أكد رئيس الحكومة مهدي جمعة في لقاء إعلامي اليوم ان الانتخابات الرئاسية والتشريعية تمت بشهادة الجميع في أجواء ديمقراطية وشفافة وبصفة حضارية معتبرا اياها " بالانجاز العظيم و الكبير" خاصة بما أفرزته من مؤسسات دولة قارة اختارها الشعب. وحسب بلاغ صادر عن رئاسة الحكومة فقد وصف مهدي جمعة الانتخابات بالعرس الديمقراطي مثنيا على مشاركة التونسيين فيها وقبولهم بنتائج الانتخابات التشريعية والرئاسية موجها تهانيه مجددا الى الفائزين والخاسرين على حد السواء قائلا انه اتصل في مناسبتين بالرئيس الجديد ،السيد الباجي قائد السبسي الذي قال انه اكد له حرصه على ان يتم انتقال السلطة بشكل سلمي وسلس وهو ما اكده ايضا الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي الذي قال مهدي جمعة انه اتصل به مرتين وهناه كما اعاد الاتصال به اليوم الاربعاء حيث اكد له من جانبه انه حريص على الانتقال السلمي للسلطة وعلى حماية المؤسسات الفتية للدولة وعلى ضرورة استتباب الهدوء في البلاد. وتوجه مهدي جمعة، اثر اشرافه على انعقاد خلية الأزمة المكلفة بمتابعة الوضع الأمني بالبلاد بحضور وزراء الداخليّة والعدل والدّفاع الوطني وكاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجيّة والسيّد الوزير المعتمد لدى وزير الداخليّة المكلف بالأمن، توجه بالشكر الى الفريق الحكومي قائلا ان حكومته وفرت المناخات السياسية والامنية وفق خارطة طريق كما ان الادارة حافظت خلال السباقات الانتخابية على حيادها التام واثبتت قدرتها على البقاء على نفس المسافة من جميع الاحزاب وقامت بالدور المناط بعهدتها. وافاد مهدي جمعة ان الخليّة تدارست الوضع الامني في تونس على ضوء انتهاء الانتخابات التشريعية والرئاسية الى جانب الاوضاع في ليبيا المجاورة مضيفا ان جزءا من الاجتماع خصص لتقييم المسارين الانتقالي و الانتخابي منوها بإقدام التونسيين الكبير على العملية الانتخابية في شتى مراحلها. وفي سياق متصل تعرض رئيس الحكومة الى التعاون الايجابي والبناء الذي حصل مع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي اثنى على جهودها وتوجه بشكر خاص لها وللاعلاميين والملاحظين ومكونات المجتمع المدني. من جهة اخرى قال مهدي جمعة ان الامنيين والعسكريين بذلوا منذ اشهر مجهودات في تهيئة المناخات وخاصة خلال العمليات الانتخابية مضيفا ان تلك الجهود انجحت الانتخابات واعادت المؤسستين قوية لحفظ النظام وامن التونسيين بعيدا عن تلك الصورة النمطية كأداة استبداد واصبحتا اليوم ضمانا لمقاومة الارهاب كما كانت ضمانة للعملية الانتخابية وستكون في المستقبل ضمانا لحماية مؤسسات الدولة الفتية. من جهة اخرى قال رئيس الحكومة ان تقوية القانون ومؤسسات الدولة هي الضامن للحاضر وللمستقبل منوها الى ان التونسيين انتقلوا اليوم من فترة التأسيسي وخرجوا منها نحو مرحلة الاستقرار وهو ما لمسه في الاتصالات العديدة التي تلقاها من خارج تونس قائلا ان حكومته التي عملت على تهيئة كل الظروف هيات الارضية بعد الاستقرار السياسي للتفرغ الى الاستقرار الاقتصادي داعيا التونسيين الى البقاء متوحدين والمحافظة على وحدتهم رغم الاختلاف في الآراء. وفي هذا السياق عبر مهدي جمعة عن تفاؤله الكبير بعودة الهدوء الى البلاد مثنيا على التعامل الحضاري للنخب السياسية مع نتائج الانتخابات مشددا على ان حكومته ستمنع أي تشويش وان الشعب والجيش والمؤسسة الأمنية سيحافظون على المكاسب وعلى الركائز القوية لمؤسسات الدولة قصد التفرغ للتركيز على مخاطر التهديدات الارهابية المتواصلة والأوضاع المضطربة في ليبيا، داعيا في هذا السياق الى الابتعاد عن أي تشويش وعن أية تجاذبات لأن الجميع متفقون على حماية المكاسب والمنجزات في اطار الوحدة الوطنية. وشدد مهدي جمعة على ان حكومته ستكون حازمة في الرد على أي تهديد داخلي او خارجي وتعول على الذكاء الجماعي للتونسيين في تفرغ المؤسسة الامنية والعسكرية لتركيز جهودها في مكافحة الارهاب و التهريب ومتابعة ما يجري في ليبيا المجاورة مشددا على ان حكومته تنتظر التشكيل الحكومي المقبل وستهيئ للحكومة الجديدة كل الظروف الملائمة الى حين تشكلها وتحمل مسؤولياتها.