بمناسبة مرور عام على الإعلان عن برامجه في تونس عقد أمس صندوق الصداقة القطري وشركاؤه ندوة اشرف عليها الأستاذ عبد الله ناصر الحميدي سفير دولة قطربتونس ورئيس الصندوق الى جانب وزير التكوين المهني والتشغيل السيد حافظ العموري. وتم خلال الندوة استعراض أهم انجازات الصندوق في المناطق الداخلية بتونس الى جانب التوقيع على ثلاث اتفاقيات شراكة وتعاون جديدة بين الصندوق القطري للصداقة من جهة ووزارة التكوين والتشغيل وعدد من المنظمات الراعية لتكوين الشركات الصغرى والمتوسطة والتي تدعم وتوفر الإحاطة بالشباب التونسي الراغب في انشاء مؤسسات تنموية صغرى ويعوقهم التمويل وهي الجمعية التونسية للنماء وجمعية «تيسير» وكنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية « كوناكت». وقال سفير قطربتونس الأستاذ عبد الله بن ناصر الحميدي رئيس الصندوق في كلمته الإفتتاحية لهذا اللقاء : «عمل صندوق الصداقة القطري منذ انباعثه يوم 8 ماي من العام الماضي على دعم مجهودات المؤسسات الوطنية التونسية قصد تعزيز انشطتها الهادفة الى دعم شباب تونس من خلال تقديم جميع اشكال المساندة لباعثي المشاريع الشبان ولأصحاب الأفكار المبتكرة في مجال ريادة الأعمال واقتصاد المعرفة. كما يسعى الصندوق الى توطيد علاقة الأخوة والشراكة بين الشعب القطري والشعب التونسي وذلك عن طريق خلق فرص عمل جديدة ودعم ريادة الأعمال وتحقيق طموحات الشباب التونسي». وأبرز سفير دولة قطربتونس ما تم تنفيذه من برامج الصندوق في الجهات الداخلية المحرومة والأقل حظا في برامج التنمية من ذلك بعث 154 مؤسسة بين صغرى ومتوسطة خلال العام الأول من عمر الصندوق، مشيرا الى اتفاقية الشراكة الموقعة بين صندوق الصداقة القطري وبنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة حيث اثمرت حتى اليوم 146 مشروعا وتمكن اصحابها من الحصول على قروض من خط تمويل صندوق الصداقة القطري لدى البنك المذكور. وأعلن ان شبكة تونس لريادة الأعمال وفي اطار شراكتها مع صندوق الصداقة القطري تمكنت من فتح 6 مكاتب بست جهات داخلية بتونس بالإضافة الى مكاتبها بالعاصمة تونس وولاية المنستير مما سيمكنها من دعم 80 مشروعا هذا العام تساهم في خلق حوالي 1031 موطن شغل مع موفى العام الجاري. واشار السفير الى انه تم خلال شهر مارس المنقضي الإعلان رسميا عن بعث منظومة «انطلاق» التي تعنى بمجال تكنولوجيا الإتصال والمعلومات بميزانية قدرها 28 مليون دينارا تونسيا وهو ما من شأنه ان يعطي دفعا للشباب التونسي ويشجعه على بعث مشاريعه الخاصة في ميدان التكنولوجيا. واضاف الأستاذ عبد الله ناصر الحميدي امام حضور اعلامي كثيف، ان صندوق الصداقة القطري يسعى في رؤيته الى توفير التسهيلات والدعم اللازمين للشباب التونسي لإنجاز مشاريعه الخاصة من الفكرة الى الإنجاز والتطوير مجددا الأمل في ان يكون لبعث هذه المنظومة الأثر الإيجابي على باعثي المشاريع الشبان في تونس بشكل خاص وعلى الإقتصاد التونسي عامة. ورحب السفير بامضاء الإتفاقيات الثلاثة مع الشركاء الجدد لصندوق الصداقة القطري وهم اساسا وزارة التشغيل والتكوين ومجموعة من المؤسسات الراعية لبعث الشركات الصغرى والمتوسطة، حيث قال في هذا الصدد: «امل ان تكون هذه الشراكة الجديدة بمثابة نفس جديد وقوة دفع اضافية من شأنها ان تسرّع قاطرة انجازات صندوق الصداقة القطري وشركائه التونسيين بما فيه خير الشباب التونسي. وهكذا اصبح للصندوق شريك في كل جزء من المنظومة الإقتصادية بدءا من فكرة انجاز المشروع وتشخيصه وصولا الى مرحلة الإستغلال والتوسيع». كما أشار السفير أيضا الى ان الشباب التونسي الذي راهن عليه الصندوق «كان بالفعل في مستوى الإنتظارات والتحديات وكانت نجاحاته مرآة لنجاحات صندوق الصداقة القطري». وأردف بان هذه الشراكة تعكس حجم الثقة بين الشعبين التونسيوالقطري وأن من شأنها ان تدعم الصداقة المتينة بين الشعبين المرتكزة اساسا على الثقة المتبادلة والإحترام. كما تناول الكلمة وزير التشغيل والتكوين حافظ العموري العائد من زيارة اخوة وعمل قادته الى دولة قطر، وانتهز هذه الفرصة ليثني على كرم الضيافة وحسن الإستقبال اللذين حظي بهما خلال هذه الزيارة منوها «برغبة الإخوة القطريين وعزمهم الراسخ على مواصلة وقوفهم الى جانب تونس وشعبها في هذه المرحلة الإنتقالية الحرجة.» وقال الوزير : «يحدو اشقاءنا القطريون عزم صادق على مساندة جهودنا الإنمائية الرامية الى دعم تشغيلية الشباب وخاصة خريجي الجامعات العليا العاطلين عن العمل، ونحن اذ نشكر لأشقائنا هذه الوقفة الرائعة والمميزة، فلا يسعنا الا مباركة الذكرى الأولى لإنبعاث صندوق الصداقة القطري الذي تشير لغة الأرقام الى تحقيقه نجاحات هامة ادخلت السعادة على آلاف الشباب التونسي الذي تعوزه الجوانب المالية عن تحقيق احلامه والحال انه يتميز بهبة الإبتكار والتجديد». وأضاف الوزير «نقر بأن القطاع العمومي في تونس لم يعد قادرا على استيعاب 242 الف عاطل عن العمل من حاملي الشهائد العليا ولأن الإستثمار لا يزال نسقه ضعيفا ودون المامول، فاننا نعوّل على القطاع الخاص للرفع من طاقة التشغيل وهنا نلتقي مع اهداف صندوق الصداقة القطري الذي ينشط بدعم مباشر من سمو الأمير تميم بن حمد الذي يحرص شخصيا على مساندة الشعب التونسي ودعم اقتصاده. ونحن اذ نعول على اشقاءنا في قطر من اجل مساندتنا في ايجاد مواطن عمل لألاف الشباب العاطل، فاننا نامل في ان يساهم الصندوق معنا في تغيير ثقافة انتظار العمل المؤجر في القطاع العمومي المنتشرة لدى شبابنا وتوجيهه نحو المبادرة بخلق مشاريع تنموية تضمن نسبة تشغيل لابأس بها». وتخلص الوزير للحديث عن نتائج زيارته مؤخرا الى دولة قطر فقال : «لقد عبّر المسؤولون القطريون عن رغبتهم في انتداب 35 الف تونسي للعمل هناك وكلنا حرص على تفعيل هذه الإتفاقية ونتمنى ان تساهم في تعميق التعاون بين تونس وأشقائنا في قطر التي نعتز بصداقتهم ونشيد بروح الإخاء والمحبة التي تجمع بيننا، كما تم الإتفاق على انشاء مكتب لتشغيل التونسيينبقطر، بالإضافة الى ارساء ربط الكتروني بين الوزارة والمؤسسات والإدارات القطرية لتيسير اطلاع المسؤولين القطريين على طلبات التشغيل بما يكرس الربط بين العرض والطلب وتسهيل انتداب الكفاءات التونسية، وهي خطوة ممتازة ننوه بها ونعتز ان تجمعنا مع اشقاءنا القطريين الذين يظلون ابرز داعم لتونس ما بعد الثورة قولا وفعلا.» وعبّر الوزير عن اعتزاز التونسيين بالحرص القطري على مضاعفة استثمار اصحاب الأعمال القطريينبتونس دعما لتشغيل الكفاءات التونسية وحرصا منهم على تطوير مستوى عيش الشباب والأخذ بيده. واقر الوزير بضعف ديمومة المشاريع الصغرى والمتوسطة بسبب غياب الإحاطة باصحابها منوها باستعداد وزارته لدعم جهود باعثي المشاريع وتوفير تكوين مسبق لفائدتهم ضمانا لأكبر حظوظ النجاح لبرامجهم التي يعاضدها بكل اعتزاز صندوق الصداقة القطري الحريص على الأخذ بيد الشباب التونسي في كافة المجالات. واعلن حافظ العموري ان وزارة التشغيل والتكوين ستنظم الشهر القادم معرضا لتيسيرتسويق منتوجات المشاريع الصغرى والمتوسطة من جهته لاحظ السيد عزيز مبارك ممثل عن الجمعية الأهلية التونسية للنماء، احد الشركاء الجدد للصندوق، ان الإتفاقية التي تم ابرامها أمس مع صندوق الصداقة القطري تنص على تقديم هذا الأخير لدعم مالي لإثني عشر مؤسسة صغيرة ومتوسطة الحجم والممولة من طرف مؤسسة « تون انفست كراوسنس» مما سيمكنها من تسريع نسق نموها ومن المساهمة بصفة فعالة في حلقة خلق فرص عمل لصالح الشباب التونسي رجالا ونساء من الذين يمثلون ثروة حقيقية لتونس بفضل ديناميكيتهم وطموحهم. اما طارق الشريف رئيس كنفدرالية المؤسسات المواطنة «كوناكت» فقد ثمّن الدعم القطري اللامحدود ووقوف القيادة القطرية لسمو الأمير تميم بن حمد الى جانب الشعب التونسي في احلك فترات الإنتقال الديمقراطي. وأشار الى ان مؤسسته تعمل على بعث المشاريع في المناطق التونسية الأقل حظا. وبخصوص الإضافة التي ستحققها «كوناكت» لصندوق الصداقة القطري بعد ابرام اتفاقية اليوم، أوضح الشريف بأن مؤسسته تسعى الى دعم باعثي المشاريع وتكوينهم ومساعدتهم على تحقيق اهدافهم الإستثمارية مضيفا ان «كوناكت» وبالشراكة مع الصندوق ستواصل مساندتها للشباب والإحاطة بهم ماليا وقانونيا وتوجيههم بعد انشاء مشاريعهم وتسهيل تموقعهم في السوق المحلية.