لان فسادنا كبير ومستشري , لان حوكمتنا غير رشيدة ولا شفافة , لان الاقتصاد الموازي قد بلغ درجات و مستويات غير مسبوقة , لان الاستثمار الداخلي و الخارجي في سبات عميق , لان حجم التهرب الجبائي مرتفع ومعتبر , لان جهات عديدة في البلاد لازالت عذراء على مستوى التنمية و الاستثمار , لانه لا شفافية على مستوى التصرف في موارنا الطبيعية الوطنية , لاننا نمتلك مساحات شاسعة من الاراضي الدولية المهمشة و المنسية و عديد المؤسسات العمومية التي تعاني من سوء التسيير و من المحسوبية , لاننا نخسر اموالا طائلة نتيجة الفساد في الصفقات العمومية , لاننا لم ننفتح بعد على بلدان صاعدة و نامية و قوية مثل الصين او الهند او بعض النمور الاسيوية , لان خدماتنا و عروضنا السياحية لا زالت تقليدية و بدائية , لان فلاحتنا لا زالت بعيدة جداعن اقصى درجات المردودية, لان التعاون و التبادل الاقتصادي المغاربي لا زال في مراحله الجنينية, لان ليبيا الشقيقة لا زالت لم تسترجع عافيتها و لم تحل ازمتها السياسية , نعم كل هذا و غيره كثير ,ما يدفعني للتفاؤل بمستقبل اقتصادنا الوطني ,لانه يدل على حجم و مساحة هامش التحرك و التطور و الفعل الذي مازال متوفرا و متاحا, من اجل انقاذ الاقتصاد الوطني و انعاشه, بعيدا عن كل اشكال التبعية ,بشرط صدق النوايا و توفر الارادة و الحس الوطني العالي للنخبة السياسية و خصوصا الحاكمة منها و استقلاليتها عن اللوبيات الداخلية و الخارجية . على كل حال فدوام الحال من المحال ,اذ لم يعد للحكام الحاليين من خياراو مجال لمزيد المناورات , فاما السير و المضي في الاتجاه المطلوب و المعلوم من الجميع ,و بالمناسبة استعادة ثقة المواطنات و المواطنين ,و اما الفشل الذريع ,و ما يترتب عنه لا قدر الله من هزات و مخاطر, يمكن ان تهدد الوطن و كل الفاعلين . ان استعصى عليكم الامر, فرجاءا من طبقتنا السياسية الحاكمة و في اقرب وقت ممكن,ان تعيد الامانة لصاحبها الاصلي, من اجل انتخابات سابقة لاوانها ,علها تجدد الشرعية و المشروعية, اذ لا يمكن لبلادنا ان تتحمل نسق الاداء البطيء و المتردد الحالي لغاية 2019, و خصوصا في ظل احتقان اجتماعي متصاعد ,غذته الزيادات الاخيرة و المحتملة في الاسعار, و لم تفلح في اخماده او الحد منه مسكنات كرة القدم او الاجواء و المناسبات الصيفية . دقت ساعة الحسم : اما تونس او اما المافيات و العصابات المحلية او الدولية , والايادي المرتعشة لا تصنع التاريخ , فما بالك بالملوثة , و لا اعمم ...