لوحظ منذ سنوات تقدم مياه البحر على حساب رمال شاطئ سليمان ولاية نابل انطلاقا من سليمان الشاطئ وحتى المنطقة السياحية وشاطئ سيدي الجهمى وسليمان الرياض من الجهة الشمالية للولاية اما من الجهة الجنوبية فالوضع نفسه حيث تقدم مياه البحر على حساب مياه الشاطئ و تهديدها لعديد المنشآت السكنية والسياحية والاقتصادية بدار شعبان ونابل والحمامات. وللحد من تأثير هذه الوضعية الطبيعية اتخذت إجراء وحيد منذ سنوات تمثل في وضع كاسرات أمواج داخل البحر لحماية بعض المنازل و المنشات السياحية والترفيهية .
والمؤسف أن كاسرات الأمواج أضرت بالشاطئ إذ تسببت في ركود المياه وتعطل سرعة تجددها مما جعل الجهة اليمنى من شاطئ سليمان مثلا تتحول إلى منطقة غير صالحة للسباحة. الموضوع عاد ليطرح من جديد نظرا للتوسع العمراني بسليمان الرياض ودار شعبان ونابل والحمامات وتوجه الأنظار للمنطقة كوجهة سياحية و سكنية بامتياز استهوت المستثمرين الذين راهنوا على بعث بعض المشاريع السياحية والترفيهية .لكن مع دخول بعض المؤسسات طور الانجاز والاستغلال واجه بعض المستثمرين مشكل تقلص رمال البحر بصفة سريعة جعلت من بعض المنشآت مهددة بان تبتلعها مياه البحر كاحد النزل بدار شعبان ومطعم بسليمان الرياض والذي دخلته المياه بالفعل وتقسيم «بن إسماعيل «الذي انهار قسم من طرقاته و المركز الترفيهي «البوبكري» المملوك من شركة متعددة الجنسيات هذا بالإضافة إلى أراض ومنزل خاص يعود إلي احد العائلات التي تسكن بالجهة قبل وصول العمران إليها.
وهو ما تسبب في خسائر كبيرة بالا راضى والممتلكات وأحبط عزائم عدد آخر من المستثمرين الذين ترددوا في إتمام بعض المشاريع السياحية التي من شانها أن تنشط الحركة السياحية بالجهة. وقد بادر بعض المتضررين بمراسلة عديد الوزارات والهياكل الحكومية على غرار ولاية نابل ووزارة السياحة ووكالة حماية الشريط الساحلي مطالبين بإيلاء الموضوع ما يستحقه من اهتمام والمسارعة باتخاذ التدابير اللازمة لوقف زحف البحر على المنطقة وبالتالي حماية الممتلكات من الاختفاء. لكن أي إجراء سيكون على حساب رمال البحر حيث يجري تكديس الحجارة وبقايا مواد البناء لحماية المنشآت و بالتالي ردم الرمال أهم ما كانت تميز شواطئ الجهة .ويرجع المختصون في البيئة هذه الظاهرة إلي انخرام التوازن البيئي بالجهة بصفة عامة ففي سليمان التلوث الشديد للمنطقة الرطبة ولوادي الباي من جهة وواد سلتان اللذين يصبّان في مياه البحر ويجلبون معهم الرواسب والأتربة ومن جهة أخرى تأثير واد «سوحيل» بنابل. لذلك فان حل المشكل يحتاج إلى دراسة معمقة وعلمية تحدد المشكل وأسبابه والسبل العلمية للوقاية وحماية ما يمكن حمايته من منشآت.