يبدو أن قدر تونس هذه السنة اختار ان لا ينهل الامن قدر (بمعنى الاناء) التطرف وكأنه كتّب لنا ان لا ينعي شالا على وقع المتطرفين فبعد ان ضاق التونسيون ذرعا بزيارة الدعاة الذين يحلون بيننا ليدخلوا بلبلة في صفوف العامة فهذا يتحدث عن ختان النساء على غرار وجدي غنيم وذاك يبشرنا بالزواج بأربع والاخر يفتي لنا في امر سياستنا بل يفرض علينا ما يجب ان يكون عليه دستورنا ... وبعد ان تراجع نسق اقبالهم ليفسح المجال لنمط اخر من التطرف لمسنا اشكاله في احداث الاثنين الاسود بعد ما حدث في معرض العبدلية أطل علينا التطرف هذه المرة من الضفة الاخرى ومن بلد النور والحريات فرنسا التي اختارت ان تحصل لنفسها على اجازة من التطرف فارسلت لنا بزعيمها العنصري جان ماري لوبان الذي اثار قدومه عندنا موجة جيدة من الاحتجاجات كشف عنها موقع نوميديا نيوز الذي قال أن ناشطين تونسيين شنوا على صفحات التواصل الاجتماعي "فايسبوك" وأحزاب سياسية، حملةَ تنديد واستنكار واسعة على زعيم حزب الجبهة الوطنية السابق "اليمين المتطرف" وزوجته، اللذين يقضيان عطلة في مدينة الحمامات التونسية. وبالتوازي ندّدت وسائل إعلام وأحزاب سياسية ونشطاء تونسيون بالزيارة التي يقوم بها اليميني المتطرف جون ماري لوبان إلى تونس لقضاء عطلته رفقة زوجته في مدينة الحمامات، وطالب في هذا الإطار حزب المجد الذي يتزعّمه عبد الوهاب الهاني، عائلة لوبان إلى مغادرة تونس دون انتظار. وكتب الهاني على صفحته على الفايسبوك: "تواجد جان ماري لوبان، معذب الجزائريين وحامل الإيديولوجية الفاشية في تونس، هو بمثابة اعتداء واضح على قيم الجمهورية وعلى ذاكرة الشهداء التونسيين الذين راحوا ضحية الحرب الوطنية". وأضاف "حزب المجد يندّد بقدوم الزعيم العنصري صاحب المواقف المعادية لمهاجري المغرب في فرنسا إلى تونس"، داعيا السلطات التونسية إلى ترحيله إلى فرنسا في أسرع وقت ممكن. وكتبت صحف فرنسية أيضا عن رحلة الاستجمام التي يقضيها جون ماري لوبان في منتج بالحمامات التونسية، وقالت "لوباريزيان" إن أحزاباً تونسية دعت إلى طرد لوبان من بلادها بسبب مواقفه العدائية والعنصرية من المهاجرين العرب. يذكر أن زعيم الجبهة الوطنية الفرنسي السابق جان ماري لوبان، يواجه صعوبات في السفر إلى عدد كبير من الدول العربية، لا سيما إلى الجزائر، التي ارتكب فيها جرائم حرب خلال ثورة التحرير