تمكنت أجهزة الأمن الجزائرية من تفكيك ورشة سرية لصناعة الأسلحة والذخيرة والمتفجرات، في منطقة بوقطب بولاية البيض جنوبالجزائر. وجاءت هذه العملية، بحسب تقرير أمني، بناء على معلومات وتحريات ميدانية قامت بها الأجهزة الأمنية. وبعد تفتيش 3 منازل في بلدة بوقطب تم العثور على 4 بنادق ومسدس وكمية هامة من مواد صناعة المتفجرات، من أسمدة وبارود وأملاح كيمياوية. وأسفرت هذه العملية عن توقيف شخصين، يرجح أن يكون نشاطهما موجهاً لصالح المجموعات الإرهابية المسلحة. وفي سياق آخر، أجلت محكمة الجنايات بالعاصمة الجزائرية، إلى شهر مارس المقبل، محاكمة 10 أفراد من عائلة القيادي في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبدالحميد أبو زيد، المتهمين بالانتماء إلى مجموعة إرهابية دولية. وقد وجهت للمتهمين العشرة تهمة تشكيل شبكة دعم وإسناد لجماعة إرهابية دولية تنشط في منطقة الجنوبالجزائري، والمساعدة على خطف سياح أجانب في المنطقة بقصد طلب فدية. وسبق لمحكمة الجنايات في الجزائر العاصمة أن فصلت في هذه القضية سنة 2012، مصدرة أحكاما تتراوح بين10 سنوات سجنا والمؤبد على المتهمين، بما فيهم عبدالحميد أبو زيد الذي قضي عليه فيما بعد في 2013 بشمال مالي، لكن المتهمين قدموا طعنا في الأحكام الصادرة بحقهم. ويفيد ملف القضية أن هؤلاء الأشخاص كانوا يعملون لصالح القيادي في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبدالحميد أبو زيد، الذي تبنى استراتيجية جديدة تتمثل في تجنيد أشخاص ينشطون في عمليات تهريب المخدرات والوقود والأسلحة في الصحراء، لاستعمالهم في تنفيذ مخططات إجرامية. وأفادت التحقيقات أن هؤلاء المتهمين كانوا يزودون الإرهابيين بالمؤونة وبراميل البنزين وبمبالغ مالية معتبرة من العملة الصعبة، كما كانوا يعملون على تجنيد عناصر جديدة لدعم جماعة إرهابية تنشط في الصحراء، ويقومون بتهريب المخدرات قصد الحصول على أموال لشراء الأسلحة. كما أشارت التحقيقات إلى أن المتهمين نصبوا حاجزا مزيفا بالجنوب، لسرقة سيارات رباعية لمواطنين قصد استعمالها في تنقلات الإرهابيين وتنفيذ العمليات الإرهابية من خلالها كالهجوم المسلح الذي استهدف عناصر الجمارك بالمنيعة في العام 2006. وقد اعترف المتهمون أثناء التحقيق القضائي أنهم قاموا بدعم الجماعة الإرهابية التي يقودها عبدالحميد أبو زيد في الصحراء. يذكر أن محكمة الجنايات في العاصمة الجزائر قد أجلت محاكمة 7 عناصر كانوا ينتمون إلى مجموعة إرهابية تدعى «الجماعة الإسلامية المسلحة»، بعد توقيفهم قبل سنوات، عقب إبلاغ أحد عناصر المجموعة عن نشاطها في أعقاب تكليفه من قبل أمير الجماعة رشيد أبو تراب بتنفيذ عملية انتحارية. والجماعة الإسلامية المسلحة هي أكثر المجموعات الدموية في تاريخ النشاط الإرهابي في الجزائر، حيث نفذت مجازر دموية في منتصف التسعينيات.