قال مدير الإحاطة والتّشخيص والتّنمية ببنك تمويل المؤسّسات الصّغرى والمتوسّطة، والمنسّق العامّ لبرنامج التّعاون بين البنك وصندوق الصّداقة القطريّ مهدي قصيعة في حواره مع "الصباح نيوز"، أنه بموفى شهر أفريل 2016 ستبلغ نسبة المساهمة من موارد صندوق الصداقة القطريّ ، تمويل 345 مشروعا وإحداث حوالي 6.600 موطن شغل مباشر من خلال دعم وإحداث أو توسعة مؤسّسات صغرى و متوسطة على كامل تراب الجمهوريّة. وقال قصيعة في حواره أنه وقع إلى حدّ اليوم المصادقة على تمويل 213 قرض مموّل من موارد صندوق الصّداقة القطريّ، بمبلغ جمليّ للمصادقات بلغ 8,812 مليون دينار. وفي ما يلي نصّ الحوار : -لماذا اخترتم الشراكة مع صندوق الصداقة القطري؟ لقد مثّلت الشّراكة التي جمعتنا مع صندوق الصّداقة القطري، منذ أكتوبر 2013، فرصة هامّة لتنويع خدماتنا المقدّمة لباعثي المؤسسات الصّغرى و المتوسطة، حيث أنّ هذه الشّراكة مكّنت من تقديم منتج بنكيّ جديد يتمثّل في قرض المساهمات المسند باسم الباعث لتمكينه من تمويل جزء من الموارد الذّاتيّة للمشروع. وقد ارتكزنا في ذلك على التّجربة التي اكتسبناها سابقا في هذا المجال في إطار برنامج التّعاون الذي جمعنا مع مكتب التعاون السويسريّ والّذي انطلق منذ سبتمبر 2011، و كان موجّها نحو النهوض بالمؤسسات الصغرى والمتوسّطة بالولايات ذات الأولويّة. حيث يجب التّذكير أنّه من بين النّقاط الإيجابيّة التي تحسب لفائدة برنامج صندوق الصّداقة القطري ببلادنا كونه يعتمد في نفس الوقت على مجموعة من الشّركاء الذين يمثّلون مختلف أصناف الهياكل المعنيّة بإحداث المشاريع و توفير مواطن الشّغل. كما يجدر الذكر أنّ الأشهر الثّلاثة الأخيرة تميّزت بمزيد تدعيم التّعاون والتّنسيق وتنظيم البرامج المشتركة بين الشّركاء الستّة للصّندوق، فنحن مثلا نقوم اليوم بالإعداد لمنهجيّة عمل مشتركة في ما يتعلّق بالتعهّد بملفّات التّمويل الواردة والتي سترد علينا مستقبلا من قبل أصحاب أفكار المشاريع الّذين تمّ تأطيرهم من خلال منظومة كنفيدرالية المؤسّسات الخاصّة بالإحاطة بالباعثين من خلال مساندتهم لإعداد منظومة مخطّط الأعمال ( "CIEP"). -ما هي أهداف هذه الشراكة من حيث عدد مواطن الشغل، المشاريع، المكاتب المزمع إنشاؤها؟ حسب البرنامج المتّفق عليه بين البنك و الصّندوق، فإنّه من المتوقّع بنهاية فترة إنجاز المشروع أي موفّى شهر أفريل 2016، المساهمة في تمويل 345 مشروعا من موارد صندوق الصداقة القطريّ و إحداث حوالي 6.600 موطن شغل مباشر من خلال دعم وإحداث أو توسعة مؤسّسات صغرى و متوسطة على كامل تراب الجمهوريّة. فعلى صعيد الانتشار الجغرافيّ للبنك، مؤسّستنا موجودة اليوم على مستوى 21 ولاية عبر مكاتب تضمّ في أغلب الأحيان إطارين. و يقوم كلّ مكتب بإسداء الخدمات المتعلّقة بمختلف المراحل الّتي يمرّ بها ملفّ التّمويل. كما تجدر الإشارة هنا إلى أنّ برنامج التّعاون مع صندوق الصّداقة القطريّ قد ساهم في تنظيم عدد من التّظاهرات و اللّقاءات الإعلاميّة الموجّهة إلى دفع المبادرات الخاصّة والتّشجيع على إحداث المؤسّسات، على غرار ورشة تشخيص أفكار المشاريع الّتي انتظمت خلال شهر نوفمبر 2014 بولاية تطاوين في إطار شراكة مع منظّمة "كوناكت" والمعهد العالي للّدّراسات التّكنولوجيّة بتطاوين. وسيتواصل عملنا بنفس الحرص و العناية بهدف المضيّ قدما في هذا البرنامج، مع توفير الإحاطة و المساندة لباعثي المشاريع خلال مختلف مراحل إنجاز مشاريعهم، مع السّعي إلى تحقيق الأهداف العامّة من حيث إعطاء الأولويّة للمشاريع المنجزة من قبل فئة الباعثين الشّبّان و للمشاريع المنجزة بمناطق دعم التّنمية الجهويّة، مثلما تنصّ على ذلك الاتفاقية. ومن ناحية أخرى، سيتمّ تدعيم المنهجيّة الاتصالية لهذا البرنامج قصد مزيد التّعريف بالخدمات المسداة في إطاره، من خلال المشاركة في المعارض و الصّالونات و النّدوات و الملتقيات ذات الصّلة و المساهمة في عدد من الحصص التّلفزية و الإذاعيّة و من خلال إثراء محتوى موقع واب البنك وكذلك موقع واب الصّندوق، بالمعطيات المحيّنة حول خدمات البنك في إطار هذه الشّراكة. كما سنقوم بإعداد مطويّات خاصّة بمنتج قرض المساهمات المموّل من موارد الصّندوق. -ما هي النتائج الّتي تم تحقيقها؟ لقد بلغنا منذ الانطلاق الفعليّ للبرنامج في نوفمبر 2013، و إلى حدّ اليوم إلى المصادقة على تمويل 213 قرض مساهمات مموّل من موارد صندوق الصّداقة القطريّ، بما فيها من عمليّات إحداث وعمليّات توسعة، بمبلغ جمليّ للمصادقات من هذه الفئة من القروض يبلغ 8,812 مليون دينار، بكلفة جمليّة للاستثمارات تبلغ 165 مليون دينار، و ب: 3593 موطن شغل محدث أو سيتمّ إحداثه، أي ما معدّل 17 موطن شغل للمشروع الواحد. و تجدر الإشارة هنا إلى أنّ 56 % من المشاريع المعنيّة بتدخّلات الصّندوق هي منجزة أو سيتمّ إنجازها بمناطق دعم التّنمية الجهويّة. وتتوزّع المشاريع المعنيّة بتدخّلات الصّندوق على فئتين، كما يلي: *المؤسّسات في طور استكمال هيكل التّمويل: و الّتي تشكو صعوبة في تجميع الموارد الذّاتية اللازمة لإدراك نسبة 35 % من الكلفة الجملية للاستثمار، الضّروريّة كحدّ أدنى من رأس المال. *المؤسّسات في طور إنجاز الاستثمار أو تلك الّتي تنشط خلال سنتيها الأوليتين: والّتي يتمّ تمويلها عن طريق صندوق الصّداقة القطريّ بهدف مجابهة الإشكاليّات التّالية: تسجيل بعض المصاريف الطّارئة خلال آخر مرحلة في صرف القرض أو مباشرة بعدها أو تسجيل بعض التّضخّمات و تجاوز القيمة المحدّدة على مستوى كلفة بعض مكوّنات الاستثمار قياسا مع قيمتها المحدّدة صلب هيكل التّمويل المصادق عليه أو عزوف البنك التّجاريّ الشّريك عن تمويل دورة الاستغلال إمّا كلّيا أو جزئيّا، مع الحاجة الماسّة للمؤسّسة إلى سيولة إضافيّة. ويجدر التّذكير هنا أنّ قروض المساهمات المسندة من موارد الصّندوق يتمّ منحها بدون فائدة وبفترة إمهال تبلغ سنتين وفترة استخلاص تقدّر بخمس سنوات (بما في ذلك فترة الإمهال)، وبمعدّل 40.000 دينارا للمشروع الواحد، وسقف 100.000 دينارا للمشروع الواحد.