تعيش جهة صفاقس هذه الأيّام حالة من الاحتقان الشّديد والغليان بسبب تواصل انقطاع الماء الصّالح للشّراب منذ يوم الثّلاثاء الماضي. وقد سجّلنا مساء يوم أمس وخلال اللّيلة الماضية قيام الأهالي في بعض مناطق الجهة بتحرّكات احتجاجية وتمّ غلق الطّريق الرّئيسية رقم 1 الرّابطة بين صفاقس وقابس من الاتّجاهين على مستوى عدد من الأحياء الجنوبية لمدينة صفاقس. في الواقع هناك حالة احتقان شديد وغليان في أوساط متساكني جهة صفاقس بسبب تواصل انقطاع مياه "الصّوناد" لليوم الثّامن على التّوالي خاصّة وأنّ هذا المشكل تزامن مع الارتفاع القياسي في درجات الحرارة. والشّيء الذي زاد في حدّة الغضب والاستياء في أوساط أهالي عاصمة الجنوب هو الموقف السّلبي للحكومة التي لم تحرّك ساكنا رغم أنّ المشكل تسبّب في معاناة يومية حقيقية للعائلات والأهالي في ولاية المليون و200 ألف ساكن. من جهة أخرى تجدر الإشارة إلى أنّ أهالي جهة صفاقس مستاؤون كذلك من مسؤولي الشّركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بسبب وعودهم الزّائفة وتصريحاتهم الخاصّة بالأسباب الحقيقية لانقطاع الماء الصّالح للشّراب والتي جاءت متذبذبة ومتناقضة وغير مقنعة – حسب رأيهم. مشكل الانقطاع المتواصل لمياه "الصّوناد" أصبح الشّغل الشّاغل للصفاقسية اعتبارا لانعكاساته الكارثية على حياتهم اليومية وبيئتهم وصحّتهم. وهو مشكل يمسّ من هيبة الدّولة ويعتبر وصمة عار على جبين الماسكين بالسّلطة في البلاد – حسب الاعتقاد السّائد. لذلك يبقى الجميع في انتظار تحرّك حكومة الشّاهد لإيجاد حلول جذرية عاجلة ودائمة لهذا المشكل الكبير الذي يؤثّر سلبيا على نوعية وجودة حياة المواطن التّونسي في الجهة.