تداولت المواقع الاجتماعية على الأنترنات وبعض الصحف الإيطالية صورة ماريو بالوتيلّي مهاجم منتخب إيطاليا لكرة القدم وهو يحتضن أمه سيلفيا بالوتيلّي في مشهد مؤثر. وقال هدّاف إيطاليا ونجمها بلا منازع في تصريحات بعد المباراة التي سجل فيها هدفين في مرمى ألمانيا أنه يهدي الهدفين والفوز والتأهل إلى النهائي لوالدته. ونقلت مواقع ألكترونية عن أشخاص كانوا بجانب أم بالوتيلّي (بالتبنّي) لدى احتضانها ماريو أن الأخير أجاب عن سؤال صحفي حول أسعد لحظاته الليلة (ليلة المباراة) بقوله: "أسعد اللحظات؟ هي لمّا شاهدت أمّي وقلت لها أن الهدفين من أجلها". وماريو ولد لمهاجرين غانيين (طوماس وروزا باروواه) وقد كانت العائلة غير مستقرة وعانى ماريو من مشاكل صحية كبيرة دفعت بعائلته إلى عرضه على من يرغب في تبنّيه وهو ما حصل لمّا كان عمره ثلاث سنوات فقط. ففي 1993، تبنّى فرانشيسكو وسيلفيا بالوتيلّي الطفل ماريو فعليا لكن ليس قانونيا. ولمّا أصبح لاعبا مشهورا، طالب والداه (الغانيان) استعادته لكنه رفض متهما إياهما بالرغبة في التمعش من شهرته وفي نفس الوقت، تخلّت عنه عائلة بالوتيلّي برفضها تبنّيه قانونيا. وانتظر ماريو أن يبلغ سن ال18 عاما ليحصل على الجنسية الإيطالية وهو ما حصل في 13 أوت 2008. ونتج عن كل هذه التقلبات الأسرية والصعوبات الحياتية في إكساب خصال نفسية واجتماعية صعبة للاّعب. وقد عاش ماريو بسببها مشاكل كبيرة مع الإعلام الإيطالي ثم مع الإعلام الأنقليزي. ويرى الإيطاليون أن وضعية بالوتيلّي الأسرية خصوصا أثناء الصغر أثرت كثيرا على شخصيته المتقلبة والعدوانية وميله للعزلة ولردود الأفعال المتشنجة التي اشتهر بها ودفعته لإتيان عديد التصرفات الغريبة التي كثيرا ما دفع ثمنها غاليا في شكل إقصاءات من المباريات وحالات سكر واضح وعربدة وعنف تجاه فتيات ليل. وعرف اللاعب موسمين متقلّبين جدّا في سيتي وكانت مشاركته في كأس أمم أوروبا الحالية محل شك إلى آخر اللحظات. واتسمت بداية البطولة في فشل ذريع للاّعب الذي افتقد التركيز وفشل في تسجيل فرص سهلة. ورغم ذلك، جدد مدرب الأزوري تشيزاري برانديلّي الثقة في مهاجمه وسانده زملاؤه معنويا حتى وجد توازنه واستعاد الثقة التي جعلت منه يبرز بدرجة كبيرة في الدور نصف النهائي ويصبح نجم إيطاليا الأول.