لقد شاهد التونسيون وهم في شبه دهشة وحيرة طريقة وخطة لعب التونسيين اما خصيمتهم انجلترا ولقد لاحظ الملاحظون ان الفريق التونسي كان يتفادى ويحذر اختيار طريقة الهجوم والتقدم في مناطق الفريق الخصم مؤثرا التأخر الى مناطقه تاركا له المجال واسعا ليلعب براحة وحرية في كامل ارجاء الملعب ساعيا جاهدا الى هز الشباك بكل جدية وبكل حزم والدليل على ذلك ان الفريق الانجلييزي سجل هدفه الأول براحة وبسهولة كبيرة ولولا تثاقله واطمئنانه بعد تسجيله لهذا الهدف لكانت النتيجة لفائدته اثقل بلا نقاش ولاجدل ولعل هذا ما جعل الانجليز يعودون الىى الهجوم بقوة وبسرعة بعد قبولهم لهدف التعادل ناوين القضاء على احلام التونسيين في اقرب واسنح فرصة ولا شك ان الملاحظين المتأملين في تصريح الممرن نبيل معلول الذي قال وكله ثقة فيما يقول قبل بدء هذه المسابقة العالمية انه ينوي لتونس ان تترشح الى الدور الربع النهائي في هذه الكاس وستخرج من هذه الدورة مرفوعة الراس اقول انهم سيظلون يقولون و يتساءلون هل هذا الهدف المنشود والمطلوب الذي رسمه وخطط وعمل له الممرن معلول يتحقق منطقيا وعقليا بالجنوح الى طريقة سبق الخصم ومفاجأته بالهجوم؟ ام يكون عمليا بالنكوص امامه والفرار منه وايثار الكمون والتقوقع وتخييرالتملص والتخلف عنه بل و الهروب من مواجهته بشراسة او تزخي طريقة اخرى تشبه اسلوب الهروب؟ ولئن كان بعض اصدقاء واحباب معلول الذين اختاروا ان يكونوا له في هذا اللقاء مجاملين الا اننا نقول لهم عليكم بنقده بصفة فورية عاجلة غير آجلة اوليس النقد البناء لدى العرفين الصادقين اساس من اسس الروح والثقافة والأمانة الوطنية في كل ان وفي كل حين؟ اما نحن فسنصرخ في وجه معلول وفي وجه خطته وسنقول له انك وحدك يا معلول تتحمل المسؤولية كاملة في الضعف الذي لاح عليه لاعبوك و في اختيار من اخترتهم من هؤلاء اللاعبين الذين لم يكونوا جاهزين بدنيا ولا فنيا بل كانوا خائفين مذهولين وشبه مستسلمين و الذين ظهروا اشباحا في ذلك اللقاء وكانوا خارج الموضوع بالتاكيد وبالقطع وباليقين كما يؤسفنا ان نقول لك ولجماعتك المقربين من الرياضيين ومن المحللين ومن المساعدين ومن المستشارين الذين مدحوك واعتبروك من احسن ومن اذكى المدربين ان تونس ظهرت في تلك المقابلة بوجه دل وبين بوضوح شديد انها اضعف فريق ظهر في هذه الكاس العالمية بالدليل وبالتاكيد فكل الفرق الأخرى التي انهزمت قبلها ادت ما يجب عليها من نوعية الأداء المطلوب وقاومت ما امكنت المقاومة ولم تعتمد طريق التقوقع السلبي واسلوب النكوص و الهروب كما نزيد فنقول ونذكر معلول ان التونسيين يكادون يجمعون ان مقابلتهم ضد انجلترا كانت اضعف مقابلة ظهروا بها في تاريخ مشاركتهم في الكؤوس العالمية رغم الهزائم التي انقادوا اليها وهي مقابلات معروفة وموثقة تاريخية ولا اظن انه بقي للمرن معلول من اختيار اخر جديد مفيد الا اعتماد اسلوب الهجوم الكامل امام خصمه الثاني وهم فريق البلجيكيين ولسنا نراه في حاجة ان يتذكرا وان يذكره احد ان هذا الفريق قد انتصر في مقابلته الأولى بنتيجة عريضة مريحة وانه يريد ان يخرج من مقابلته ضد تونس باجمل اثر وفي احسن وجه وفي اطيب ريحة كما لا نراه في حاجة الى من يذكره بان فريق البلجيك معروف تاريخيا بصلابته وثباته ورباطة جاشه وغير ذلك من المحاسن ومن القوة ومن عوامل الشهرة والفخر حتى قال عنه العارفون انه مارد متوحش في بطش وفي عزم وفي خبث الشياطين الحمر فهل ستتلافى تونس خسارتها الفاضحة المدوية امام البلجيكيين؟ وهل ستجد من القوة ومن الفورمة ما تغير به نظرة المشاهدين في العالمين الذين راوا لعبها واسفوا لما لاحظوه عليها من الوهن ومن الضعف الفادح المبين؟ ام ستتعثر مرة ثانية بما يخيب الظنون وبما يحير العقول؟ وهل سيغضب التونسيون بعد ذلك وسيقولون وهم آسفون(فاتتك ليلة الدخول يا معلول)؟فلننتظر جميعا ما ستاتي به نتيجة الأيام القادمة التي سينتظرها التونسيون حتما بقلوب خافقة وعقول حالمة وكل ما نتمناه وما نرجوه الا نراهم بعد ذلك يتحسرون ويتذكرون ويقولون ما كان يقوله اباؤهم واجدادهم الأقدمون اذا خسروا شيئا خابت فيه ظنونهم وبقوا بعد خيبته فيه ينتظرون ربحا في غيره قد يقع وقد لا يقع وقد يتحقق وقد لا يتحقق وقد كون او لا يكون(عش بالمنى يا كمون)