تعيش العائلات التونسية هذه الأيام على وقع الاستعدادات الحثيثة لإعداد حجاجنا للتوجه إلى البقاع المقدسة، والكل يمني النفس بأن يكون موسما ناجحا بعد أن تهيأت وزارة الشؤون الدينية لذلك حيث زادت في عدد المرافقين مع تعزيز البعثة الصحية رغبة منها في مزيد الإحاطة بحجاجنا، وعدم الوقوع في المطبات والصعوبات المختلفة للمواسم السابقة مع الإشارة وأن غلاء تكاليف الحج لهذه السنة لم يؤثر على العدد المحدد من حصة بلادنا لهذا العام بالرغم من الحملة التي قادتها نقابة الأئمة و الداعية إلى إبطال الحج لهذا الموسم، وكان موقف دار الإفتاء ووزارة الشؤون الدينية مغايرا لذلك حيث أكدت المؤسستان على قداسة هذا الركن بل وأثنتا على مجهودات السلطات السعودية لخدمة ضيوف الرحمان و قد أحسنتا صنعا لإبراز الموقف الرسمي لبلادنا التي تعتبر الحج خطا أحمر، ويصح القول هنا أن "رياح دار الإفتاء تسير بما لا تشتهي سفن نقابة الأئمة". وتفيد كل الدلائل و المعطيات الصادرة عن وسائل الإعلام بالبقاع المقدسة أن السلطات هناك حشدت كل الطاقات وسخرّت كافة الإمكانيات المتاحة لتقديم خدمات رفيعة تعكس حجم الرعاية الكبيرة التي توليها وزارة الحج و العمرة لهاذا المنسك المقدس فقد تمت تهيئة "مجمع صالات" الحج و العمرة بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، واتخذت عدة إجراءات لتخفيض مدة بقاء الحجاج في المنافذ البرية و البحرية و الجوية، حيث أحدثت مواقع الكترونية لتيسير التسجيل وقامت بمبادرة جديدة تمثلت في إحداث عدة تطبيقات (des applications) منها : "طريق مكة" " و "لكم مكة" و "مناسكنا"... رغبة في تسهيل الخدمات التي يحتاجها ضيوف الرحمان خلال إقامتهم في البقاع المقدسة. كما خصصت المملكة تطبيقة ورابطا خاصا لاستقبال طلبات القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج بعد أن منعتهم سلطات الدوحة من ذلك نتيجة لتوتر العلاقات بين البلدين، وهذا هو التسييس بعينه لهذه الشعيرة التي تؤكد كل الشرائع و المواثيق على النأي بها عن السياسة و السياسيين وحسب المعطيات الأولية والبوادر الحالية فإننا متفائلون بان هذه السنة سينجح موسم الحج، وسيؤدي حجاجنا مناسكهم في أحسن الظروف ما دامت الرغبة واضحة في تقديم أحسن الخدمات إثر التنسيق المسبق بين السلطات التونسية و مثيلاتها السعودية بعد أن استكملت هذه الأخيرة استعداداتها لاستقبال الحجاج من مختلف الجنسيات و المذاهب من شتى أقطاب العالم. فحج مبروك وسعي مشكور و ذنب مغفور لحجاجنا الميامين.