كشفت مصادر دبلوماسية لوكالة رويترز معلومات مهمة حول الموقف السعودي من الملف الفلسطيني، والمشروع الذي تعتزم الولاياتالمتحدة عرضه لحل الصراع العربي الإسرائيلي.وقالت الوكالة، إن السعودية أكدت لحلفائها العرب بأنها لن توافق على أي خطة للسلام في الشرق الأوسط لا تعالج وضع القدس أو حق اللاجئين في العودة، ما أدى إلى تهدئة مخاوف من احتمال أن تؤيد المملكة اتفاقا أمريكيا وليدا ينحاز لإسرائيل في هذين الأمرين.وقال دبلوماسيون ومحللون، إن الضمانات الخاصة التي قدمها العاهل السعودي الملك سلمان للرئيس الفلسطيني محمود عباس ودفاعه العلني عن المواقف العربية الثابتة في الأشهر الأخيرة، ساعد في تغيير تصورات بأن السعودية غيرت موقفها تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأثار ذلك بدوره الشكوك حول ما إذا كان باستطاعة السعودية حشد التأييد العربي لحملة جديدة لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، متطلعة إلى توحيد الصفوف ضد إيران العدو المشترك.وقال دبلوماسي عربي بارز في الرياض: "في السعودية الملك هو من يتخذ القرارات بشأن هذه القضية الآن، وليس ولي العهد". وأضاف: "خطأ الولاياتالمتحدة أنها اعتقدت أن بإمكان دولة واحدة الضغط على بقية الدول للتسليم، لكن الأمر لا يتعلق بالضغط. لا يملك زعيم عربي التخلي عن القدس أو الفلسطينيين".وقال مسؤولون فلسطينيون لوكالة رويترز في ديسمبر، إن الأمير محمد بن سلمان ضغط على عباس لتأييد الخطة الأمريكية، رغم مخاوف من أنها لا تعطي الفلسطينيين سوى حكم ذاتي محدود داخل مناطق غير مترابطة من الضفة الغربيةالمحتلة، دون الحق في العودة للاجئين الذين نزحوا من ديارهم في حربي 1948 و1967. وتتناقض مثل هذه الخطة مع مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية في عام 2002، والتي عرضت خلالها الدول العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مقابل الاتفاق على إقامة دولة للفلسطينيين وانسحاب إسرائيل بالكامل من الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967.ونفى مسؤولون سعوديون وجود أي خلاف بين الملك سلمان الذي أعلن تأييده للمبادرة وولي عهده الذي غير سياسات راسخة بشأن قضايا كثيرة. وقال لمجلة أمريكية في أبريل، إن من حق الإسرائيليين العيش في سلام على أراضيهم - وهو تصريح نادر من زعيم عربي.وقال باسم الآغا السفير الفلسطيني لدي الرياض لرويترز، إن الملك سلمان أبدى تأييده للفلسطينيين في اجتماع عقد في الآونة الأخيرة مع عباس، قائلا إنه لن يتخلى عن الفلسطينيين وسيقبل ما يقبلون به ويرفض ما يرفضونه. وقال إن إطلاق الملك سلمان اسم (قمة القدس) على مؤتمر جامعة الدول العربية لعام 2018، وإعلانه مساعدات بقيمة 200 مليون دولار للفلسطينيين يمثلان إشارات إلى أن قضيتي القدس واللاجئين عادتا إلى مائدة المفاوضات.ولم ترد السلطات السعودية على طلب التعليق على الوضع الراهن للجهود الدبلوماسية. ويقول دبلوماسيون في المنطقة، إن الموقف الحالي لواشنطن الذي نقله مسؤولون كبار بالبيت الأبيض خلال جولة الشهر الماضي، لا يتضمن اعتبار القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، أو حق العودة للفلسطينيين، أو تجميد الاستيطان الإسرائيلي على أراض يطالب الفلسطينيون بالسيادة عليها.ولم يقدم جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي، تفاصيل ملموسة عن الاستراتيجية الأمريكية بعد مرور أكثر من 18 شهرا على تكليفه بالتوصل إلى سلام.وقال دبلوماسي في الرياض اطلع على تفاصيل أحدث زيارة لكوشنر للمملكة، إن الملك سلمان وولي العهد التقيا به معا وأضاف: "الأمير محمد بن سلمان كان هو من يدير الحديث والملك في الخلفية".وقال المحلل المستقل نيل باتريك، إنه يبدو أن الملك سلمان قد قام بتحجيم "الأسلوب المتهور سياسيا"، لولي العهد بسبب أهمية القدس للمسلمين.