لمقاعد في البرلمان كان أشبه ب»المعجزة»؟
- نعم كان معجزة بكل ما في الكلمة من معنى ،نحن سننشر امام العموم كل المصاريف وكل الموارد المتعلّقة بالجبهة الشعبية في الانتخابات ،وأؤكد أن ما صرفته الجبهة الشعبية في الانتخابات التشريعية يساوي ما صرفته بعض الأحزاب على مرشّح واحد او على دائرة انتخابية واحدة.
*وفي الحملة الرئاسية ؟
وبالنسبة إلى الرئاسية نحن اعتمدنا على طاقاتنا الذاتية وعلى مناضلي الجبهة ،فالبعض عبّر عن تفاجئه بالحملة الاتصالية الناجحة للجبهة في الرئاسية وللأسف نحن في الانتخابات التشريعية لم نستغل كل طاقات الجبهة الشعبية خاصة على مستوى الاتصال.
وسأسّر لك بأمر فمن أنجز لي الصوّر الانتخابية وأشكره من صميم قلبي هو مصور فلسطيني مقيم في تونس منذ 25 سنة وقد رفض أن يتقاضى مليما واحدا ،ومن أنجز المعلقات أيضا هو أحد أبناء الجبهة وقد رفض أيضا أن يتقاضى أجرا..وبالتالي هذه الحملة كان الفضل فيها لطاقات الجبهة الذاتية والمتطوعة ولأصدقاء الجبهة أيضا.
*هل تعتقد أنكم قمتم بحملة «نظيفة» لا ترقى اليها شبهة؟
بكل تأكيد .. و سرّ الحملة الانتخابية «النظيفة» التي قامت بها الجبهة يكمن في تعبئة الطاقات الذاتية والتعويل على النفس وعدم انتظار «منّة» من أحد ،وكذلك في علاقة بي شخصيا كمرشّح للجبهة وهي حسن العلاقات مع الجميع والاحترام المتبادل.
*هل تتوقّع المرور للمرحلة الثانية من الانتخابات؟
طبعا نحن نشتغل بجدية لتجاوز الدور الاوّل من الانتخابات الرئاسية ،وفي كل الاحوال كل هذا يعدّ مراهنة سياسية ،فالمهم أن تنجح الجبهة وتصل إلى قيادة البلاد وتخرج بتونس نهائيا من الاستبداد ومن الفساد ومن الاستغلال الاجتماعي.
*حمة الهمامي رغم بعض الاستفزازات الجانبية لم يسقط في «شرنقة» العنف اللفظي تجاه خصومه ولم يخض معارك هامشية طوال الحملة ..فلماذا اخترتم تجاهل من يتهجّم عليكم وهل يمكن أن يؤثر العنف اللفظي بين المترشحين على إقبال الناس على التصويت؟
-هذا بالنسبة إلي اختيار سياسي وأخلاقي وأنا ليس من طبعي وليس من عادتي السب والشتم ،أنا كشخص أو الجبهة الشعبية لدينا اشكال مع برامج ومع مشاريع مجتمعية ومع رؤى وأفكار ،وليس اشكالا شخصيا مع «فلان» أو «فلتان» لنكيل له السباب أو الشتائم ،ولذلك نحن ركّزنا نقدنا على البرامج والرؤى وهذا من شأنه ان يساعد على رفع وعي الناس،فالسياسة ليست شتائم وسبابا وتراشقا بالتهم بل مسؤولية أخلاقية تجاه دولة وتجاه شعب.
*لكن هناك زعامات وحتى رموزا للدولة سقطت في بؤرة العنف اللفظي وتبادل الاتهامات والشتائم؟
فعلا هذا مؤلم ،وهو مرفوض ،وإذا كنت تقصدين السيد المنصف المرزوقي الذي دخل في مهاترات جانبية فان حديثه عن «الطاغوت» لن يغيّر شيئا ،لأنه لا يمكن كسب انتخابات عن طريق الترهيب والتخويف وكذلك هذا يسيء الى التجربة ويمنع الناس من أن تختار على أساس برنامج او رؤية ويدفعهم الى الاختيار على أساس الخوف .
واعتقد أن هذا يدخل في اطار لعبة الاستقطاب السياسية التي احتدت وبتنا اليوم نتحدّث عن «الغول « وعن «الطاغوت» .
*هل شعر حمة الهمامي أن الاستقطاب أصبح «ماكينة» تشتغل ضدّك ؟
نعم «ماكينة» تشتغل ضدّي ..وتشتغل ضدّ الديمقراطية ..وتشتغل ضدّ إرادة الناخبين ،فعوض أن نخلق مناخا سليما يمكّن الناخبين من الاختيار على أساس برنامج ورؤية ،نسعى لترهيبهم وتخويفهم لدفعهم الى الاختيار عكس قناعاتهم ..
*هل كان ذلك ممنهجا في تقديرك؟
نعم كان ممنهجا وهناك حتى مؤسسات لسبر الآراء تعمل في اتجاه تكريس الاستقطاب وأنا متأكّد من ذلك..فرغم أن سبر الآراء ممنوع قانونا لكن هناك تسريبات يومية لعمليات سبر الآراء للتأثير على ارادة الناخبين ،وتكريس التصويت بين هذا وذاك فقط..او بين «الغول» و»الطاغوت».
*هذا الاستقطاب كيف تقاومه الجبهة الشعبية للدفاع عن مرشحها؟
نقاومه عن طريق الدعاية والدعاية الجادة التي لا تبيع أوهاما للشعب ..ونقاومه عن طريق طمأنة الناخبين والناخبات وتوعيتهم بأن ما يسمّى بالاقتراع «النافع» هو خطير جدّا ،لأن من يختار على أساس الخوف من طرف أو على أساس الاستناد لطرف لضرب طرف آخر سيؤدي الى محاسبة عسيرة بعد أسبوعين أو ثلاثة من عملية الانتخاب وسيردّ الناخبون الفعل وسيحاسبون من وعدهم .
ولنعطي مثالا قد نجد ناخبا انتخب النداء على أساس أنه ضدّ النهضة أو العكس ،لكن اذا اتفق هذان الحزبان في البرلمان أو الحكومة القادمة ماذا سيكون موقف النهضة أو موقف النداء أمام ناخبيهم..لذلك يبقى التصويت النافع تصويتا كارثيا حتى في التجارب الأوروبية وهو تلاعب صارخ بإرادة الناخبين.
*هل تستطيع كسر حدّية و»ماكينة» هذا الاستقطاب؟
-نعم..بكل تأكيد.. ونحن اليوم نعمل على كسر هذا الاستقطاب وحماية إرادة الناخبين ليصوّتوا بحرية لمن يرونه صالحا ولدينا أمل كبير في كسره وهزمه..
*كيف يمكن كسر هذا الاستقطاب الحادّ ؟
بالشباب الذي عزف عن الانتخابات التشريعية لكنه اليوم موجود في المعركة ونحن نعوّل على شباب الجبهة وعلى شباب تونس، لكسر هذا الاستقطاب المقيت ويصوتون حسب ما يمليه عليهم ضميرهم.
*حسب الاحصائيات المعلنة في التشريعية فان الجبهة كانت من أبرز الأحزاب التي صوّت لها الشباب ..فهل تتوقّع ان يكون هناك اقبال على الانتخابات وخاصّة من فئة الشباب؟
- أوّلا أنا أدعو المليون وأربع مائة تونسي ممن لم يدلوا بأصواتهم في التشريعية الى التصويت في الرئاسية حتى لا يفسحوا المجال لأي كان ليتحكّم في مصيرهم لخمس سنوات قادمة ،وثانيا أدعو الشباب بشكل خاصّ الذي صوّت بكثافة للجبهة الشعبية في التشريعية أن يصوّت لمرّشح الجبهة الشعبية في الانتخابات الرئاسية و يفشل محاولات توجيه الناخب تحت غطاء الاستقطاب و أنا أتوقع أن يكون الشباب في طليعة من سيصوّت لمرشّح الجبهة الشعبية.
* أحد المرشحين للانتخابات وهو المنصف المرزوقي يحاول ايهام الرأي العام بأنه يحتكر النضال والثورية ويرفع أنصاره شعار «استرجاع الثورة من رموز الثورة المضادة» ما رأيك في كل ذلك خاّصة وأنك كنت المرشّح الوحيد الذي كان موقوفا يوم 14 جانفي ؟
- أوّلا هذه الثورة أنجزها الشعب التونسي ولم يقم بها أي شخص ،ثانيا السيد منصف المرزوقي كان موجودا في الخارج عندما قامت هذه الثورة ،فهل قام بهذه الثورة بالهاتف أو بالانترنات؟ ..لا شكّ أنه كغيره من المناضلين ساهم في النضال وفي مقاومة الاستبداد،أما أن يدّعي أحد ما أنه يحتكر النضال او يحتكر الثورة فهذا كلام أجوف دون معنى ..
كما أن السيّد منصف المرزوقي في السلطة منذ ثلاث سنوات فهل حافظ على الثورة ؟هل خدم الثورة ؟..لا اعتقد ذلك .
ثم وهو اليوم مترشّح للرئاسة هل يخدم الثورة بالتحالف مع روابط حماية الثورة ،وبالتحالف مع الأطراف السلفية والأطراف الموغلة في الرجعية والظلامية ؟..
*لكن هو يرى نفسه ضمانة للثورة ولنجاحها
الشعب التونسي فقط هو من حافظ على الثورة عندما تصدّى لحكومة الترويكا التي كانت تريد تغيير نمط حياة التونسيين وعندما أسقط حركة النهضة وعندما تصدّى لدستور 1 جوان ليستبدل بدستور 27 جانفي ،وعندما تصدّى لروابط حماية الثورة التي يعتمدها المرزوقي في حملته، والشعب حافظ على الثورة عندما واجه الارهاب وواجه الجماعات المتطرفة التي حاولت الاعتداء على الاتحاد العام التونسي للشغل.
*ما هو موقفك من عودة سليم شيبوب صهر المخلوع الى ارض الوطن؟
- عليه تحمّل مسؤولية اتخاذه لقرار العودة.
وهو في نهاية المطاف كأي مواطن تونسي من حقه العودة الى ارض الوطن والمثول أمام القضاء الذي تبقى له الكلمة الفصل في مثل هذه المسائل بالبراءة او بالإدانة على شرط أن يكون قضاءا مستقلا وغير خاضع لسيطرة هذا الطرف أو ذاك .
*هل يمكن أن تشارك الجبهة الشعبية في الحكومة القادمة بالتحالف مع الحزب المعني بتكوين الحكومة؟
-نحن إلى حدّ الآن لم نناقش المسألة ولم يتصل بنا أي طرف وفي مثل هذه المسائل فان الجبهة لها مبدأ لن تحيد عنه ،وهو أن الحكومات تشكّل على أساس برنامج وبرنامج الجبهة معروف ولن نتخلّى عنه ،وبالتالي لا يمكن أن نتفق مع أي كان دون برنامج واضح..نحن لدينا تجربة الترويكا التي انبنت على المحاصصة الحزبية وانتهت بفشل كارثي.
*كيف ستحددون اولوياتكم بالنسبة للفترة القادمة.؟
أولوياتنا هي ما تقتضيه المرحلة وما يطلبه الشعب حتى تخرج البلاد من الأزمة ،ونحن نعتقد أن أمامنا تحديات ثلاثة هي التحدّي الأمني وليس الإرهاب فقط بل انعدام الأمن في حياة الناس وتحدّ سياسي وتحدّ اقتصادي واجتماعي يتمحور حول الاجراءات المستعجلة للخروج بالتونسيين من هذا الوضع المتردّي.
أنا تجوّلت في مختلف المناطق وشعرت بأن الغضب الشعبي بدأ يتطوّر الى نوع من الحقد على أصحاب القرار ،وبالتالي اية حكومة قادمة لن تضع على رأس أولوياتها الوضع الاقتصادي والاجتماعي ستسقط.
*رغم اعلان حركة النهضة حيادها في الانتخابات الرئاسية ،إلا أن قواعدها الشعبية مصطفة خلف المنصف المرزوقي ..كيف تنظر لهذه الازدواجية؟
-السياسة بشكل عام لا يؤخذ فيها ما يصّرح به بشكل علني ،بل ما يؤخذ بعين الاعتبارما يمارس ،وما يمارس اليوم هو أن التيار الأساسي داخل حركة النهضة انصرف كليا لدعم ومساندة المنصف المرزوقي..طبعا هم أحرار كغيرهم في تبني خيارات بعينها ولكن الهروب المعلن من تبني موقف مساندة واضحة هو ما يطرح التساؤل حول مواقف الحركة الحقيقة.
*هل يخشى حمة الهمامي من التغوّل السياسي؟
الناس ما يزالون خائفين من الدكتاتورية ومن الطغيان ومن هيمنة الحزب الواحد والزعيم الأوحد ،هناك خوف حقيقي، رغم أن الحياة السياسية قد تجد فيها حزبا يهيمن وأغلبية تحكم ،أنا طبعا ضدّ التغوّل بمعنى الاستبداد لكن أعتقد أن الضمانة الحقيقية للشعب التونسي حتى يقطع الطريق أمام أية عودة محتملة للاستبداد يبقى القانون والمؤسسات والمجتمع المدني والشعب في حدّ ذاته والإعلام ،وقد رأينا كيف حاولت الترويكا التغوّل لكن فشلت لأن الشعب والمجتمع المدني تصدّيا لها.
وأنا أطمئن التونسيين أن كل من يحاول الاستبداد في هذا البلد سيكون مصيره كمصير ابن علي.
*أول قرار يمكن أن يتخذه حمة الهمامي إذا نجح في الوصول الى قصر قرطاج كرئيس للجمهورية الثانية؟
أوّل ما سأفعله هو زيارة قبور الشهداء ،شهيدي الجبهة الشعبية شكري بلعيد ومحمّد البراهمي وشهداء المؤسسة الأمنية والعسكرية الذين سقطوا وهم يذودون عن الوطن ويتصدون للإرهاب..صحيح أني ناضلت وكافحت وتعرّضت للتعذيب والتنكيل ولكن هناك أيضا من دفع دمه ثمنا للحرية وللوطن ..هؤلاء جميعا لولاهم لما استطعت حتى الترشّح للانتخابات.
أجرى الحوار : منية العرفاوي وأميرة الدريدي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.