من العادات الجميلة التي دأب عليها مهرجان بنزرت الدولي منذ الدورة السابقة هو أن يكون حفل الافتتاح بنزرتيا لحما و دما حيث انطلقت الدورة الجديدة عدد 36 لهذا المهرجان الدولي بحفل اختير له من الأسماء " أبآي " موسيقى البشير جبالية و اخراج لطفي التركي شارك فيه حوالي 100 عنصرا بين منشد و راقص و عازف و حضره حوالي 6 آلاف متفرجا. غص بهم فضاء مسرح الهواء الطلق ببنزرت وواكبته وسائل الإعلام بمختلف أنواعها .. احقاقا للحق كان العرض ممتعا و مميّزا على أكثر من صعيد سواء الاختيارات الغنائية البنزرتية الهوى و التي ألهبت الجماهير فكنت تراها كالسيل الجارف تمايلا و رقصا و ترديدا. للأغاني البنزرتية التي حفظها الجمهور عن ظهر قلب او على النغمات دبكة الطبل و الدفوف الصاخبة التي يهتز لها الفضاء اهتزازا. فكان بالفعل عرسا بنزرتيا بأتم معنى الكلمة على حوالي ساعتين من الزمن لم تهدأ خلالهما لا الموسيقى و لا الغناء و لا الجمهور. هذا العرض أيضا تضمن بعض نقاط الضعف لعل أهمها تمثل في المستوى المتدني جدا لمعدات الصوت التي كانت بالفعل نقطة سوداء على ادارة المهرجان تلافيها و ايضا العدد المهول لعناصر الفرقة الذي أثّر سلباعلى جمالية الفرجة خاصة على مستوى توزيع هذه العناصر على الركحممّا تسبب في الاكتظاظ بالرغم من المجهودات و الجدية التي أظهرتها كلّ العناصر الشابة نذكر منها آمال العلويني و أسامة الشيخاوي و من جانب ثالث الوتيرة السريعة لبعض الأغاني جعل منها احيانا غممة غير مفهومة. رصدنا أيضا تخصيص إدارة المهرجان لجناح للإعلاميين الصقت على الكراسي المخصص لهم بصورة جلية و بحروف غليظة " الإعلام " لكن اختيار المكان لم يكن موفقا حيث وضعت هذه الكراسي في زاوية لا تسمح بمواكبة العروض مما اضطر العديد من الاعلاميين هجر تلك الاماكن المخصصة لهم كما رصدنا وجود حاويات كبيرة موزعة على كامل الفضاء للمحافظة على نظافة المكان و ايضا لاحظنا الوجود المكثف لطواقم الامن و الحماية المدنية بكل تجهيزاتها. اما على المستوى الرسمي فلم يحضر وزير الثقافة على غرار حفلات افتتاح الدورات السابقة بل اقتصر الأمر على حضور والي الجهة السيد محمد قويدر و بعض المعتمدين و المندوب الجهوي للشؤون الثقافية السيد مراد عمارة و شيخ المدينة السيد كمال عمارة و بعض المدراء الجهويين. لنتختم بالقول و أنّ هذا العرض الافتتاحي كان في مجمله ناجحا خاصة جماهريا و فنّيا فقط على المشرفين عليه مراجعة بعض نقاط الضعف التي شابته خاصة على مستوى التوزيع الركحي للعدد الكبير للراقصين و الراقصات و المنشدين و العازين حتى لا يكن هذا التوزيع عنصر نشاز في عرض بنزرتي الهوى و الغناء و العنصر البشري.