تتواصل دوامة العنف في الشرق الأوسط مع تصاعد حاد في وتيرة الصراع بين إسرائيل وإيران. ووفقًا لوكالة "رويترز"، أعلنت القوات الإسرائيلية أنها نفّذت ضربات جوية استهدفت ستة مطارات تقع في وسط وشرق وغرب إيران، في إطار عملية عسكرية جوية واسعة النطاق. وجاء في بيان الجيش أن الغارات أسفرت عن تدمير 15 طائرة عسكرية إيرانية، من بينها مروحيات ومقاتلات، تم تحييدها بواسطة طائرات مسيّرة إسرائيلية. تدمير واسع للبنية التحتية العسكرية والنووية وفي واشنطن، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الضربات الأميركية التي نُفذت بالتوازي، ألحقت "مستوى واسعًا من الدمار" بعدة مواقع نووية إيرانية. ورغم عدم كشف أي تفاصيل رسمية حول المنشآت المستهدفة، فإن مصادر متطابقة تحدثت عن أضرار جسيمة لحقت بالبنية التحتية الاستراتيجية للجمهورية الإسلامية. من جهته، أكد الحرس الثوري الإيراني مقتل عشرة عسكريين في مركزين تم استهدافهما بمدينة يَزد، الواقعة في قلب البلاد. وقد وقعت هذه الهجمات خلال ليلة الأحد إلى الإثنين، بحسب ما نقلته وسائل إعلام إيرانية. إسقاط طائرات مسيّرة إسرائيلية ورد إيراني دقيق وفي ظل استمرار حالة الاستنفار الجوي في إيران، أعلنت قوات الدفاع الجوي الإيرانية صباح اليوم الإثنين، إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية من طراز "هيرميس" فوق مدينة خُرّم آباد. وأكد الجيش الإسرائيلي هذه المعلومة، معترفًا بفقدان الطائرة. ووفقًا للإذاعة العسكرية الإسرائيلية، فإن هذه الطائرة تُعد الرابعة التي يتم إسقاطها منذ انطلاق العمليات ضد إيران، وهو رقم يعكس تطور قدرات الدفاع الجوي الإيراني، كما يكشف عن شدة المواجهات العسكرية الجوية بين القوتين. إعدام جاسوس مزعوم للموساد في إيران وفي سياق موازٍ، أعلنت السلطة القضائية الإيرانية صباح اليوم الإثنين تنفيذ حكم الإعدام بحق مواطن إيراني، بتهمة العمل لصالح جهاز "الموساد" الإسرائيلي للاستخبارات الخارجية. وبحسب ما أفادت به السلطات القضائية، فإن الرجل كان يقود خلية للتجسس السيبراني. وتندرج هذه العملية ضمن حملة مشددة من المراقبة والقمع ضد الشبكات التي يُشتبه في ارتباطها بالعدو. تصعيد ينذر بانفجار إقليمي واسع إن تكرار الضربات الإسرائيلية، بدعم من الولاياتالمتحدة، إلى جانب الردود الإيرانية المتزايدة تنظيمًا، يرفع من خطر اتساع رقعة النزاع إلى مستوى إقليمي. فمع تحول الأهداف العسكرية إلى مواقع أكثر استراتيجية، وتزايد الخسائر البشرية، تدعو العواصم الغربية إلى التهدئة، دون أن تُحقق هذه الدعوات أي نتائج ملموسة حتى الآن. ويُجمع محللون على أن الوضع مرشح للخروج عن السيطرة الثنائية، وقد يجر قوى إقليمية أخرى إلى المواجهة، وسط توترات تاريخية، وتحالفات عسكرية معقدة، ومخاوف نووية متصاعدة.