اذا أردنا أن نفهم طبيعة المشهد السياسي اليوم أي الى أين يسير فعلينا أن نتبع مواقف ثلاث أطراف رئيسية وهي النهضة والنداء واتحاد الشغل ومنظمة الأعراف .من هنا فمصير الشاهد ونقصد بذلك مصيره السياسي كرئيس للحكومة مرتبط بهذه الأطراف . بالنسبة للنهضة فهي مصرة على بقائه وترى أن تغييره سيقود البلاد الى فوضى سياسية وعدم استقرار قد يؤثر على الاستحقاق الانتخابي القادم وعلى الوضعين الاقتصادي والاجتماعي أما بالنسبة للنداء فانه ونتيجة تشتته وتفرقه وخلافاته العميقة لم يعد قادرا على تكرار سيناريو الحبيب الصيد حيث ثبت أن الشاهد وخاصة بعد الدعم القوي الذي وجده من النهضة لن يقدم على الاسقالة وقد لا يقدم على تقديم حكومته لنيل ثقة جديدة في البرلمان. بالنسبة لمنظمة الأعراف فهي مع الاستقرار الذي ينشده رجال الأعمال والمستثمرون ليبقى موقف الاتحاد الذي كان متشددا ضد بقاء الشاهد لكنه خف بعض الشيء بعد تنفيذ مطالبه وامضاء اتفاقات اجتماعية جديدة. كل هذه الامور متعلقة بالأطراف الثلاثة الفاعلة لكن ما هو وضع الشاهد حاليا؟ بالنسبة ليوسف الشاهد فانه مدرك كون بقائه على رأس الحكومة تلزمه تنازلات عديدة لكل الأطراف بما فيها نداء تونس فهو نجح في كسب تأييد قسم كبير منه بما في ذلك ضمن الكتلة البرلمانية لكنه ايضا يريد تخفيف الخلافات مع الشق الثاني حتى لا يصل الامر الى نقطة اللاعودة. التنازل الآخر والذي بات الشاهدة مطالب بإعلانه صراحة هو عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة أي في 2019 وهو مطلب صريح وواضح قدمته له النهضة وأوردته في بيانها الأخير وهو ما يعني أن البقاء له ثمن .