يهدد زحف الكثبان الرملية التي غطت عددا من المنازل بالمدخل الشرقي لقرية نويل من معتمدية دوز الجنوبية بحرمان عدد من العائلات من مساكنهم نتيجة عجزهم عن التصدي لهذه الظاهرة الطبيعية التي طالت عددا من قرى ولاية قبلي على غرار الفوار وغيدمة. فهذه الظاهرة أضحت اليوم تشكل خطرا كبيرا قد يرمى بعدد من متساكني هذه القرى في الشارع دون مأوى رغم المجهودات التي تبذلها بعض الادارات الجهوية للحد من هذه الظاهرة ومقاومة تقدمها الا أن هذه الحلول تظل فى حاجة الى مزيد من الدعم من قبل الدولة والتفهم من قبل المواطنين لتحقيق نتائج تحمى عددا من التجمعات السكنية من الاندثار. وأوضح عدد من متساكني قرية نويل على غرار (مصباح بن عبد الحفيظ) أن عددا من منازل القرية خاصة منها الواقعة في المدخل الشرقي للقرية من جهة دوز بات مهددا بالردم الكامل بالرمال التي تقدمت خلال السنوات الاربع الاخيرة بصورة كبيرة ل"تستعمر"، على حد تعبيره بعض البيوت مجبرة أهلها على التخلي عن استعمالها أمام قوة هذه الظاهرة الطبيعية التي عجز الاهالى بامكانياتهم المتواضعة عن مقاومتها. وأشار الى أن التقدم الكبير للرمال داخل التجمعات السكنية المتواجدة منذ عقود تسبب في خسائر مادية كبيرة لعدد من الاسر التي هي في الاصل أسر محدودة الدخل وهو ما عمق من حالاتهم الاجتماعية المتواضعة التي تظل في حاجة الى التفاتة كبيرة من السلط الجهوية داعيا كافة الادارات المتدخلة فى عملية ازالة الرمال عن التجمعات السكنية أو في الحد من زحفها الى الاسراع بايجاد الحلول العملية لقرية نويل التي قد تتحول الى قرية منكوبة فى صورة تواصل تجاهل مطالب الاهالي المتتالية للسلط الجهوية بالتدخل طيلة السنوات الماضية. وصرح عدد من الاهالى لمراسل (وات) الذى عاين تشقق العديد من جدران المنازل بالجهة الشرقية للقرية والردم الكامل لغرف بعض المنازل بأنهم ملوا الحلول الوقتية المتمثلة في احداث بعض الطوابي المدعمة بجريد النخيل قصد الحد من زحف الرمال ذلك أن هذه الحلول باتت في حد ذاتها تشكل خطرا على منازلهم بسبب الارتفاع الكبير لهذه الطوابي جراء تكدس الاتربة فوقها نتيجة الرياح. وفى رده على مختلف هذه ، أوضح رئيس دائرة الغابات بالمندوبية الجهوية للفلاحة بقبلي عبد المجيد عباس أن الادارات الجهوية المتدخلة في مقاومة زحف الرمال تبذل سنويا مجهودات جبارة لمقاومة هذه الظاهرة الطبيعية وأن المندوبية الجهوية للفلاحة تخصص كل سنة اعتمادات هامة للغرض وذلك قصد تعلية بعض الطوابي واقامة طواب جديدة مدعمة بجريد النخيل للحد من تقدم الرمال ومقاومة الرياح فضلا عن انجاز برامج التشجير الغابي لحماية التجمعات السكنية والطرقات والمنشات العامة. وأشار الى أن الظاهرة تمس عددا من قرى ولاية قبلي على غرار نويل من معتمدية دوز الجنوبية وغيدمة والصابرية من معتمدية الفوار والبليدات من معتمدية قبلى الجنوبية، موضحا أن تقدم الرمال وخاصة الرمال المحصورة أي المتراكمة قرب أو داخل الاحياء في اتجاه المنازل قد تفاقمت خلال السنوات الاخيرة خاصة بقرية نويل وذلك بسبب تنامي ظاهرة ايقاف العديد من أشغال تعلية الطوابي او احداث الطوابي الاصطناعية الجديدة من قبل عدد من أهالي القرية فضلا عن تعمد العديد من أهالي المنطقة البناء قرب هذه الطوابي التي حتما ستتقدم في اتجاهها في صورة عدم صيانتها وتعليتها. وأفاد عباس بأن السلط الجهوية والادارات الجهوية بصدد فرز عروض صفقة تشمل أشغال ازالة بعض الرمال وصيانة عدد الطوابي داعيا الاهالي الى مزيد التفهم والتعاون مع الادارات الجهوية وعدم تعطيل الاشغال والسماح باحداث طواب جديدة وتجاوز الاشكاليات العقارية التى تحول دون احداثها نظرا لكونها تمثل الحل الفني الانسب لمقاومة زحف المال. كما أكد المصدر ذاته ضرورة التفاعل الايجابي بين المواطنين والادارة التي تمتلك الحلول الفنية للحد من زحف الرمال وتحرص على تنفيذ كافة البرامج التي تضمن حماية التجمعات السكنية من هذه الظاهرة الطبيعية التي تتطلب جهودا كبيرة ومتواصلة للحد منها. (وات)