ترأس المنجي حامدي وزير الشؤون الخارجية الوفد التونسي في الاجتماع الخامس لوزراء خارجية دول جوار ليبيا المنعقد أمس الخميس بالخرطوم، برئاسة وزير خارجية جمهورية السودان، أحمد علي كرتي، وبمشاركة وزراء خارجية كل من ليبيا ومصر والسودان والنيجر وتشاد. ومثّل الجزائر في الاجتماع الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، بحضور المبعوث الخاص لجامعة الدول العربية إلى ليبيا،والمبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي إلى ليبيا. وألقى وزير الشؤون الخارجية كلمة في الاجتماع أكد فيها على موقف تونس الثابت بخصوص الوضع في ليبيا و الداعي إلى حوار وطني شامل بين كافة الاطراف الليبية التي تنبذ العنف لتحقيق المصالحة الوطنية في ليبيا وصولا لتحقيق السلم والاستقرار في هذا البلد الشقيق. وفي هذا السياق،ذكر المنجي حامدي أن قناعة تونس تظلّ راسخة بأن حلّ الأزمة في ليبيا لن يكون إلا سياسيا، وأنّ الحوار الوطني الليبي يبقى السبيل الوحيد الكفيل بتحقيق شروط الاستقرار واستباب الأمن، وبناء الثقة التي تؤدّي إلى تفاهمات حول مستقبل العملية السياسية في ليبيا. وأكد السيد الوزير على محورية دور دول جوار ليبيا وضرورة إشراكها في كل المبادرات الاقليمية والدولية التي تتناول الشأن الليبي . كما أكد أنّ أمن و إستقرار الشقيقة ليبيا يظلُّ الهاجس الأول لدول جوار ليبيا، مشيرا إلى أن الفرصة مازالت مُتاحة أمام الليبيين لطيّ صفحة خلافاتهم،ووضع المصلحة العُليا لليبيا فوق كل إعتبار، و اختيار نهج الحوار والتفاوض لرسم مستقبل واعد للأجيال القادمة في كنف الوئام و التضامن، بعيدا عن مشاعر الضغينة و الحقد و الكراهية. وثمّن المنجي حامدي، الدور الهام الذي يضطلع به الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رئيس بعثة الأممالمتحدة لدعم ليبيا، برناردينو ليون، والجهود التي يبذلها في سبيل جمع الفرقاء الليبيين حول طاولة الحوار والتوصّل إلى حلّ سياسي سلمي للأزمة الليبية. هذا وأجرى وزير الشؤون الخارجية على هامش مشاركته في اجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا محادثات مع نظرائه، تناولت استعراض الوضع في ليبيا، ومختلف المبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى تسوية الأزمة في هذا البلد، ودراسة سبل مساعدة الأشقاء الليبيين على تجاوز خلافاتهم الظرفية. وفي ختام الاجتماع اعتمد الوزراء بيانا أكد على أهمية ومحورية دور دول جوار ليبيا،وحرصها على أمن واستقرار ليبيا، كما أكد البيان على الثوابت التي اعتمدتها دول الجوار في اجتماعاتها السابقة في الجزائروتونس والقاهرة. كما اتفق الوزراء على الإبقاء على آلية دول جوار ليبيا في حالة إنعقاد دائم لمتابعة تطورات الشأن الليبي. وقرّر الاجتماع أن توجه السودان التي تتولى الرئاسة الحالية لآلية دول جوار ليبيا رسالة تأييد وتضامن مع الجهود التي تقوم بها بعثة الأممالمتحدة في ليبيا لرعاية الجولة الثانية من المحادثات الليبية في غدامس والتي ستنطلق يوم 9 ديسمبر 2014 . كما وافق الوزراء على عقد إجتماعهم القادم في العاصمة التشادية انجمينا في تاريخ سيتمّ تحديده لاحقا.