الحجاب ليس تونسيّا، والوسواس الديّنيّ ليس تونسيّا "الحجاب" إخوانيّ. وعندي أدلّة كثيرة على ذلك. لم تكن النساء التونسيات يغطّين شعورهنّ بالهوس الذي نراه منذ ظهور …الحركات الأصوليّة. "الفولارة" كانت تظهر جزءا من الشّعر، والطّفلة التونسيّة تحذق فنّ "العصفرة" أي تغطية جزء من الشّعر لا كلّه. وفي السّاحل، كانت النّساء يضعن "القوفيّة"، وهي غطاء للرأس يحمل ضفائر اصطناعيّة ملوّنة، ويترك جزءا منه ظاهرا هو القصّة. رأيت هذا وأنا طفلة. ضممت قوفيّات عمّاتي إلى صدري وأنا طفلة. سجّلت ذاكرتي هذه الألوان والبدائع وانا طفلة. رأيت أجساد النساء رافلة في الفوطة والبلوزة وأنا طفلة. ولذلك لن أقبل أيّ تزييف للحقائق. دافعت عن حقّ المرأة في أن ترتدي ما تشاء، لكنّني لن أقبل اليوم بهذه الشّعوذة المتمثلة في اعتبار عادات الإخوان ممثّلة للتقليد التونسيّ أو "النّمط". وللمسألة علاقة بالتراث الذي يجب أن نحميه من التلف والغشّ.