نسب نجاحهن في كافة مستويات التعليم ,الابتدائي او الثانوي او العالي ,هي الارفع مقارنة بنظرائهن من الذكور . فرضن انفسهن في كافة القطاعات و المجالات المهنية و السياسية و النقابية و الاجتماعية و المدنية ...بكل جدارة و استحقاق . لا تسمع منهن بذائة او سبا او شتما علنيا ,في الطريق العام او على مواقع التواصل الاجتماعي او عند الحوارات الاعلامية و السياسية , و حتى في قيادة السيارة ,فهن الاكثر هدوءا و رصانة, مقارنة بسلوكيات بعض الشباب و الكهول من الرجال . متحملات لاعباء الطبخ و التنظيف و غسل الادباش و الاواني و رعاية الاطفال و غير ذلك من امور البيت و مقتضياته, علاوة على عمل بعضهن خارجه ,دون كلل او تذمر, و بكل عزيمة و صبر, في مقابل امضاء بعض الرجال, للساعات الطوال ,اما في المقاهي او المقاصف او في الجولان . صابرات على سلوكيات بعض ازواجهن او ابنائهن المنحرفة او العنيفة او المتشنجة,من دون رد فعل او تصعيد, ليس ضعفا او خوفا ,بل حرصا على الاستقرار و على حماية عائلاتهن من التشتت و الانهيار . مخلصات لازواجهن عند الشدائد و المصاعب و هن, بعد الله, خير رفيقات و نصيرات . اما ان كنا عازبات ,و حصلنا على وظيفة ,فكريمات تجاه افراد عائلاتهن و خصوصا اخوانهن من الذكور و حتى ازواجهن المستقبليين بلا حدود و لا حساب . يحسن التصرف في ميزانية العائلة افضل من الرجل ,المبذر عادة ,و الذي مهما فعل, فلا يمكنه ان يضاهي المراة في حسن التسوق و الاختيار و الادخار, و اسالوا بعض التجار ليؤكدوا لكم, كم هو صعب عليهم,ان يتحيلوا او يغشوا امراة على خلاف بعض الرجال . اذا شكرتهن او شجعتهن و لو بكلمة او هدية رمزية او على الاقل اعترافا بما يبذلنه من مجهودات مضاعفة مقارنة بالرجل, فرحنا و ابتهجنا اشد ابتهاج و لم يطلبنا اكثر من ذلك امتياز . ليس هذا حال كل نساء بلادي ,و لكني اعتقد ان غالبيتنا سواء نساء او رجال, لازال في قلوبنا الرحمة و المودة, نتشنج و لا نحقد او نكره, و نفرح و نسعد عند مساعدة غيرنا ,ما امكن ,على نوائب الدهر و صعوبات الحياة, و عند الشدائد تجدنا صفا واحدا كالبنيان المرصوص ما في ذلك من شك و لا اختلاف . فتحية من القلب و بكل اجلال و اكبار, لنساء بلدي الجميل, الكادحات المناضلات ,في المدينة و القرية و الريف, و اني اعترف لكن بكل ما تبذلنه من جهد و جد اجتهاد و ما تكابدنه من تعب و شقاء و نكران جميل و احيانا اضطهاد . و ارجوا ان لا تقلقوا منا ,نحن معشر الرجال ,اذا لم نساعدكن او نعركن الاهتمام المطلوب, فربما او قل هو الارجح ,اننا تربينا على ذلك النمط منذ نعومة الاظفار . انتن فخر تونس و تشكلن مع الرجال الوطنيون والشرفاء, حصانة للوطن ضد المتربصين و الاعداء و ربي يخليكم و يعليكم على من يعاديكم . قال الرسول صلى الله عليه و سلم : "انما النساء شقائق الرجال ما اكرمهن الا كريم و ما اهانهن الا لئيم" . وقَال :" خيركم خيركم لاهله و انا خيركم لاهلي" . وقال: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم".